دعا أسامة النجيفي رئيس مجلس النواب العراقي ورئيس "القائمة العراقية" وزراء القائمة إلى تقديم استقالاتهم من حكومة نوري المالكي، والانضمام إلى المعارضة البناءة؛ احتجاجا على مقتل إثنين من المتظاهرين برصاص الأمن في مدينة الموصل، شمال العراق. وقتل اثنان من المتظاهرين وأصيب 9 آخرين قرب ساحة الأحرار في الموصل، مركز محافظة نينوي؛ وذلك بنيران عناصر من الشرطة الاتحادية، بحسب ما ذكر مصدر أمني عراقي في وقت سابق لمراسل الأناضول. وفي رد فعل على هذه الواقعة، قال النجيفي في مؤتمر صحفي عقده مساء في مبنى محافظة نينوي: "على وزراء القائمة العراقية، تقديم استقالاتهم من الحكومة التي تمارس الغبن والظلم لأهالي محافظتنا وهم يدخلون شهرهم الرابع في التظاهرات بالعراء دون تنفيذ أي من مطالبهم". واعتبر أن ما حدث اليوم في الموصل من إطلاق نار على المتظاهرين "جريمة لا يمكن السكوت عليها"، مطالبا الادعاء العام بالتحقيق فيها. وقال: "لا يجوز أن تتعامل الحكومة مع شعبها بهذه الطريقة"، لافتا إلى أن "الناس خرجت تطالب بالحقوق والعدالة والانصاف والمساواة، وكلها مطالب مشروعة". وأعرب عن أسفه لـ"عدم تعامل الحكومة العراقية بجدية مع مطالب المتظاهرين". ومنذ 23 كانون الأول/ ديسمبر الماضي، يشهد العراق تظاهرات واسعة في المحافظات الشمالية والغربية، للمطالبة بإسقاط حكومة المالكي، وإجراء تعديلات قانونية، والتوقف عن ملاحقة سياسيين سنة والإقصاء السياسي لأغراض طائفية، وإطلاق سراح معتقلين في السجون دون محاكمات، وإجراء إصلاحات في الجيش والأمن وتوفير الخدمات. وخلال المؤتمر الصحفي ذاته، أعلن وزير الزراعة العراقي عز الدين الدولة استقالته من الحكومة العراقية؛ احتجاجا على واقعة قتل المتظاهرين اليوم بالموصل. ويعد عز الدين الدولة أحد وزراء القائمة العراقية، وهو ثاني وزير من هذه القائمة يقدم استقالته بعد إعلان رافع العيساوي وزير المالية مطلع الشهر الجاري استقالته من حكومة المالكي احتجاجا على سياستها تجاه التظاهرات، وعدم تلبية مطالبها. وللقائمة العراقية ثماني وزراء في تشكيلة الحكومة هم: وزراء المالية (أعلن استقالته)، الكهرباء، والصناعة والمعادن، والعلوم والتكنولوجيا، والزراعة (أعلن استقالته)، والتربية، والاتصالات، ووزارة الدولة لشؤون المحافظات، فضلا عن منصب نائب رئيس الوزراء لشؤون الخدمات. وفي وقت سابق، أعلن  وزراء هذه القائمة مقاطعة جلسات مجلس الوزراء لحين تلبية مطالب المتظاهرين، لكنهم أعلنوا استمرار عملهم داخل وزاراتهم. ويضم التحالف الحكومي في العراق 4 قوائم هي: قائمة العراقية، وائتلاف دولة القانون، وائتلاف الوطني الذي يضم تيار الأحرار التابع للتيار الصدري، والتحالف الكردساني. من جانبه، استنكر زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر حادثة مقتل متظاهرين في ساحة الأحرار بالموصل اليوم، معتبرا "الاعتداء على المتظاهرين والمعتصمين العزل المطالبين بما يرونه حقوقهم امر حرام وممنوع ". وفي بيان أصدره  المكتب الإعلامي للتيار الصدري مساء اليوم وحصل مراسل الأناضول على نسخة منه، دعا الصدر البرلمان إلى "إرسال وفد محايد إلى الموصل من أجل الوقوف على حال المتظاهرين هناك، والاطلاع على مطالبهم ومواقفهم، وحقيقة الاعتداء عليهم، واستدعاء من كان خلف ذلك الاعتداء السافر، وفتح تحقيق في الحادث".