رأى السفير قيس العزاوي مندوب العراق الدائم في الجامعة العربية أن الجامعة ارتكبت "خطأ كبيرا" في معالجة الأزمة السورية القائمة منذ مارس/أذار 2011. وفي مؤتمر صحفي عقده مع محرري الشؤون العربية في مقر المندوبية العراقية بالقاهرة اليوم الاثنين، قال العزاوي: "لقد وقعنا في مشكلة من خلال الجامعة العربية، وهي إجراء حوار حول سوريا مع طرف واحد (يقصد المعارضة السورية)، وإلغاء الطرف الآخر". ومضى قائلا، خلال المؤتمر، نقلاً عن وكالة "الأناضول" للأنباء، إن "الحوار يحدث بين طرفين.. هذا الخطأ الكبير وقعنا فيه عندما تم إلغاء الطرف الثاني (يقصد نظام بشار الأسد) لمدة سنتين ونحن نبحث عن حل". وعن احتمال إجراء حوار سوري قريب، أجاب بأن "المبدأ قد أقر، وسيتم استقبال وفود المعارضة في موسكو، سواء معاذ الخطيب رئيس الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة، أو الدكتور هيثم مناع من هيئة التنسيق، أو آخرين". ومضى العزاوي قائلا: "لقد زار وزير خارجية سوريا وليد المعلم العاصمة الروسية الشهر الماضي.. ووزير خارجية روسيا (سيرغي لافروف) أبلغنا بأن هناك محاولة جادة وكبيرة جدا للوصول إلى حل سياسي.. والحوار مستمر". ومرارا، أعلنت قيادات في المعارضة أنها لن تشارك في أي حوار لن تقود إلى تنحي الأسد؛ متمسكة بإنهاء أكثر من 40 عاما من حكم عائلته. وبحسب مندوب العراق في الجامعة العربية، فإنه "لن تكون هناك شروط مسبقة للحوار تقضي بتنحي أحد، وإنما سيجلس الطرفان ويتحاوران ويتوصلان للحل الذى يريدانه؛ ليحفظوا لسوريا على وحدة شعبها وأراضيها". وردا على سؤال عما يتردد عن اعتزام قطر تسليم مقعد سوريا في الجامعة إلى "الائتلاف الوطني" خلال القمة العربية التي تستضيفها الدوحة الشهر الجاري، أجاب العزاوي بأن "جواب الجامعة العربية بهذا الشأن هو أنه لا أحد سيأخذ المقعد.. فسيظل شاغرا". وكانت الجامعة قد قررت في نوفمبر/تشرين الثاني 2011 تجميد مقعد سوريا؛ متهمة النظام بقمع الاحتجاجات التي بدأت سلميا للمطالبة بإصلاحات سياسية. وتتهم أطراف في المعارض السورية العراق بتقديم دعم لقوات الأسد، أحدثه تدخل طائرات حربية عراقية ضد "الجيش السوري الحر" المعارض. إلا أن مندوب العراق في الجامعة نفى هذا الاتهام، خلال المؤتمر، قائلا إن "هذا ليس صحيحا بالمرة، فالعراق ليس طرفا في الصراع.. والجيش العراقي موجود على الحدود بشكل أساسي؛ ليمنع أي محاولة للتسلل".