دعا تمَّام سلام، رئيس الوزراء اللبناني المكلف، السياسيين اللبنانيين إلى التوافق على تشكيل الحكومة الجديدة وبيانها الوزاري (خطة عملها)، وذلك على غرار التوافق الذي قل نظيره على اختياره رئيسًا للحكومة المقبلة. وظهرت خلال اليومين الماضيين خلافات بين الفرقاء السياسيين في لبنان وهم قوى 8 آذار (المؤيدة لنظام بشار الأسد) و14 آذار (المعارضة) حول شكل الحكومة الجديدة وبيانها الوزاري، بحسب مراسلة وكالة الأناضول للأنباء. وبعد سلسلة من الزيارات "البروتوكولية" التي قام بها سلام اليوم الاثنين إلى رؤساء الحكومات السابقين، أكّد خلال سلسلة من المؤتمرات الصحفية التي عقدها تباعًا على "ضرورة الحفاظ على الإجماع الذي حصل بعملية تكليفه لينسحب على عملية تشكيلها". وأضاف "إن المهمة أمامنا كبيرة في إجراء الاستحقاق الانتخابي وحكومة المصلحة الوطنية لها وظيفة وهي تسليم الأمانة بعد إجراء الانتخابات بشفافية". وأعلن رئيس الحكومة المكلف تمام سلام أنه لن يترشح للانتخابات النيابية المقبلة، آملاً أن يكون الوزراء في حكومته أيضًا من غير المرشحين. واشتعلت الساحة السياسية اللبنانية مؤخرًا حول صياغة قانون جديد للانتخابات المقرر إجراؤها في يونيو/ حزيران المقبل، والأزمة في سوريا حتى أعلن نجيب ميقاتي الشهر الماضي استقالته على خلفية خلاف داخل الحكومة على تمديد لقيادات أمنية بلغت سن التقاعد. وأوضح النائب عاصم قانصو، رئيس كتلة حزب البعث النيابية التابعة لقوى قوى 8 آذار أن الأخيرة "تطالب بحكومة وحدة وطنية سياسية وموسعة تضم كل الفرقاء ولا تنحصر مهمتها بالإعداد للانتخابات بل بإدارة حوار وطني بين 8 و 14 آذار يبحث مصير ومستقبل البلد". وشدّد قانصو ، حسب وكالة "الأناضول" على وجوب تضمن البيان الوزاري للحكومة المقبلة "المعادلة الذهبية القائلة بالشعب والجيش والمقاومة" التي هي ضمانة لبنان القوي. واستطرد قائلاً: "قدمنا الكثير من التنازلات، ولكن دخلنا مرحلة الجد". بدوره، ذكر أنطوان أندراوس، نائب رئيس تيار المستقبل، أبرز قوى تحالف 14 آذار أن الأخير "سيطالب رئيس الحكومة المكلف بتشكيل حكومة تسعى لإدارة الانتخابات يكون أعضاؤها شخصيات محايدة وليس من الفرقاء التابعين لأحزاب سياسية". ودعا إلى استعادة "سيناريو العام 2005 حين شكّل رئيس حكومة تصريف الأعمال وقتها نجيب ميقاتي حكومة أشرفت فقط على إدارة الانتخابات". ولفت إلى أن موقف المستقبل واضح تماما لجهة رفض إدراج معادلة "الشعب والجيش والمقاومة" في البيان الوزاري وخاصة بعد حرب يوليو/ تموز عام 2006 مع إسرائيل والأحداث التي شهدتها بيروت في العام 2008 (حين اتهمت 14 آذار حزب الله باجتياح بيروت وتوجيه سلاحه إلى الداخل اللبناني). وتوقع أندراوس أن تطول مرحلة التشكيل مع بدء ظهور شروط حزب الله والتيار الوطني الحر تباعًا، وأضاف: "لا يظنن أحد أن التوافق الذي حصل بما خص تسمية سلام سينسحب على كل ما هو مقبل".