نظمت وزارة التربية العراقية بالتعاون مع منظمة الـ "يونيسيف" وبمشاركة المديرية العامة لتربية البصرة وعدد من أساتذة جامعة البصرة, مؤتمر "التربية من أجل السلام والتماسك الاجتماعي" في قاعة بيت الحكمة "مارلا". وألقى محافظ البصرة الدكتور ماجد النصراوي كلمة رحب فيها بضيوف المحافظة, مثمناً دور وزارة التربية والمنظمة العالمية في تعزيز ثقافة السلام ونبذ العنف, مؤكداً بأن البصرة ستبقى حاضنة للثقافة والعلوم, وأبدى استعداد المحافظة للتفاعل مع توصيات المؤتمر بجدية ودقة وموضوعية. وفي كلمة له رحب وكيل وزارة التربية للشؤون العلمية الدكتور نهاد الجبوري بالحاضرين, متمنياً للمؤتمر النجاح في ظل ظروفٍ ومنعطفات يمر بها البلد، وقال "إننا أحوج ما نكون فيها إلى إشاعة مفاهيم السلام، مشدداً على الدور المهم الذي يمكن أن يلعبه التربويون في هذا المجال" . وألقى مدير عام تربية البصرة مكي محسن مهوس كلمة, أشار  فيها إلى أهمية الدور الفاعل للبصرة على مر التاريخ, وهي تضرب أمثلة ًرائعة على كونها النسيج الوطني والاجتماعي الأرقى, وتجربتها كبيرة في تعزيز روح المواطنة وحب الخير والسلام, مرحباً بجميع ضيوف البصرة القادمين من شتى أرجاء الوطن ينشدون نشر المبادئ السامية للإرتقاء بها نحو الأفضل. وفي كلمة أخيرة استعرض مدير قسم التربية الدكتور في "اليونيسيف" أكيم شيجن المشاريع المهمة للمنظمة بالتعاون مع القطاع التربوي, حيث أكد أن هذا المؤتمر قد تم بعد نقاشات مستفيضة بالتعاون مع تربية البصرة والجامعة . وأوضح شيجن بأن اختيار البصرة مكاناً للمؤتمر لهُ دلالته ُالواضحة على أن المحافظة تمتلك ُعوامل الخير كمدينة تعد نموذجا ًللتعايش السلمي, والذي نطمح أن يكون في أعلى مستوياته . بعدها قدم مدير مكتب "اليونيسيف " مولد مورفا في الجنوب مراجعة لجدول أعمال المؤتمر والبحوث التي سيتم تقديمها ومناقشتها . ثم بدأت الجلسة الأولى للمؤتمر التي ترأسها البروفسور سعيد الأسدي وبعضوية الدكتورعبد الواحد محمود والمقرر الدكتور عياد إسماعيل صالح والتي تضمنت 4 بحوث هي  "كيف أسهم التقارب الفكري والثقافي والوطني في البصرة في ثقافة السلام" للدكتور حميد أحمد حمدان و"التعرف على الأسباب الكامنة وراء تماسك النسيج الاجتماعي والوطني في البصرة" للدكتور عياد إسماعيل صالح و"الإسهامات النوعية الجيدة للتربية والتعليم في بناء السلام وتعزيز الوئام بين الطوائف العراقية" للدكتورة سندس عزيز فارس و"تحسين نوعية التعليم من خلال إصلاح المناهج الدراسية" للدكتور صلاح خليفة اللامي. وفي اليوم الثاني للمؤتمر قدمت 4 بحوث أولها البحث الموسوم "انتهاك حقوق الأطفال ومضامين التعايش السلمي والانسجام في العراق" للدكتور عبد الواحد محمود محمد و"تعبئة الشباب لغرض الإسهام في التعايش السلمي والوئام في المجتمع المتعدد الثقافات والأعراق والأديان" للدكتور ضرغام سامي عبد الأمير  و"دور منظمات المجتمع المدني والمجتمعات المحلية في تعزيز الحوار السلمي والتنوع الثقافي بين الشباب" للدكتور فيصل منشد و"أنماط العنف الأسري الموجه ضد الأطفال وسبل مواجهتها" للمقدم باسم غانم حنون من مركز التدريب المتقدم في الجنوب, وكانت هناك نقاشات جادة للخروج برؤى وتصورات حول تعزيز مفاهيم السلام من خلال التعليم الناشط. وفي الختام قرأت التوصيات النهائية للمؤتمر, والتي أكدت على ضرورة مخاطبة الجهات ذات العلاقة والتعاون بين جميع الأطراف, لصناعة جيل يؤمن بمبادئ التعايش السلمي ونبذ أشكال العنف والطائفية, ليعم الخير وتشيع ثقافة بناء الوطن الحقيقي