أعلنت الجزائر، الخميس، التزامها بمساعدة ليبيا في تجاوز المرحلة الانتقالية وبناء دولة جديدة. وأكدّ وزير الداخليّة الجزائري الطيب بلعيز، عقب المباحثات التي أجراها مع نظيره الليبي صديق عبد الكريم في العاصمة الجزائر، موضحًا "أؤكد لكم استعداد الجزائر الكامل للوقوف إلى جانب الشعب والسلطات في ليبيا لتجاوز المرحلة الانتقاليّة السياسيّة من أجل بناء دولة جديدة في ظل الأمن والاستقرار". وأوضح أنّ "التحولات العميقة التي تشهدها بعض الدول العربية عامة ودول المغرب العربي وشمال أفريقيا خاصة، تميزت بانتشار الجريمة المنظمة والروابط الوثيقة بين الجماعات الإجراميّة وتجارة المخدرات والهجرة غير الشرعية، وهذا ما يدعونا إلى تنسيق الجهود وتوثيق التعاون". ودعا  إلى "اتخاذ خطوات موحدة لحماية الحدود وتوفير مناخ يسمح بتنمية المناطق الحدوديّة، وهو ما يحتم علينا توثيق التعاون الأمني بين مختلف الأجهزة الأمنيّة من أجل فعالية أفضل لمواجهة التهديدات الأمنيّة". كما دعا إلى تحديث الاتفاق الأمني الموقّع بين البلدين في 2001، والذي "سيكون الآلية القانونيّة التي سترتكز عليها مختلف البرامج والنشاطات" الأمنية بين البلدين. وأكدّ عبد الكريم أن زيارته إلى الجزائر تندرج في إطار "حوار شفاف وهادف يتعلق بالتعاون الأمني"، مشيراً إلى أنّ "الشعب الليبي بصدد بناء دولة القانون والمؤسسات". وأكدّ أنّ "الليبيين بصدد رفع تحدٍ هام وسيتجاوزون قريباً هذه الأزمة مثلما كان الحال دائمًا عبر التاريخ"، معتبرًا أنّ "الأمن يبنى على التنمية التي تستوجب الاستثمار في الموارد البشريّة". وأوضح أنّ زيارته إلى الجزائر تهدف إلى "تعزيز وتنسيق العلاقات بين الجزائر وليبيا، وكذلك وضع أطر حقيقية للتعامل مع الملف الأمني في البلدين، بالإضافة إلى تنسيق الجهود وتبادل المعلومات في هذا المجال". واعتبر أنّ "أمن ليبيا هو من أمن الجزائر، وأمن الجزائر من أمن ليبيا"، وأكدّ أنّ "العلاقات الثنائية ستشهد تطوراً نوعياً لم يسبق له مثيل".