واصل البطريرك  اللبناني الماروني الكردينال مار بشارة بطرس الراعي، الأحد، زيارته الراعوية إلى الأرجنتين التي استهلها فور وصوله إلى العاصمة بوينس أيرس بزيارة كاتدرائية مار مارون، حيث أقام صلاة الشكر مع المطارنة والكهنة والرهبان وعدد من أبناء الجالية اللبنانية. والتقى الراعي، بعد ظهر الأحد، كهنة الأبرشية في حضور المطران شربل مرعي، وبحث في تحديات الخدمة الراعوية في الأبرشية، وضرورة إعداد كهنة ورهبان لهذه الخدمة. وزار الراعي، مساء الأحد، رعية سيدة لبنان في ولاية سان مارتين التي تخدمها الرهبانية المريمية المارونية، حيث أقيم له استقبال رسمي وشعبي، ورفعت الأعلام البطريركية واللبنانية والأرجنتينية وصور له في أنحاء مدينة فيلالينش كافة في ضواحي العاصمة. وهناك احتشد المئات من أبناء الجالية الللبنانية الذين رحبوا بالبطريرك رافعين اللافتات والصور مع أناشيد الترحيب في مواكبة فرقة موسيقية.وخلال حفل خطابي قبيل القداس أعلن رئيس البلدية غبريال كاتوبوديس البطريرك الراعي مواطن شرف من الدرجة الأولى في سان مارتين وقدم له مفتاح المدينة. وألقى كلمة ترحيب وصف فيها زيارة الكردينال الراعي بـ "التاريخية"، والتي حملت معها السلام، وعبرت عن الصداقة الكبيرة التي تربط لبنان بالأرجنتين. ورد الراعي بكلمة شكر فيها رئيس المجلس البلدي وأبناء المدينة على حفاوتهم ومحبتهم. وبعد ذلك أزيحت الستارة عن لوحة تذكارية تكريمًا لمؤسس رسالة الرهبان المريميين الأب عُمانوئيل الأشقر. ثم ترأس قداسًا احتفاليًا عاونه فيه لفيف من الأساقفة والكهنة، في حضور وزير الصحة خوان منصور والسفير أنطونيو عنداري ومدير عام وزارة الأديان فون روش ورئيس مجلس الشورى في الولاية.وفي عظته التي توقف فيها عند معاني الإنجيل شدد على دور الأساقفة والكهنة في إيصال المؤمنين إلى المسيح عليه السلام. وشكر للأرجنتين كل ما قدمته للبنان وللبنانيين والموارنة من دعم واهتمام، وكانت حاضنة للمهاجرين إليها الذين أسهموا في ازدهارها وبنموها الاقتصادي والاجتماعي والسياسي. واعتبر غبطته أن الأرجنتين تفخر اليوم بأنها أعطت للكنيسة والعالم بابا جديدًا يتحسس قضايا الفقراء والمهمشين ومشاكلهم وهو انتُخب من بين شعبه، حيث كان في أبرشيته مثالاً للخدمة والتواضع والتجرد والتضحية. وتحدث البطريرك الراعي عن اجتماع مطارنة الانتشار الذي سينعقد، الأسبوع المقبل، لدراسة أوضاع الخدمة الراعوية في بلدان الانتشار، سائلاً في ذكرى اندلاع الحرب اللبنانية الصلاة من أجل السلام الدائم والحقيقي في لبنان، ومن أجل أن ينعم شعبه بالطمأنينة والازدهار، وأن يحافظوا على وحدتهم وتماسكهم مسيحيين ومسلمين كي يبقوا شهودًا للحوار والعيش المشترك، وليكونوا على مستوى دماء شهدائهم الذين سقطوا من أجل أن يبقى لبنان النموذج، وأن تبقى أرضه أرض سلام وإشعاع حضاري. بعد القداس أقامت الرعية حفل استقبال على شرف الراعي في حضور حشد كبير من اللبنانيين ومن الأرجنتينيين.