قال عصام عدوان، مسؤول دائرة شؤون اللاجئين في حركة المقاومة الإسلامية "حماس" التي تدير الحكومة المقالة في غزة، إن عدد العائلات الفلسطينية القادمة من سوريا إلى القطاع يقدر بـ99 عائلة، حسب آخر إحصائية. وأضاف، حسب وكالة الأناضول للأنباء "يوجد 407 أفراد ضمن 99 عائلة فلسطينية قدموا إلى قطاع غزة، عقب تدهور الأحداث في سوريا، معظمهم لديهم أقارب في قطاع غزة أو ممن كانوا يسكنون فيها سابقاً". وتابع عدوان: "شعبنا لن يقصّر بحق هؤلاء، فهم أبناء الوطن، وغالبيتهم أصلاً من سكان قطاع غزة، بالتالي هم ليسوا غرباء بل في وطنهم". لكنه أشار إلى أن قطاع غزة "منطقة صغيرة ومحدودة ومكتظة بالسكان ومواردها منعدمة، ومحاصرة من قبل إسرائيل"، مضيفًا: "هذا يجعل من القطاع بيئة غير مناسبة لاستقدام أعداد كبيرة". وأكمل: "عدد الفلسطينيين في سوريا، يصل إلى نصف مليون لاجئ، وغزة غير قادرة على استيعاب أعداد كهذه". وأشار إلى أن أعدادا متزايدة من الفلسطينيين يصلون مصر، قادمين من سوريا، في محاولة للوصول لقطاع غزة، مضيفا: "بمجرد السماح لهم سيتجهون غالباً إلى غزة". ونفى عدوان، علمه بوجود عائلات سورية في غزة، لكنه أبدى ترحيبه في الوقت ذاته باستضافتهم في القطاع. ولفت إلى أن حكومة غزة ووكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا" باشرت في إغاثة العائلات القادمة من سوريا، وقدمت لمعظمهم مساعدات للسكن وفرص للعمل المؤقت. في السياق ذاته، أكد مصدر مسؤول في حكومة غزة لوكالة الأناضول توفير الحكومة فرص عمل مؤقتة لمدة عام قابلة للتجديد لكل شخص فلسطيني قادم من سوريا ومعيل لأسرة، بالإضافة لدفعها لإيجارات سكن لمدة ستة أشهر للعائلة الواحدة. وأضاف المصدر الحكومي الذي رفض الكشف عن هويته: "الإمكانات لدى الحكومة محدودة، وهذا ما استطعنا أن نوفره". وأوضح المصدر الحكومي بأنه من "الصعب استيعاب أعداد كبيرة من القادمين من سوريا في قطاع غزة لأن مساحته ضيقة وصغيرة بالإضافة إلى معاناة القطاع من مشكلة نقص الشقق السكنية نتيجة الحصار". من جانبه، قدّم أحمد لبّد وهو منسّق لتجمع العائلات الفلسطينية القادمة من سوريا، إحصائية مختلفة عن تلك التي أعلنها عدوان. وقال لوكالة الأناضول: "لدينا إحصائية موثقة بوجود 107 من العائلات القادمة من سوريا". وأكد لبد وهو أحد العائدين من سوريا وجود 6 عائلات سورية ضمن 107 عائلات. ولفت لبد إلى تواجد عائلات فلسطينية عائدة من سوريا، في مدينة العريش بشمال سيناء المصرية، تنتظر السماح لها بدخول قطاع غزة. من ناحيته، طالب علاء البطة، الناشط المتطوع في مجال مساعدة العائلات الفلسطينية القادمة من سوريا مؤسسات المجتمع المدني والفصائل، والقطاع الخاص، بدعم هذه العائلات، ومد يوم العون لها. وأضاف البطة: "على هذه الجهات أن يكون لها دور في توفير المساعدات، والمساكن لهذه العائلات". ووصف البطة أوضاع العائلات القادمة من سوريا بـ"المزرية"، والصعبة للغاية، لافتاً إلى أنهم يعانون من إشكالية صعوبة إيجاد السكن المناسب، مؤكدًا أن "المساعدات التي تقدم لهم غير كافية". وأعلنت الأمم المتحدة في ديسمبر/ كانون الأول 2012، أنها تتوقع أن يبلغ إجمالي عدد اللاجئين السوريين 1.1 مليون بحلول يونيو/ حزيران من العام 2013 إذا لم يتوقف القتال المشتعل منذ نحو عامين بين قوات النظام السوري، مطالبين بإنهاء حكم عائلة الأسد المستمر في البلاد منذ نحو 4 عقود.