القدس المحتلة ـ وكالات
ذكرت تقارير "إسرائيلية" الاثنين أنه رغم أن الجيش "الإسرائيلي" يعتبر أن إيران تمثل مشكلة للمجتمع الدولي، إلا أن المؤسسة العسكرية تخشى بصورة أكبر من إمكانية أن يتحول "الجولان السوري" إلى نسخة جديدة من قطاع غزة. وأوضحت صحيفة (هآارتس) في تحليل نشرته الاثنين أنه بالرغم من تأكيد رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو المتكرر على خطورة امتلاك إيران لسلاح نووي، إلا أن الأمر يبدو مختلفا بعض الشيء بالنسبة لكبار المسؤولين في الجيش عنه بالنسبة لكبار المسؤولين في مكتب رئيس الوزراء إذ أنه ينظر إلى إيران البعيدة على أنها تمثل مشكلة لـ"المجتمع الدولي"- أي للولايات المتحدة، لكن المخاطر عبر الحدود "تبدو أكثر قوة خاصة وأن خطر انفجارها في وجوهنا يبدو وشيكا بصورة أكبر". وأضافت الصحيفة: "الخطر الرئيسي يختمر في سورية، حيث بدأ الهدوء الذي استمر منذ 40 عاما في أعقاب حرب يوم الغفران في الأفول. وبرغم أن بشار الأسد لا يزال في منصبه، فإن عهد ما بعد الأسد قد بدأ بالفعل. لقد تدهور الجيش ليصبح في وضع المليشيا الرئيسية وسط مجموعة من القوى التي تتقاتل على مستقبل سورية. لا أحد يعرف ما إذا كانت ستظل دولة واحدة أم أنها ستتفكك إلى جيوب قبلية. لا أحد يعرف المدة التي ستستغرقها المرحلة الانتقالية والصراع الداخلي". وأشارت إلى أن "السيناريو المقلق في الشمال هو أنه بعد رحيل الأسد ستتعرض "إسرائيل" إلى هجوم، وسيتحول الجولان السوري إلى نسخة جديد من قطاع غزة، ويصبح الجنوب اللبناني قاعدة لإطلاق الصواريخ والقذائف. هذا هو ما يقلق كبار قيادات الجيش. سيطرة الأسد على الجولان تتفكك حيث يتم جر قواته إلى معارك حاسمة حول دمشق والقتال للسيطرة على المطار الدولي للمدينة". وأضافت أن حوادث إطلاق النار من سورية تجاه "إسرائيل" على مدار الأسابيع القليلة الماضية ليست إلا "المشهد الافتتاحي للسيناريو الذي يمثل تهديداً". وتحدثت الصحيفة عن الحلول التي يمكن أن تقوم بها "إسرائيل" ومن بينها تعزيز الإجراءات الأمنية على الحدود وتوطيد العلاقات مع الأردن وتركيا، إضافة إلى الخطوة الأجرأ وهي التواصل مع مقاتلي المعارضة السورية على أمل ضمان أنه سيكون هناك شخص ما يتم التحدث معه في سورية بعد سقوط الأسد والحد من خطر حدوث اشتباك عسكري. ولكن الصحيفة قالت إن "كل هذه التحركات غير كافية وأن إسرائيل ربما تجد نفسها في مواجهة نفس المأزق الذي تواجهه على طول حدود غزة ولبنان وهو كيف تحقق الهدوء والردع دون غزو أراضي أو التوغل فيها عبر الحدود ، ودون السماح للوضع بالتدهور والتحول إلى صراع أوسع نطاقا”. وأضافت الصحيفة "إن الجيش غير راغب قي فرض /منطقة أمنية/ على الجانب السوري من الجولان. وهو يفضل إيجاد قوة محلية تفرض الهدوء في المنطقة وتمنع إطلاق القذائف والصواريخ على إسرائيل. يمكننا افتراض أن هذا الأمر هو في صلب مشاورات المثلث "الإسرائيلي" الأردني الأمريكي. ومن الواضح أن هذا الأمر سيكون محورا أساسياً في مناقشات حكومة نتنياهو الجديدة".