على بعد آلاف الكيلومترات من تركيا، يعيش أهالي قريتين واحدة تركية وأخرى كردية جنبا إلى جنب، في قلب اليمن. وتقع قريتي "بيت الترك"، و"بيت الكرد"، قرب مدينة "محويت"، على بعد 150 كيلومتراً، شمال العاصمة اليمنية "صنعاء". وتحافظ القريتان على بعض عادات الأناضول، رغم تحول سكانها إلى الإندماج في المجتمع اليمني والحديث باللغة العربية. ويستقبل أهاليها زوارهم بالأغاني والرقصات التقليدية. ويعتقد سكان هاتين القريتين أن أصولهم تعود إلى، "سعيد مثقال"، أول ضابط تلغراف عثماني استقر في المنطقة، مع أولاده السبعة، عام 1800،. وكانت المناطق القريبة من صنعاء شهدت توطن عدد كبير من الضباط العثمانيين، الذين فضلوا العودة إلى اليمن والاستقرار فيها، بعد أن أطلق سراحهم من معسكرات الاعتقال البريطانية في مصر، التي رُحلوا إليها، في أعقاب توقيع هدنة موندروس، في 30 أكتوبر/ تشرين الأول عام 1918. ويُعتقد أن أصول الأتراك المتواجدين في تلك المناطق تعود إلى هذين المصدرين. وتحتفظ القريتين التركية والكردية، بعلاقات طيبة مع بعضهما، حيث يتزاوجون ويتعايشون، كما تهب كل قرية لمساعدة الأخرى عند الحاجة. لم يعد هؤلاء السكان ذوي الأصول التركية، يعرفون سوى كلمات تركية معدودة. ولازالوا يحافظون على بعض التقاليد التركية، مثل مجلس كبار القرية، الذي يعقد اجتماعاته في مبنى، أنشأه الأهالي بجوار ما تبقى من منزل، مؤسس القرية، "سعيد مثقال". يرغب كثير من سكان قرية "بيت الترك"، إرسال أولادهم للدراسة في تركيا، ويقولون أن من ذهبوا منهم إلى تركيا، ساهموا في تصحيح بعض الأفكار الخاطئة التي كانوا يحملونها عن الدولة العثمانية. فقد كانت الكتب المدرسية في اليمن، تصف الحكم العثماني بالاحتلال، في حين درس من ذهب من أبناء القرية إلى تركيا، أن العثمانيين جاؤوا إلى الجزيرة العربية لحماية الأراضي المقدسة، لأنهم كانوا القوة الوحيدة القادرة على فعل هذا في ذلك الزمان.