خان يتصاعد من احد المباني في غزة بعد غارة اسرائيلية

ادت غارات جوية جديدة الى مقتل احد عشر فلسطينيا فجر السبت لترتفع حصيلة ضحايا العملية الاسرائيلية على قطاع غزة الى 307 قتلى بينما يصل الامين العام للامم المتحدة بان كي مون الى الشرق الاوسط اليوم لدعم جهود التهدئة.

وتأتي زيارة بان بينما دخلت الحملة الاسرائيلية التي تعد اعنف حرب بين الطرفين منذ سنوات يومها الثاني عشر مع تعزيزها بعملية برية داخل القطاع.

وعبر الرئيس الاميركي باراك اوباما عن تأييده لحق اسرائيل في الدفاع عن نفسها من الصواريخ التي تطلق من غزة لكنه دعاها الى العمل على تجنب اصابة مدنيين في عمليتها التي اسفرت عن مقتل عدد كبير من المدنيين بما في ذلك نساء واطفال.

وفي وقت مبكر من اليوم السبت قتل سبعة مدنيين فلسطينيين في غارة جوية اسرائيلية استهدفت ليل الجمعة السبت تجمعا لمواطنين في خان يونس جنوب قطاع غزة.

وادت عمليات قصف اخرى بعدها الى مقتل اربعة فلسطينيين لترتفع حصيلة القتلى الفلسطينيين في عملية "الجرف الصامد" الى  307 فلسطينيين. كما جرح 2250 فلسطينيا وعدد من الاسرائيليين.

وقتل جندي اسرائيلي "بنيران صديقة" خلال الهجوم البري كما ذكرت وسائل الاعلام الاسرائيلية، ما يرفع عدد القتلى الاسرائيليين الى قتيلين منذ بدء العملية الاسرائيلية في الثامن من تموز/يوليو.

ومساء الجمعة قتل اربعة فلسطينيين بينهم ثلاثة من عائلة واحدة في غارة جوية اسرائيلية على جنوب القطاع، وذلك بعيد وقت قصير من مقتل ثمانية آخرين، جميعهم من عائلة واحدة، وهم رجلان وامرتأن واربعة اطفال، في قصف مدفعي على بلدة بيت حانون شمال القطاع، وفقا لوزارة الصحة في غزة.

وقبل ذلك بوقت قصير اعلن اشرف القدرة المتحدث باسم الوزارة مقتل خمسة فلسطينيين بينهم اربعة اطفال قتلوا في قصف مدفعي شرق مدينة غزة، بينما قتل شخص خامس في قصد مدفعي ايضا شرق مدينة رفح جنوب قطاع غزة.

كما اعلنت وفاة فلسطيني متاثرا بجروح اصيب بها في غارة اسرائيلية على مدينة خانيونس قبل عدة ايام.

ومن بين القتلى الفلسطينيين ايضا ثلاثة فتيان تتراوح اعمارهم بين 12 و16 عاما قتلوا قبل ظهر الجمعة بنيران دبابات اسرائيلية قرب بيت حنون في شمال قطاع غزة، بحسب ما افاد المتحدث باسم وزارة الصحة في غزة اشرف القدرة.

كما قتل خمسة اشخاص بينهم رضيع في شهره الخامس في مدينة رفح جنوب القطاع.

وبعد ظهر الجمعة قتل ثلاثة اشخاص في خانيونس في جنوب القطاع وخامس في النصيرات في الوسط. كما قتل شخص في شمال القطاع في قصف استهدف مقبرة. كما عثر على جثتي شخصين قتلا في قصف سابق في خانيونس، بحسب ما اوضح القدرة.

وتشمل الحصيلة 65 فلسطينيا قتلوا منذ بدء الهجوم البري الاسرائيلي على القطاع.

وبحسب المركز الفلسطيني لحقوق الانسان في غزة فان المدنيين يمثلون اكثر من 80% من قتلى الهجوم الاسرائيلي.

وفي القطاع تضاعف عدد النازحين تقريبا خلال 24 ساعة ليبلغ اربعين الف شخص، حسبما ذكرت الامم المتحدة في القطاع الذي تبلغ مساحته 362 كلم مربعا ويعيش فيه 1,8 مليون نسمة يخضعون لحصار اسرائيلي منذ سنوات.

ويأمل برنامج الغذاء العالمي في توزيع اغذية على 85 الف شخص في الايام المقبلة.

