دعا الرئيس التونسي المؤقت منصف المرزوقي، الأطراف السياسية في بلاده إلى مواصلة البحث عن حلول للخلافات التي حالت دون التوصّل إلى توافق حول رئيس الحكومة الجديد لإدارة ما تبقى من المرحلة الإنتقالية. وقالت دائرة الإعلام والتواصل التابعة للرئاسة التونسية في بيان وزعته مساء الثلاثاء، إن الرئيس المؤقت منصف المرزوقي "لا يدعم مرشحاً بعينه لرئاسة الحكومة"، وذلك خلافاً لما تردّد سابقاً. وكان مسؤولو عدد من الأحزاب السياسية المشاركة في الحوار الوطني قد أكدوا في وقت سابق أن الرئيس المرزوقي يتحفّظ على ترشيح وزير الدفاع السابق عبد الكريم الزبيدي، لتولي منصب رئيس الحكومة الجديدة خلفاً لعلي لعريض الذي سبق له أن تعهّد باستقالة حكومته. وبحسب بيان الرئاسة التونسية، فإن المرزوقي "سيقبل في إطار إحترام التنظيم المؤقت للسلطات العامة، بالمرشح الذي يحظى بإجماع الأحزاب، في إطار من التوافق الوطني الحقيقي، بما يعزز قدرته على تشكيل حكومة قادرة على الفوز بثقة المجلس الوطني التأسيسي". وأضافت أن المرزوقي يدعو في هذا السياق كل الأطراف السياسية إلى "مواصلة البحث عن حلول للخلافات التي أعاقت التوافق على مرشح لتشكيل الحكومة القادمة وإلى التحلي بروح المسؤولية، لوقاية البلاد من أي هزّات وتمكين الشعب التونسي من التوجّه في أقرب وقت ممكن، لانتخاب مجلس نيابي في إطار الدستور الجديد". وتأتي هذه الدعوة فيما قررت المنظمات الوطنية الأربع الراعية للحوار في تونس تعليق الحوار لأجل غير مُحدّد بسبب فشل الأحزاب المُشاركة فيه في التوصّل إلى توافق حول الشخصية الوطنية التي ستُكلف برئاسة الحكومة الجديدة. وحمّلت أحزاب المعارضة مسؤولية هذا الفشل إلى حركة النهضة الإسلامية بسبب تمسّكها بترشيح السياسي المُخضرم أحمد المستيري (88 عاماً) لهذا المنصب، رافضة بذلك البحث عن مرشح آخر، وخاصة محمد الناصر الذي تدعمه أحزاب المعارضة.