تعهد رئيس الحكومة المغربية، عبدالإله بنكيران، مساء السبت، أمام المؤتمر الخامس لشباب حزبه "العدالة والتنمية"، بتحمل المسؤولية كاملة عن محاربة الفساد، مؤكدًا أنه لن يتراجع عن محاربة المفسدين"، في وقت تتعرض فيه حكومته لانتقادات من مختلف التيارات على طريقة التدبير واقتسام السلطة مع الملك محمد السادس. وامتلأت قاعة "ابن ياسين" الرياضية في العاصمة الرباط بالمشاركين في المؤتمر الخامس لحزب "العدالة والتنمية"، الذي يقود التحالف الحكومي الحالي، حيث قدر المنظمون عدد الحاضرين بأكثر من 10 آلاف شخص، فيهم ممثلون عن تجمعات شبابية وطنية وعربية وشخصيات حزبية وسياسية، بعضها من المعارضة البرلمانية، حيث قال بنكيران في كلمته أمام الحاضرين، "في كل مرة يظهر سلاح من أسلحة التشويش على هذه الحكومة وعلى نيتها في الإصلاح، تخدم أجندة بعض الجهات التي تشوش على الحكومة (من دون أن يذكر هذه الجهات بالاسم)، ونحن اخترنا تحمل المسؤولية والالتفاف حول الملك، ولن نتراجع عما عاهدنا عليه المغاربة، ولن نسمح للمتحكمين في مستقبل المغرب بالأمس أن يعودوا للتحكم من جديد، فمجال تحركهم يضيق يومًا بعد يوم، وهم يقاومون للعودة". ووصف رئيس الحكومة مسؤولي وسائل الإعلام العمومية بـ"تماسيح الإعلام الذين يحاولون أن يفقدوا ثقة الشعب المغربي في الاقتصاد الوطني"، فيما انتقد وزير المال السابق الذي أصبح حزبه في المعارضة، بقوله "كان المغرب يملك في 2007 فائضًا في الموازنة، وعندما تحملنا المسؤولية وجدنا عجزًا مهولاً، ودينًا على الدولة يقدر بـ600 مليار درهم (ما يعادل 54 مليار يورو)، فكيف يتجرؤون ويحملونا وزر ما ارتكبوه"، معتبرًا مشروع أرضية مؤتمر شباب "العدالة والتنمية" الإسلامي فترة ما بين 2007 و2011، "انقلابًا هادئًا على الديمقراطية، أفضى إلى فبركة حزب الدولة السلطوي الجديد"، في إشارة إلى حزب "الأصالة والمعاصرة" المعارض، الذي أسسه فؤاد علي الهمة، صديق دراسة الملك ومستشاره الحالي، قبل أن ينسحب منه مع الحراك الشعبي في المغرب. وسبق لجماعة "العدل والإحسان" الإسلامية المحظورة، أن انتقدت قبول الحكومة الحالية، اتهمتها بـ"لعب دور الكومبارس"، واصفة مسؤوليها بـ"موظفي الواجهة مقابل استمرار الملك ومحيطه في امتلاك جميع السلطات"، في حين أثار قرار الحكومة خفض موازنة الاستثمار العمومي بأكثر من الثلث، انتقادات من جانب المعارضة ووسائل الإعلام، على الرغم من التوضيحات التي قدمها وزيرا المال والموازنة بشأن كون "القرار لا يؤثر على الاقتصاد بقدر ما يضبط التوازنات الماكرو ـ اقتصادية". ووصف الأمين العام لحزب "الأصالة والمعاصرة"، مصطفى باكوري، السبت، حزب "العدالة والتنمية" بـ"الحزب الشمولي الذي يتخذ قرارات انفرادية وإقصائية سواء إزاء باقي مكونات الغالبية الحكومية، أو بمحاولة تهميش الأدوار الدستورية المخولة للمعارضة"، متهمًا حكومة بنكيران بـ"السير نحو إجهاض الورش الكبير للإصلاح المؤسساتي والسياسي، الذي انطلقت ديناميته منذ إقرار الدستور، ومحاولة الاستحواذ على كل الأدوار بما فيها لعب دور الغالبية والمعارضة". وانتقد الكاتب المغربي لشبيبة "العدالة والتنمية" المنتهية ولايته، مصطفى بابا، بشدة "جيوب مقاومة ولوبيات لا يخدم مشروع الحكومة الإصلاحي مصالحها"، داعيًا شباب الحزب إلى "الالتفاف حول الحكومة، وعدم ترك الفرصة لمفسدي الأمس للعودة". ورفع شباب الحزب مع وصول بنكيران شعار "الشعب يريد إسقاط موازين"، وهو أحد أكبر المهرجانات الموسيقية في العالم العربي، يشرف عليه الكاتب الخاص للملك، وينظم سنويًا بموازنة كبيرة، بحضور أهم الفنانين العالميين في العاصمة الرباط، كما رفعوا شعار "الشعب يريد إسقاط الفساد والاستبداد" الذي حملته حركة "20 فبراير" الاحتجاجية منذ انطلاقتها بداية 2011، مع هبوب رياح "الربيع العربي"، وأدت الى تبني دستور جديد وفوز الإسلاميين للمرة الأولى في تاريخ المغرب بالانتخابات البرلمانية.