رأى بوريس دولغوف الباحث العلمي في معهد الاستشراق التابع لأكاديمية العلوم الروسية أن انتصارات الجيش العربي السوري والشعب السوري هي من أنجع الطرق لحل الأزمة في سورية مشيرا إلى أن تطور الأحداث في سورية و الشرق الأوسط بشكل عام يجري بطريقة سريعة. وعبر دولغوف في لقاء مع مراسل سانا في موسكو أمس عن اعتقاده بأن انتصار الشعب السوري قريب جدا وأن الوضع في سورية أصبح أفضل من السابق بالنسبة للحكومة والشعب منوها بانتصارات الجيش العربي السوري على المجموعات الإرهابية المسلحة. وأشار دولغوف إلى أن تغييرا إيجابيا يتضح في تطور الأوضاع حول سورية وفي الشرق الأوسط بشكل عام ولا سيما بعد الانتصارات التي يحققها الجيش والشعب السوري الذي يؤكد على الحل السياسي للوضع في سورية وعلى تأييده لبرنامج حل الأزمة فيها. ولفت إلى أن تغيير النظام في مصر يدل على فشل الإخوان المسلمين معتبرا أن هذا التغيير تطور مفيد لما له من تأثير إيجابي على الوضع في الشرق الأوسط وفي سورية بشكل خاص مذكرا بموقف روسيا الذي يؤكد باستمرار على الحل السياسي للأزمة عبر المؤتمر الدولي والدور الإيجابي لهذا المؤتمر كونه الطريق الوحيد للحل السياسي للأزمة. من جهة ثانية اعتبر "أن المواجهات بين وحدات ما يسمى "الجيش الحر" وفصائل المجموعات الإرهابية المسلحة هي دليل قاطع على عدم التجانس فيما بين هؤلاء "المعارضين" وعدم وجود أي وحدة في صفوف المعارضة المسلحة "مشيرا إلى "أن معظم المجموعات المسلحة المتطرفة مشكلة من المرتزقة الأجانب وهم من أنصار الإرهاب الفعلي وأن الكثير من مقاتلي "الجيش الحر" تركوا هذا الجيش لأنهم مقتنعون بفشله القريب". وفي لقاء مماثل أكد مدير مركز الدراسات الاجتماعية والسياسية فلاديمير يفسييف ان تطور الأحداث في الوقت الحاضر يجري في صالح الحكومة السورية مشددا على أهمية إنجازات الجيش العربي السوري على الأراضي السورية وخاصة في حمص و حلب. وقال يفسييف "إن أعداء سورية كثر وهم يحاولون باستمرار منع بسط الاستقرار على كامل الأراضي السورية" متوقعا لجوء المعارضة المسلحة إلى تصعيد العمليات الإرهابية بينما ستنخفض حدة المواجهات المسلحة. وذكر يفسييف أن الانشقاقات في صفوف المعارضة المسلحة كانت موجودة على الدوام إذ إن رعاة هذه المعارضة الأجانب حاول كل منهم دعم مجموعاته فكان "الجيش الحر" تحت إشراف تركيا ومجموعات "الإخوان المسلمين" خضعت لرقابة قطر وإضافة لذلك كان هناك مجموعات قريبة من القاعدة جرى تمويلها من قبل السعودية. وأوضح يفسييف أنه عندما بدأت الأموال القادمة من الداعمين الخارجيين تشح و قلت كميات الأسلحة المرسلة للمعارضة راحت الأطراف الأكثر تطرفا فيها تبدي نشاطا عسكريا محموما وتقوم بالهجمات على شركائها في الحرب على سورية من أجل الحصول على الأسلحة وهذا هو مؤشر من مؤشرات بدء الأزمة في صفوف المعارضة المسلحة ومن هذه الزاوية يمكن أيضا اعتبار هذه الظواهر مؤشرا على اقتراب نهاية هذه المعارضة. وأضاف يفسييف إن المهمة الرئيسة في القضاء على المرتزقة والمتطرفين ستبقى ملقاة على اكتاف الجيش السوري من أجل إزالة أي أثر لهؤلاء المرتزقة ومن غير ذلك لن يخرجوا من سورية ومن المحتمل أن ينتقلوا إلى أماكن أخرى في العالم حيث يجدون لهم عملا على سبيل المثال في أفغانستان بعد عام 2014 ما قد يتيح الفرصة للقوات السورية للقضاء على الأعداد المتبقية من مجموعات المرتزقة الأخرى في سورية. من جانبه عبر رجب سفاروف المدير العام لمركز أبحاث إيران المعاصرة عن أسفه وحزنه لما يجري اليوم في سورية نظرا لأن المجتمع الدولي وخصوصا الولايات المتحدة والدول الغربية لم يأخذوا العبرة الهامة حتى من تلك الأحداث التي تجري الآن في المناطق الأخرى. وقال سفاروف لمراسل سانا في موسكو "هم أنهكوا في الشرق الأوسط وهم لا يدرون ما الذي يجب فعله بالنسبة لمصر وكيف ستتطور الأحداث في تركيا لاحقا إن هذه الدول هي من شركائهم الذين أوكلت الولايات المتحدة لها مهمة لعب دور محدد في حينه في المواجهات في سورية" مشيرا إلى أن الأحداث الجارية اليوم تتطور بمحض منطقها العملي ونظرا لأن الحقيقة والعدالة إلى جانب الشعب السوري وكذلك الشرعية والقانون الذي يحرص على تطلعات الشعب تتأكد شرعية هذه الحكومة التي دافع عن مصالح الشعب السوري. وأضاف سفاروف إن هذا المنطق وإدراك هذا الواقع يستحوذ أكثر فأكثر على تعاطف الشعب مع الحكومة السورية في نضالها ضد مختلف أنواع الإرهابيين والمتطرفين ويعمل بشكل متزايد على رص صفوف ووحدة الشعب السوري موضحا أن التفاف الشعب السوري حول قيادته في الدفاع عن المصالح الوطنية للبلاد هو قوة عظيمة لا يمكن لأي تحالفات دولية مهما كانت ضخمة وقوية أن تنتصر عليها. وقال سفاروف إننا الآن على مقربة من حدوث تغييرات جذرية في سورية ستشكل انعطافا حادا في سير المواجهات مع هذه الحركات والمنظمات المتطرفة والإرهابية الدولية المختلفة التي تنفذ عمليا أجندات سياسية خارجية وتعتبر مرتزقة تمارس المتاجرة السياسية بواسطة قتل وإبادة السكان المدنيين وتدمير اقتصاد سورية. وأضاف سفاروف إن الذعر بدأ يدب بين هذه المجموعات وينتشر الاهتزاز في المواقف ويزداد التفسخ وعدم الثقة والانحلال بين صفوفهم مبديا تفاؤله بحدوث تحولات كبيرة وعميقة في سورية وقال إن حركة الأحداث ستتجه قريبا نحو اولوية الحفاظ على اقتصاد سورية وعلى تطويره وتنميته