الرمادي ـ أ ف ب
شن الجيش العراقي عملية واسعة النطاق ضد تنظيم "الدولة الاسلامية في العراق والشام" (داعش) فيما دعا زعيمها عناصره ان يكونوا راس الحربة في القتال الدائر في محافظة الانبار التي خرجت بعض احيائها عن سيطرة الحكومة.وفرضت السلطات العراقية حظرا شاملا للتجول على مدينة الرمادي حتى اشعار اخرى، بحسب المصادر الامنية.وقال الفريق محمد العسكري المتحدث باسم وزارة الدفاع في تصريح بثته قناة العراقية الحكومية ان "الجيش العراقي شن عملية واسعة بغطاء جوي ضد عناصر داعش والقاعدة والارهابيين".وما زال مسلحون ينتمون الى تنظيم داعش يسيطرون على مدينة الفلوجة فيما ينتشر اخرون من التنظيم ذاته في وسط مدينة الرمادي، كبرى مدن محافظة الانبار، وجنوبها، وفقا لمصادر امنية ومحلية. من جهة اخرى، دعا زعيم الدولة الاسلامية في العراق والشام ابو بكر البغدادي في تسجيل اهل السنة في العراق الى قتال الجيش العراقي في الانبار. وقال "ها انتم رايتم الرافضة على حقيتهم، هذه فرصتكم فلا تضيعوها والا لن تكون لكم بعدها كلمة والتفوا حول ابنائكم المجاهدين". ودعا مقاتليه في الانبار الى ان "يكونوا راس الحربة في قتال الصفويين والبقاء في مقدمة الصف". واضاف "ازحفوا الى بغداد والجنوب لتشغلوا الروافض في عقر دارهم، واياكم ان تسلموا اهلكم وعشائركم". والى جانب القوات العراقية، شاركت قوات تابعة لعشائر داعمة للحكومة قوات الجيش في العملية، بحسب مقدم في الشرطة. واوضح الضابط ان القوات العراقية شنت هجوما على احياء الملعب والعادل والحميرة وشارع ستين وجميعها في وسط المدينة وجنوبها. وتقصف مروحيات تابعة للجيش اهدافا في حي الملعب وتسند القوات التي تنفذ الهجوم على المسلحين، وفقا لمراسل فرانس برس. وتسعى قوات الامن لاستعادة السيطرة على مناطق متفرقة في مدينة الرمادي التي باتت تحت سيطرة مسلحين من تنظيم "داعش" منذ نحو ثلاثة اسابيع. وحث دبلوماسيون بينهم الامين العام للامم المتحدة بان كي مون، حكومة بغداد على مواصلة المصالحة السياسية لتقويض الدعم للتنظيمات المتشددة مع اقتراب موعد الانتخابات البرلمانية المقررة نهاية نيسان/ابريل القادم. وتشكل هذه الاحداث اسوأ اعمال عنف تشهدها محافظة الانبار السنية التي تتشارك مع سوريا بحدود تمتد لنحو 300 كلم، منذ سنوات. وقال رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي في كلمة القاها خلال زيارة لمدينة الناصرية (350 كلم جنوب بغداد) اليوم الاحد ان دولا عربية "شيطانية خائنة تدعم الارهاب" في بلاده، محذرا من "وصول الشر اليها" كما وصل لغيرها في السابق، في اشارة الى السعودية وقطر. واكد ان "العالم اتحد معنا في موقف قل نظيره في مواجهة الارهاب، حيث وقف مجلس الامن والاتحاد الاوربي والدول العربية اغلبها الا بعض الدول الشيطانية الخائنة". واعرب مجلس الامن الدولي في العاشر من الشهر الجاري، عن دعمه للحكومة العراقية في كفاحها لاستعادة السيطرة على عدد من المناطق بالقرب من بغداد والتي كانت سقطت بايدي اسلاميين مرتبطين بالقاعدة. وهي المرة الاولى التي يسيطر فيها مسلحون على مدن كبرى منذ اندلاع موجة العنف الدموية التي تلت الاجتياح الاميركي العام 2003. في الاثناء اعلنت المملكة الاردنية عن استعدادها لتدريب قوات عراقية على مكافحة الارهاب. ونقلت صحيفة "الرأي" اليومية الحكومية عن المتحدث الرسمي باسم الحكومة الاردنية، قوله ان "الاردن ينظر بايجابية للطلب الامريكي-العراقي المتضمن تدريب قوات عراقية على الاراضي الاردنية لمكافحة الارهاب في العراق". وفي حديث الى صحيفة "واشنطن بوست" نشرته الجمعة اكد المالكي انه يدعم مشروع تدريب لمكافحة الارهاب في الاردن. وعبر عن رغبته في ذلك بحسب الصحيفة اثناء اتصال هاتفي الاسبوع الماضي مع نائب الرئيس الاميركي جو بايدن. في غضون ذلك، قتل تسعة اشخاص اغلبهم من عناصر الامن في هجمات متفرقة شمال بغداد. ففي بعقوبة (60 كلم شمال شرق بغداد) قتل ستة من عناصر الصحوة في هجوم مسلح استهدف نقطة تفتيش شمال المدينة، وفقا لمصادر امنية وطبية. وقتل جنديان واصيب ستة من رفاقهم بجروح في هجوم استهدف سيارة مدنية على طريق رئيسي شمال مدينة تكريت (160 كلم شمال بغداد)، وفقا لمصادر رسمية. واغتال مسلحون مختار منطقة الرشيدية، شمال مدينة الموصل (350 كلم شمال بغداد)، وفقا لمصادر طبية وامنية. وقتل اكثر من 650 شخصا في اشتباكات وهجمات منذ بداية الشهر الجاري في عموم العراق، وفقا لحصيلة اعدتها وكالة فرانس برس استنادا الى مصادر رسمية.