قال أمين عام مؤتمر الحوار الوطني باليمن أحمد عوض بن مبارك، إنه لا يمكن لأي شخص أن يحتكر أو يدعي أنه الوحيد الذي يمثل قضية الجنوب. وفي مؤتمر صحفي عقده مساء اليوم الأربعاء بصنعاء أوضح بن مبارك أن "الكلمات والمداخلات التي ألقيت في جلسات المؤتمر ابتداء من جلسة الافتتاح بما في ذلك ما جاء في كلمة الحراك الجنوبي السلمي توضح أنه لا أحد يمثل الجنوب". ورفض بن مبارك ما تداولته بعض وسائل الإعلام عن أن المشاركين باسم بعض فصائل الحراك الجنوبي لا يمثلون الحراك. وردًا على سؤال عما إذا كان باب الحوار، الذي انطلق الاثنين الماضي في العاصمة صنعاء، لا يزال مفتوحًا لمشاركة من رفضوا في وقت سابق من القيادات الجنوبية المشاركة فيه، أجاب: "المشاركون في مؤتمر الحوار هم من يملكون القرار باتخاذ أي آليات مناسبة للتعاطي مع هذه القضايا". وحول دور المؤتمر في تحقيق المصالحة الوطنية والعدالة الانتقالية قال: "مؤتمر الحوار سيشكل فريق عمل متكامل قوامه 80 شخصًا سيناقش المصالحة الوطنية والعدالة الانتقالية"، دون إعلان وقت محدد لتشكيل الفريق. وفي سياق غير بعيد، قال جمال بن عمر مبعوث الأمم المتحدة إلى اليمن إن المكونات والأحزاب المشاركة في مؤتمر الحوار الوطني لم تلتزم بنسبة الـ30 % المخصصة لتمثيل الشباب حيث لا تزال عند 28%، وتمثيل المرأة 29%. وفي مؤتمر صحفي عقده لإبداء ملاحظاته الأولية على سير أعمال المؤتمر الذي انطلق الاثنين الماضي بصنعاء بمشاركة 565 مممثلاً لكافة الأحزاب والقوى السياسية في البلاد أشار بن عمر إلى أن "اليمنيين واليمنيات يقدمون نموذجاً حضارياً رائعاً" بهذا الحوار. وأوضح أن النسبة المتفق عليها بين المكونات المشاركة بشأن تمثيل الشباب لم تبلغ رقمها المحدد بـ 30 % . وتابع: "سوف ألتقي ممثلي الشباب والنساء غداً، لأستمع إليهم وأجدد دعمي لجهودهم؛ فهم يشكلون حجر الأساس في بناء مستقبل أفضل لليمن". وحول الأوضاع في الجنوب، أعرب بن عمر عن أسفه لسقوط قتلى وأعمال عنف في الأسابيع الأخيرة، مطالبًا الحكومة بتقصي الحقائق ومحاسبة المسؤولين عن ذلك. وبين أنه اجتمع أمس لأكثر من ساعة ونصف الساعة مع مجموعة الحراك المشاركة في مؤتمر الحوار، واتفق معهم على ضرورة إعداد وتنفيذ برنامج متكامل لمعالجة قضاياهم، وتكثيف تواصلهم لبحث كيفية تحقيق ذلك. وجدد بن عمر دعوة المؤتمر إلى التواصل مع جميع الفعاليات في الجنوب للانضمام إلى عملية الحوار، سيما أن قيادات جنوبية عدة أكدت له أنها تنبذ العنف وتلتزم مبدأ الحوار كسبيل وحيد لحل القضية الجنوبية. وفي ختام حديثه، قال إنه سيرفع تقريره حول المرحلة التي بلغتها العملية الانتقالية إلى مجلس الأمن عند عودته إلى نيويورك بعد أيام قليلة، معربا عن ثقته في أن المجتمع الدولي سيواصل دعمه لعملية الحوار. وتتواصل الجلسات العامة لمؤتمر الحوار الوطني الذي بدأ في الثامن عشر من الشهر الجاري في العاصمة صنعاء، في محاولة للوصول إلى مصالحة وطنية بين الفرقاء اليمنيين. ويشارك في مؤتمر الحوار مختلف القوى والمكونات السياسية بما فيها مكونات تابعة للحراك الجنوبي، وأبرزها: "مؤتمر شعب الجنوب" و"تكتل المستقلين"، و"الحراك المؤيد للثورة الشعبية"، فيما تقاطعه إحدى القوى الرئيسية في الحراك الجنوبي والتي يرأسها نائب الرئيس اليمني السابق علي سالم البيض. وشارك الآلاف من أنصار الحراك الجنوبي قبل يومين في حملة مناهضة لمؤتمر الحوار تزامنًا مع انطلاقه، وشملت "عدن" و"حضرموت"، واختتمت بفعالية احتجاجية أقيمت وسط عدن؛ تعبيرًا عن رفضهم للحوار .