ويعاني القطاع من انقطاع التيار الكهربائي في سبعين بالمئة منه.

وطالبت منظمات اسرائيلية للدفاع عن حقوق الانسان "بممرات انسانية" لاجلاء الجرحى "ولتتمكن الطواقم الطبية من اداء مهامه بدون ان تكون معرضة للخطر".

ميدانيا، ساعدت قوات المشاة والهندسة المدفعية والطيران اللذين يخوضان المعارك. وقال ناطق باسم الجيش الاسرائيلي ان القوات الاسرائيلية قتلت حوالى عشرين "ارهابيا" وضربت "240 هدفا لنشاطات ارهابية" على الاقل، وكشفت عشرة انفاق مزودة ب22 مدخلا. واضاف ان 21 "ارهابيا" اعتقلوا.

والهدف الرئيسي للعملية البرية كما تقول اسرائيل هو كشف الانفاق التي حفرتها حركة حماس وتدميرها. وقال ضابط في الاستخبارات العسكرية لوسائل الاعلام ان "عملياتنا تتركز في منطقة تمتد 2,5 كلم على طول الحدود في منطقة ريفية او شبه حضرية".

من جهته، قال رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو ان "تعليماتي هي الاستعداد لامكانية توسيع العملية بشكل كبير". واضاف "من غير الممكن حل مشكلة الانفاق من الجو فقط". الا انه اعترف بانه "ليس هناك ضمانة بتحقيق النجاح مئة في المئة".

وفي خانيونس لجأ 1500 شخص الى مدارس تديرها الامم المتحدة.

وواصل مقاتلو الفصائل خصوصا حماس والجهاد الاسلامي الهجمات الصاروخية على المدن الاسرائيلية والمواقع الاسرائيلية القريبة من الحدود اقطاع.

واعلنت كتائب عز الدين  القسام الجناح العسكري لحماس وسرايا القدس الحناح العسكري للجهاد ان مقاتليها اشتبكوا فجرا مع قوة اسرائيلية في بيت حانون شمال القطاع.

وبحسب الجيش الاسرائيلي فان 1164 صاروخا او قذيفة اطلقت باتجاه اسرائيل وتمكن نظام القبة الحديدية من اعتراض 320 منها.

وفي الخارج، اعلنت الامم المتحدة الجمعة ان امينها العام بان كي مون سيتوجه الى الشرق الاوسط السبت سعيا لانهاء اعمال العنف في غزة.

وقال مساعد بان للشؤون السياسية جيفري فلتمان في مستهل جلسة طارئة لمجلس الامن الدولي ان بان كي مون سيساعد الفلسطينيين والاسرائيليين "بالتنسيق مع الفاعلين الاقليميين والدوليين لانهاء العنف والتوصل الى سبيل للمضي قدما".

لكن سفيري الجانبين في الامم المتحدة تبادلا الاتهامات بشأن اعمال العنف. واكد السفير الاسرائيلي رون بروسور انه "ليس هناك اي بلد يسمح" باطلاق "ارهابيين" صواريخ على مواطنيه.

من جهته تلا السفير الفلسطيني رياض منصور في مجلس الامن الدولي اسماء فلسطينيين قتلوا بينهم نساء واطفال وقد بدا عليه التأثر الشديد.

ولم يحدد فلتمان المحطات التي سيتوقف فيها الامين العام، مكررا دعوة الامم المتحدة للوقف الفوري لاطلاق النار بين اسرائيل وحركة حماس. وقال "اذا لم نعالج الأسباب العميقة التي أدت الى التصعيد الحالي، سيتكرر هذا العنف الرهيب مرارا وتكرارا. لا يمكننا العودة" الى الوضع السابق.

من جهة اخرى، اعلن وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس للصحافيين بعد لقاء مع الرئيس الفلسطيني في القاهرة الجمعة ان محمود عباس "واضاف ان عباس "طلب مني ان اتصل بالاتراك والقطريين الذين تربطنا بهم علاقات جيدة لانه يمكن ان يكون لهم تأثير خاص على حماس"، لدفع الحركة الى القبول بتهدئة.

وفي واشنطن قال الرئيس الاميركي باراك اوباما في مؤتمر صحافي ان واشنطن تدعم حق اسرائيل بالدفاع عن النفس، الا ان "الولايات المتحدة مع اصدقائها وحلفائها تعرب عن القلق العميق ازاء مخاطر تصاعد العنف وفقدان المزيد من الارواح البريئة".

أ ف ب