لندن ـ أ.ش.أ
قال رئيس الحكومة المغربية عبد الإله بن كيران إن كل الحكومات التي جاءت بعد الربيع العربي عرفت مسارات متعددة، ونحن في المغرب نعرف الاستمرارية الكامنة في استمرارية الحكومة واستقرار المغرب وأمنه ، وأضاف "لابد أن نعترف بأننا جئنا في مد الربيع العربي الذي يعيش الآن جزرا.. وهذا شيء لابد أن يراعى". وردا على سؤال حول توجيه نصيحة للاخوان المسلمين فى مصر ، قال بن كيران، فى حديث أجرته معه صحيفة "الشرق الأوسط" الصادرة فى لندن اليوم الجمعة ، "نحن لا ننصح الناس عندما يكونون في مثل هذه المحن ، نحن نقدرهم ونقدر أنهم يستطيعون أن يتصرفوا من خلال ما يتصورون فيه مصلحة بلدهم ودينهم وجماعتهم، وعلى كل حال لن ننصحهم على رؤوس الأشهاد، ونسأل الله أن ييسر لأهل مصر الخروج من هذه الأزمة القاتلة". وحول الوضع فى المغرب.. قال بن كيران إن وصول دعاة الإصلاح إلى مراكز القرار يجعلهم يبصرون الواقع بشكل مختلف ، مشيرا إلى أن الإصلاح في المغرب ممكن "ولكن بسرعة أقل مما كنا نتصور ..وقد اقتنعت اليوم وأكثر من أى وقت مضى أن الإصلاح والتقدم هما أولا وقبل كل شئ حالة تفكير..ولكن هناك فرقا شاسعا بين الرغبة فى الإصلاح والقدرة على الإصلاح". وفيما يتعلق بالإضرابات التى تحدث بين الحين والآخر فى المغرب ، قال بن كيران "كانت قضية الإضرابات في المغرب منتشرة كثيرا في القطاعين العام والخاص، وقلت إن الإضراب حق إذا كان هنالك مبرر له، وإنه لا يمكن أن يمنع أحد من ممارسته، ولكن ليس من الطبيعي أن يضرب الإنسان يوما أو يومين أو حتى شهر أو شهرين، في بعض الحالات، ويحصل على أجرة الأيام التي لم يعمل فيها، فسرت في اتجاه شيء نسميه في المغرب «الاقتطاع» فكل يوم يضرب فيه شخص يعمل في القطاع العام، الذي يخضع للحكومة، عن العمل نقتطعه من أجره". وأوضح"أن الحكومة في البداية كانت مترددة، وساندني بعض الوزراء الذين عدوا ذلك منسجما تماما مع القانون الدولي للعمل، وأنه معمول به في كثير من الدول منها فرنسا وألمانيا وغيرهما، واقتنعت الحكومة بهذا الإجراء الذي لا أنظر إليه على أنه إجراء صعب لكنه إجراء لم يكن مألوفا، لما وصلت إلى رئاسة الحكومة كان عدد الإضرابات في الجماعات المحلية (البلديات) كبيرا، وكان المضربون يعملون يوما أو يومين في الأسبوع وطالت الإضرابات المحاكم، وهناك بعض الأشخاص كان يحين وقت خروجهم من السجن ولا يجدون من يقوم بإجراءات خروجهم وطالت أيضا الإضرابات قطاع التعليم، وكانت المدارس في بعض المستويات التعليمية تعمل أحيانا أقل من نصف السنة فقلنا إن ذلك يتطلب تطبيق القانون وروحه، وهو ما قمنا به وكان ذلك أمرا صعبا وأعتقد أنه لا يوجد الآن في القطاع العام أي إضراب تقريبا". وحول موقف المغرب من قضية الصحراء الغربية ، قال بن كيران" بالنسبة للمغاربة بطبيعة الحال قضية الصحراء محسومة منذ سنة 1975 ..وما دامت هذه القضية قائمة فهي لم تحسم بطريقة نهائية.. وفي تقديري أرى أن هذه القضية ما دام إخواننا الحاكمون في الجزائر يجعلون منها قضية أساسية، مع أنهم يقولون إنهم غير معنيين مباشرة بها، سوف تبقى، مع الأسف الشديد، في هذا الوضع، لكن بالنسبة للمغرب تبقى هذه القضية محسومة داخليا".