بيروت - جورج شاهين
اكد الرئيس اللبناني العماد ميشال سليمان ان الارهاب والاجرام لن يخيفا جيشنا ولن يثنيا ارادتنا على مواجهتهما وبذل الارواح والدماء على مذبح الدفاع عن الوطن وحماية اللبنانيين وارزاقهم وممتلكاتهم، مشددا على ان وطناً لديه جيش كالجيش اللبناني هو الذي سينتصر، لافتا الى دور رجال الدين والمرجعيات الكبرى في لبنان والمنطقة في الشرح والتوجيه وتحريم ثقافة الموت، في موازاة دور الدولة في المراقبة والملاحقة والمحاكمة والقصاص، لأن التكفيري الذي يكّفر الآخرين من البشر هو وحده الكافر. ورد رئيس الجمهورية على الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله من دون ان يسميه، معربا عن اسفه لقرار بعض اركان هيئة الحوار بعدم حضور الجلسة التي دعا اليها غدا الاثنين، آملا في ان ينضموا في الجلسات اللاحقة الى مركب الوحدة الوطنية. وجدد الرئيس سليمان تأكيده على ضرورة استكمال مناقشة الاستراتيجية الدفاعية انطلاقاً من التصوّر الذي رفعه الى هيئة الحوار الوطني، وذلك بهدف الافادة من القدرات القومية والمقاوِمة وتعزيز قدرة الجيش اللبناني واعادة البندقية حصراً الى قبضته، جيش لا توضع امامه خطوط حمر، كلام الرئيس سليمان جاء في خلال افتتاحه "مهرجان الابجدية الشعري الاول "الذي اقامه المجلس الثقافي في بلاد جبيل بالتنسيق مع التجمع الوطني للثقافة والبيئة والتراث، قبل ظهر اليوم في منتجع الاوريزون السياحي، حبوب. وقال رئيس الجمهورية:"لن يخيف الارهاب والاجرام جيشنا ولن يثني ارادتنا على مواجهتهما وبذل الارواح والدماء على مذبح الدفاع عن الوطن وحماية اللبنانيين وارزاقهم وممتلكاتهم. وقال ان مفاهيم الحرية والديموقراطية والسيادة والاستقلال، التي تتوج العمل الوطني، هي قيم لن نتهاون بها او نتنازل عنها، الى جانب التزام الحياد والنأي بالنفس عن المستعرِ من نيران الجوار. كذلك يقتضي اعادة احياء ادارات الدولة ومؤسساتها وتنظيمها، واقرار اللامركزية الادارية التي تخّفف معاناة الناس، وتحصين الوطن، قلما وبندقية ومصرفا وميزان عدالة. اما تحصين الدستور، الذي اقرّ في الطائف، والذي لا تزال الحاجة ماسة اليه، فهو لا يزال همّاً وطنيا، يتطلّب النظر في الاشكالات والثغرات الدستورية التي تعوّق دوران عجلات الدولة. كما ينبغي علينا استكمال مناقشة الاستراتيجية الدفاعية، انطلاقاً من التصوّر الذي رفعناه الى هيئة الحوار الوطني، والذي يقينا الاخطار والاطماع الاسرائيلية وشرّ العواصف المحيطة بنا، وخطر السلاح المستشري، وخطر الارهاب الاعشى الذي يأكل اول ما يأكل الشباب الذي لم يعد يقدّر قيمة الحياة التي وهبه اياها الله. كما نؤكد في مجال مكافحة الارهاب، على دور رجال الدين والمرجعيات الكبرى في لبنان والمنطقة، في الشرح والتوجيه وتحريم ثقافة الموت، في موازاة دور الدولة في المراقبة والملاحقة والمحاكمة والقصاص. فالتكفيري الذي يكّفر الآخرين من البشر هو وحده الكافر. نورد ذلك عشية انعقاد هيئة الحوار الذي دعونا اليه غداً الاثنين في قصر بعبدا، لاستكمال مناقشة الاستراتيجية الدفاعية، بهدف الافادة من القدرات القومية والمقاوِمة، وتعزيز قدرة الجيش اللبناني، واعادة البندقية حصراً الى قبضته، ممّا يعزز هيبته وقدرته على اقتلاع الارهاب من جذوره: جيش لا توضع امامه خطوط حمر. واذ ناسف لقرار بعض اركان الهيئة بعدم الحضور، فإننا نامل في ان ينضموا في الجلسات اللاحقة الى مركب الوحدة الوطنية. هذه العناوين كلها تنبثق من ابجدية لغوية وسياسية فرضت نفسها على الواقعين اللبناني والدولي. وكشفت أوساط مقربة من رئيس الجمهورية تعليقا على موقف رئيس الجمهورية ميشال سليمان وإذا كان سيؤجل موعد الجلسة في ضوء كلام الامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله، ان سليمان لا يزال عند موقفه من الدعوة . وقالت مصادر سياسية تواكب التحضيرات لطاولة الحوار والتحضيرات الجارية لها لـ "مصر اليوم" ان موقف نصرالله لم يفاجئها فهي كانت تحتسب ان الحزب لن يعود الى طاولة الحوار قبل ان تنجلي الصورة الإقليمية ويعزز مواقعه في سوريا من دون ان يحتسب اي دور للدولة اللبنانية وقد نجح في وضع الجيش اللبناني في المواجهة مع التكفيريين القادمين من سوريا بعد المواجهة غير المتكافئة بين الجيش السوري النظامي وحزب الله من جهة وفلول المعارضين من جهة أخرى. وقالت المصادر ان موقف نصرالله امس جاء ليرفع من نسبة التوتر وخصوصا عندما إختار الرد على رئيس الجمهورية بعد شهر تقريبا على موقفه من اعتبار "ثلاثية الجيش والشعب والمقاومة"التي تجاهلها البيان الوزاري للحكومة الجديدة من خشب بعدما كانت ذهبية قبل ان يتورط حزب الله في سوريا فأخذ "المقاومة" الى الوحول السورية وترك "الجيش والشعب" في لبنان من دون إذن من أحد. وبذلك يكون "حزب الله" قد انضم من دون اعلان واضح الى لائحة المقاطعين لهيئة الحوار التي ضمت كلا من احزاب "القوات اللبنانية" برئاسة الدكتور سمير جعجع و"المردة" بزعامة النائب سليمان فرنجية والحزب الديمقراطي اللبناني برئاسة النائب طلال ارسلان.