أبوظبي-مصراليوم
أكد الدكتور أنور قرقاش، وزير الدولة للشؤون الخارجية، أن أزمة قطر باتت واقعاً يسهل التعايش معه بسبب سياسة الدوحة وتغييبها للحكمة، واتباعها دبلوماسية "مكانك سر".وقال في سلسلة تغريدات عبر حسابه الشخصي بموقع التدوينات القصيرة "تويتر"، أمس الثلاثاء: أعلمني صحافي غربي أن وفوداً صحافية تتجه إلى الدوحة في إجازات مدفوعة الثمن لاحتفالات قطر بمرور عام على عزلتها، دبلوماسية مكانك سر لم تنه أزمة قطر، لأنها لم تعالج الأسباب وركزت على الإعلام والاحتفاليات.
وأضاف في تغريدة ثانية: وأهم من الاحتفاليات بسنة من العزلة والارتباك و(صمود وتصدٍّ) خليجي هي الحكمة التي غابت خلال العام الماضي حتى غدت أزمة قطر واقعاً من السهل التعايش معه، أزمة تجاهلها الكل إلا لمن سيحضر للإجازة مدفوعة الثمن، ولوهلة.
واعتبر معاليه أن كل تلك المهرجانات المدفوعة لن تغير الواقع، مؤكداً في تغريدة ثالثة: ولعل الدرس الأساس لعام من أزمة قطر وعزلتها هو تغليب مصلحة الشعب على طموح سياسي مستحيل، فالمهرجانات مدفوعة الثمن ما هي إلا صدى يشترى، والأهم هو أن تشتري جارك ومحيطك بكف أذاك عنه، الحكمة سهلة ومباشرة وما دونها متاهة مكلفة.
الحقد والفتنة
وأكدت المعارضة القطرية أن منظومات تنظيم الحمدين الإعلامية تنشر الحقد والفتنة بين المجتمعات والشعوب، وتدرّب إعلاميين مستأجرين للقيام بهذه المهمة القذرة.وعلى حسابها الرسمي في موقع "تويتر" كتبت المعارضة أن النظام القطري وتحت شعار الدورات التدريبية التي تدعيها قناة الجزيرة لمن يرغب من إعلاميين عرب أو آسيويين.
وجه بتخصيص ورش عمل لإعلاميين ماليزيين وإندونيسيين هدفها تدريبهم على كيفية شن حملات عبر شبكات التواصل الاجتماعي والإعلام الرقمي. وقالت المعارضة في تغريدة ثانية إنه خلال هذه الدورات يتم استقطاب هؤلاء الإعلاميين وتجييشهم لكي يكونوا رأس حربة تضاف على منظومات تميم الإعلامية التي تنشر الحقد والفتنة بين المجتمعات والشعوب.
وأضافت أن الرسائل الإعلامية التي يتم تمريرها لهؤلاء لكي يقوموا بالترويج لها لاحقاً عبر منصاتهم الشخصية أو التابعة للمؤسسات التي يعملون بها تهدف إلى: الدفاع عن النظامين القطري والتركي وفكر الإخوان المتطرف والإرهابي»، مؤكدة في تغريدة أخرى وكالعادة وعند الانتهاء هذا النوع من الدورات المدسوسة والمشبوهة يتم اختيار أبرز المشاركين الذين تبين أنهم يستطيعون أخذ أدوار قيادية في تشكيل منظومات عميلة للنظام أو أثبتوا أنهم يستطيعون الترويج باحترافية للرسائل الإعلامية المطلوبة.
وأكدت المعارضة القطرية في ختام تغريداتها ويتم تخصيص هؤلاء بكافة أنواع الدعم المادي والمعنوي واللوجستي وينقلون إلى قطر لإخضاعهم إلى عملية غسل الدماغ النهائي الهادف إلى تصعيدهم في إعلام تميم وتنظيم الإخوان.
سياسة المراوحة
الكثير من الوقائع تؤكد أن سياسة تنظيم الحمدين تتراوح بين "مكانك" أو الهروب للأمام، وهذا ما تؤكده حصيلة عام من العزلة القطرية ووجد الإعلام الأميركي الرئيسي ممثلاً بالصحف والشبكات الفضائية نفسه مضطرًا لاستذكار مناسبة ختام السنة الأولى لأزمة قطر 2017، من خلال تفاصيل جديدة من حيثيات قضية مرفوعة على قطر في محكمة فيدرالية بلوس أنجليس.
أما وكالة بلومبيرغ الاقتصادية الأميركية فقد استخدمت في مراجعتها للسنة الأولى من "أزمة قطر"، تعبير "سوء حظ قطر" في وصف التزامن في التوقيت المتزامن مع عرض وثائق جديدة أمام محكمة أميركية، تؤكد في فحواها النهائي أن كل ما تحدث به أمير قطر والتزم به وزراء خارجيتها ودفاعها من الاستجابة لتغريدات الرئيس دونالد ترامب التي وصفت النظام القطري بأنه راعٍ للإرهاب على أعلى المستويات، هذه الالتزامات من طرف الدوحة لم تنفّذ خلال العام الأول للأزمة، بل جرى تطوير أساليبها في رعاية الإرهاب وفي الابتزاز الإعلامي بتقنيات جديدة توظف خبرات أجهزة استخبارية دولية.
"سوء حظ قطر"، في توقيت هذه المعلومات الجديدة التي قد تتحول إلى قضية تجسس سيادية على الولايات المتحدة، هو أنها تعني للإعلام العالمي أن "أزمة قطر مع جيرانها" مستمرة وهي تدخل عامًا جديدًا لا يبدو أن له نهاية منظورة.
ويرى مراقبون أن وجه المفارقة في طرق توصيف الذكرى الأولى لقرار المقاطعة العربية الرباعية، يتمثل في أن الإعلام الدولي يُعرّف أزمة قطر بأنها أزمة ثقة مكسورة، في نظام يصرّ على مواصلة دعم الإرهاب وتجديد أدواته. فيما إعلام تنظيم الحمدين القطري يكابر ويحصر توصيفه للأزمة بأن "النظام لم يسقط في العام الأول للمقاطعة".