تمكنت قوات الشرطة الجزائرية، الأربعاء، من إلقاء القبض على الجانيين في جريمة القتل البشعة لإبراهيم حشيش (9 أعوام)، وهارون بودايرة (10 أعوام)، التي حدثت في حي "علي منجلي" في قسنطينة، بعد أن اعترف شريكهما الموقوف، الثلاثاء، بتفاصيل الجريمة واسمي شريكيه، حيث كشفت تقارير أمنية أولية، أن المتهمين اعترفا بجرمهما. عاشت المدينة الجديدة "علي منجلي" في قسنطينة، هلعًا كبيرًا بعد العثور على جثتي الطفلين المختطفين، الأحد، داخل كيس بلاستيكي أسود، وحقيبة رياضية متوسطة الحجم خضراء اللون، ألقى بهما مجهولان، حسب شهادات السكان في الوحدة الجوارية رقم 17. وأشارت مصادر محلية أن عاملاً صينيًا في ورشة بناء قد شاهد شابين يهمّان برمي كيس بلاستيكي وحقيبة رياضية، ليخطر مباشرة البنائين الجزائريين، الذين تعالت أصواتهم، ما دفع المجرمين إلى التخلي عما كانا يحملانه والفرار بين العمارات الشاغرة من السكان، عندها تم تبليغ رجال الأمن والسكان الذين التفوا في محيط موقع رمي الجثتين، ليشحن المشهد باحتجاجات المواطنين، الذين استنكروا تماطل قوات الأمن، وهَمّوا بتخريب سيارة الإسعاف، واضطرت قوات الأمن للاستنجاد بقوات إضافية، لتهدئة الوضع،  ووسط حالة هستيرية وحزن شديدين، انفلتت الأوضاع الأمنية في الحي الجديد "علي منجلي"، ونظّم المئات من السكان مسيرة حاشدة جابت عددًا من الشوارع، مطالبين بالقصاص وتوفير الأمن، فيما تحول العشرات منهم إلى مستشفى الدكتور بن شريف، حيث تم تحويل القتيلين إلى المشرحة. وتم نقل الضحيتين إلى مصلحة التشريح الطبي في المستشفى الجامعي "ابن باديس"، وتم رشق المستشفى بالحجارة، ومقر الأمن الحضري الأول، المحاذي لمبنى المستشفى، وأغلقت إثرها مختلف المقرات الإدارية، كما تم إخلاء كل المؤسسات التربوية، وبعد تطوّر الاحتجاجات، اضطرت قوات الأمن  إلى استعمال الغازات المسيلة للدموع.  وفي سياق متصل، أثمرت تحقيقات الفرق الجنائية لمختلف الهيئات الأمنية، وبناءًا على المواصفات التي قدمها العامل الصيني، وشهادة شقيق الضحية هارون، بتوقيف المشتبه الرئيسي في هذه الجريمة الإنسانية، وهو شاب مقيم في المدينة الجديدة، وعند إخضاعه للتحقيق الابتدائي، اعترف بفعلته وكشف عن هوية شريكيه، اللذين تم ضبطهما وتقديمهما أمام وكيل النيابة العامة لدى محكمة "الخروب" الابتدائية، حيث وكشفت مصادر قضائية أن التحقيقات تواصلت إلى ساعات متأخرة، الثلاثاء. من جانبه، أكد مصدر من الحماية المدنية في المدينة الجديدة، أن أفراد الشرطة تأكدوا، أثناء انتشالهم للجثتين، أن البريئين إبراهيم وهارون كانا يرتديان ملابسهما ومكبلا الأيدي، بواسطة سلك معدني خاص بتوصيلات الكهرباء، ما يؤكد أن الخاطفين احتجزوا  الضحيتين في إحدى ورشات البناء، المنتشرة في كل أرجاء حي "علي منجلي"، مع وجود كدمات على مستوى الرقبة تشير إلى موتهما شنقًا.