ألقت شرطة أبوظبي القبض على عصابة من جنسية دولة آسيوية، امتهن أفرادها سرقة المنشآت الخاصة ليلاً، وذلك بعد عملية بحث وتحر أطلقت عليها الشرطة اسم "جرابيع الظلام"، نظراً لطبيعة الأداء الإجرامي الذي مارسه أفرادها أملا في الإفلات من العقاب. وكشف مدير إدارة التحريات والمباحث الجنائية في شرطة أبوظبي، العقيد الدكتور راشد محمد بورشيد، عن ضبط عصابة مكونة من خمسة أشخاص من جنسية دولة آسيوية، تخصصوا في سرقة المنشآت الصناعية الخاصة ليلاً في صناعيتي المفرق ومصفح في أبوظبي، مستغلة قوة أجساد أفرادها في مباغتة وتقييد حراس تلك الشركات وفصل كاميرات المراقبة عنها، حيث تمكنت العصابة المقنعة والمسلحة بالسلاح الأبيض من سرقة مبالغ نقدية ومعادن نحاسية ووقود ديزل بإجمالي بلغ تقديرياً نحو مليون و800 ألف درهم. وأضاف "أنه بتوارد البلاغات عن تلك السرقات التي تعرضت لها منشآت تعمل في مجال النقليات والمقاولات وصناعة المفاتيح الكهربائية وعلى فترات متلاحقة طوال الشهرين الماضيين، تم تشكيل فريق بحث وتحر يتبع قسم الجريمة المنظمة سرعان ما قادت جهودهم إلى الإيقاع بعدد من المشتبه بهم رغم ندرة المعلومات وغياب التفاصيل الدقيقة خاصة مع قيام أفراد العصابة بارتداء الأقنعة والقفازات وقطع كوابل كاميرات المراقبة وغيرها من الاحترازات التي لم تفلح في إخفاء هويتهم"، واعترف الجناة للشرطة وهم "ح.ج 30 عاماً" و"ت.ن 25 عاماً" و"أ.ح 28 عاماً" و"ب.و 25 عاماً" و"ن.ر 26 عاماً"، وجميعهم من باكستان، أنهم كانوا يوزعون أدوارهم خلال التخطيط لعمليات السرقة بقيام ذوي الأجسام القوية بعملية المباغتة والمهاجمة على الحارس النائم داخل المنشأة بعد الطرق على بابها، فيما يقوم أحدهم "خفيف الحركة" بعملية فصل كاميرات المراقبة داخل المنشأة عبر تقطيع الأسلاك الكهربائية التي تغذيها بالطاقة، ثم يتولى عملية المراقبة في الخارج فيما يشرع الباقون بإفراغ المحتويات التي يعثرون عليها في أدراج المكاتب والخزائن ثم يلوذون بالفرار. ونقلاً عما جاء في إفادة المجني عليهم فإن العصابة كانت تعمد إلى طرق باب المنشأة ليلاً والاختباء وبمجرد أن يقوم الحارس أو عامل المنشأة بفتح الباب لمعرفة الطارق في مثل هذا الوقت المتأخر من الليل، يباغتونه ومن معه بالهجوم والاعتداء عليهم وينهالون عليهم ضرباً، ويطلبون منهم تسليم مفاتيح الخزائن والمستودعات تحت تهديد السلاح الأبيض، ومن ثم يتم حجزهم في غرفة مغلقة بعد تقييدهم وسرقة متعلقاتهم الشخصية. وأوضح العقيد بورشيد أن الجناة كانوا يستخدمون مركبتين إحداهما صالون والأخرى نقل، وذلك وفقاً لنوع السرقة حيث يستخدمون الأولى عند عزمهم القيام بسرقات محدودة تتعلق بالنقود فيما يتم استخدام الثانية في سرقة وتحميل معدن النحاس وبراميل تحتوي وقودا للديزل ومن ثم الفرار من موقع الجريمة من دون ترك أي أثر وراءهم. ورجح أن تكون أسباب تمكن العصابة من الوصول إلى مبتغاها، هو ارتكان بعض تلك الشركات لحراستها إلى عمال غير مدربين على أعمال الحراسة، حيث كان يتم الاعتداء عليهم وتهديدهم بالسلاح الأبيض وتقييدهم بالحبال وتكميم أفواههم واحتجازهم في غرف مغلقة ومن ثم سرقة محتويات المنشأة. وأفاد أن العصابة التي تعمل بشكل نظامي في الدولة، إلا أنها تمارس السرقة كعمل إضافي استطاعت أن تحتجز 11 حارساً وعاملاً في غرف مغلقة في بعض المنشآت، حيث تمكن بعض الضحايا من إبلاغ الشرطة بمجرد قدرتهم على فك وثاقهم، ومنهم من وجدوا مقيدين صبيحة يوم وقائع السرقة بعد بدء الدوام الرسمي". كما شدد العقيد بورشيد على ضرورة أن تتعاقد المنشآت خاصة الكبيرة منها مع الشركات المختصة بمجال الحراسة أو إيفاد موظفين من ذوي الخبرة لتدريبهم على التعامل باحترافية مع الأحداث الطارئة وعدم الارتكان إلى عمال المنشأة للقيام بذلك