اقتحم 7 شباب، اليوم الجمعة، مسجد "محمد الأمين" وهو أكبر مساجد العاصمة اللبنانية بيروت أثناء خطبة الجمعة محاولين الاعتداء على هشام خليفة خطيب المسجد ومدير عام الأوقاف الإسلامية في لبنان، وإنزاله من على المنبر. ونقلاً عن وكالة الأناضول للأنباء، لم يتهم مدير عام الأوقاف في لبنان بشكل صريح جهة معينة بمحاولة الاعتداء عليه، لكنه استغرب خليفة "أن تصل الأمور ببعض المسلمين السنة الذين يدعون الغيرة على الطائفة السنية إلى إرسال الزعران (البلطجية) إلى بيوت الله والتعدي على الأئمة والخطباء والتشويش على المصلين"، على حد قوله. كما لم يرجح أسباب معينة لمحاولة الاعتداء عليه الذي يتزامن مع خلافات تشهدها الساحة السنية اللبنانية حاليا بين الداعين إلى إجراء انتخابات جديدة للمجلس الشرعي باعتبار أن ولايته انتهت في 31 ديسمبر/كانون الأول الماضي، وبين المطالبين بتأجيل الانتخابات واستمرار المجلس الحالي إلى حين انتخاب البديل دون تحديد موعد الانتخابات في الوقت الحالي. وذكرت "الأناضول" أن المقتحمين هددوا شبان المسجد باستخدام السلاح حال قاموا بمنعهم من الاعتداء على خليفة، قائلين إنه "إنه جاهز في سياراتهم"، وانهالوا عليهم بالشتائم، مرددين: "هذا مسجد الشيخ سعد وليس مسجد محمد الأمين" في إشارة إلى رئيس الحكومة السابق سعد الحريري (الذي وضع والده رفيق حجر الأساس لإعادة بناء هذا المسجد). وتمكن خطيب المسجد من إنهاء خطبته بعد أن منع حراسه المهاجمين من إنزاله من على المنبر، فيما حضرت دورية من الجيش اللبناني إلى محيط المسجد حيث وفرت الحماية اللازمة لمغادرته بعد إنهاء خطبته، في حين فر المعتدون قبل حضور الجيش. وذكرت مصادر أمنية أن قائد الجيش اللبناني العماد جان قهوجي تدخل شخصيا في الواقعة، وأعطى أوامره بشكل مباشر بإرسال دوريات من الجيش إلى محيط المسجد والعمل على توقيف المعتدين. وقالت هذه المصادر إن التحقيقات في هذا الاعتداء على المسجد تولتها مخابرات الجيش اللبناني التي تعمل جاهدة على توقيف المعتدين بعد أن علمت هوية عدد منهم. وأدان مفتي لبنان الشيخ محمد قباني - في بيان صحفي اليوم - التعرض للمدير العام للأوقاف الاسلامية والجهات التي تقف وراءه، معتبرا أنه يندرج في سياق "التحريض على الفتنة بين المسلمين وفي مساجدهم". وأصدرت المديرية العامة للأوقاف الإسلامية في لبنان أمس الخميس بيانا طالبت فيه أئمة المساجد وخطباء الجمعة "بأن يرتفعوا إلى مستوى المسؤولية بأن يكونوا دعاة للوحدة ونبذ الفتنة والتزام مواقف مرجعيتهم الدينية" .