كشف مسئول جهاز الأمن الداخلي في الحكومة الفلسطينية المقالة في غزة، العقيد محمد لافي ، عن عمل أجهزة مخابرات أجنبية في القطاع في محاولة منها لاستهدافه في ظل الحالة الأمنية المستقرة التي يشهدها منذ ست سنوات على التوالي . وقال لافي خلال حديثه في محاضرة أمنية، مساء السبت، " إن قطاع غزة مليء بأجهزة المخابرات الأجنبية كالأميركية والبريطانية والفرنسية والألمانية والكل يستهدف القطاع"، وعزا الغرض من عمل المخابرات الأجنبية سواء العربية أو الغربية في قطاع غزة البحث عن المعلومة باعتبارها قوة رجل المخابرات، مستطرداً قوة رجل المخابرات مرتبطة بالمعلومة التي يحصل عليها. وجدد تأكيده امتلاك الأمن الداخلي كشفاً بأسماء عملاء سيتم اعتقالهم عقب انتهاء الفرصة الممنوحة لهم للتوبة، مستدركاً "لدينا كشف بالأسماء واعتقلنا بعض من وردت أسماءهم به ومنذ الساعات الأولى للإعلان عن هذا الكشف اعترفت نصف الأسماء الواردة فيه بالعمالة مما يدلل على قوة المعلومات". وشدد على ضرورة أن تبقى في المجتمع الفلسطيني ثقافة تجريم "العمالة والتخابر مع الاحتلال" وكل ما له علاقة بها لإرباك عمل الاحتلال، واستعرض الوسائل والأساليب التي تلجأ إليها مخابرات الاحتلال بهدف محاولات إسقاط المواطن الفلسطيني، مشيرًا إلى أن العمل الأمني يعتمد على تحديد التهديدات، متحدثاً عن واقع التهديدات الأمنية في قطاع غزة. وحذّر لافي من لجوء بعض المؤسسات الأجنبية العاملة في القطاع للتجسس على أبناء شعبنا ومحاولة الحصول على معلومات أمنية واندفاع بعض الإعلاميين لتزويد صحافيين أجانب ومؤسسات خارجية بالمعلومات. وفيما يتعلق بالحملة الوطنية لمواجهة التخابر التي أطلقتها الداخلية منتصف آذار/مارس الماضي، رأى لافي أن الحملة حققت نجاحات أكثر من سابقتها التي نفذتها الوزارة صيف عام 2010 . واعتبر لافي أن آفة التخابر هي الأخطر في دائرة التهديدات التي تواجه غزة، مشدداً على أن الداخلية تعمل للحد على هذه الآفة، واستدرك قائلاً "لن نستطيع إنهاء هذه الآفة ما دام هناك احتلال يسعى لتجنيد مزيد من العملاء لذلك نسعى للحد منها وإرباك عملها وإيجاد عمى عسكري للاحتلال وهذا ما حصل في معركة حجارة السجيل فالمقاومة تحركت بارتياح كامل". وتابع "التخابر والخيانة والعمال آفة مرتبطة بوجود الاحتلال في أي مكان وهناك جهات تسعى للحصول على معلومات ستبرز هذه الآفة" . وتطرق لافي للحديث عن التخابر ما قبل الانتفاضة الأولى عام 1987 وحتى مجيء السلطة عام 1994 وحتى يومنا هذا، لافتاً إلى أن تلك الفترة كانت خطيرة قلبت المفاهيم والقيم المجتمعية لهذه الآفة . وأضاف "بعد قدوم السلطة، فرح الجميع بدخولها الأراضي الفلسطينية لكن العقل الفلسطيني لم يستوعب أن يعتقل الفلسطيني أبناء جلدته فقلبت المفاهيم مرة أخرى وعذب المقاومون في سجون السلطة وكسرت أضلاعهم" . وكشف لافي النقاب عن عثورهم بعد الحسم العسكري صيف عام 2007 على ملف كامل مكتوب يثبت تورط الأجهزة التابعة للسلطة في مراقبة ومتابعة ورصد وتعقب المهندس الشهيد القائد يحيى عياش الذي اغتاله الاحتلال مطلع عام 1996. كما تطرق العقيد لافي للحديث عن أهداف حملة مواجهة التخابر التي أطلقتها الداخلية منتصف آذار/ مارس الماضي، عازياً الهدف الأساسي للحملة أن يقوم المجتمع بحمل الأعباء والمسئولية الوطنية. كما استعرض لافي خلال حديثه الأدوات الأكثر شيوعاً التي تلجأ مخابرات الاحتلال إليها في محاولات إسقاط الشعب الفلسطيني، وسرد من تلك الوسائل "الجوال والانترنت ومواقع التواصل الاجتماعي". وطالب أولياء الأمور بعدم الاقتصار على المتابعة الفنية لهواتف أبنائهم وضرورة متابعة النواحي الأخلاقية والتربوية لعدم سقوطهم في براثن العمالة، محذرًا من خطر مواقع التواصل الاجتماعي واستهداف وحدات أمنية إسرائيلية خاصة لمتصفحي تلك المواقع بهدف محاولات إسقاطهم وابتزازهم للتخابر.