حذر رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي الخميس من محاولات تاجيج "الحرب الاهلية الطائفية" في بلاده التي تشهد موجة عنف خلفت 179 قتيلا على الاقل في ثلاثة ايام. ودعا المالكي في تصريحات نقلها التلفزيون الائمة والمراجع الدينية والصحافيين وكل من يهمهم مستقبل العراق الى "المبادرة وعدم البقاء صامتين امام من يريدون اعادة البلاد الى الحرب الاهلية الطائفية". وكان العراق شهد تصاعدا في العنف الطائفي في عامي 2006 و2007 خلف آلاف القتلى وذلك بعد الهجوم على مقام شيعي في سامراء في 2006. وبدات الموجة الدامية الجديدة بعد هجوم لقوات الامن على تجمع معارض للحكومة في الحويجة (شمال) ما اوقع 53 قتيلا في المواجهات التي تلته. وتتالت بعد ذلك العمليات الانتقامية والصدامات في البلاد. وقتل 179 شخصا واصيب 286 آخرون في ثلاثة ايام ضمنهم عدد كبير في اعمال العنف هذه. وهي الاضطرابات الاشد دموية التي ترتبط بتظاهرات معارضة للمالكي بدات نهاية كانون الاول/ديسمبر 2012 في المناطق ذات الغالبية السنية في هذا البلد الذي يشكل الشيعة اغلبية سكانه. ويطالب المحتجون السنة برحيل نوري المالكي الشيعي المتهم باحتكار السلطة وتهميش السنة. وانتشرت قوات الجيش الخميس بكثافة حول مدينة سليمان بك (شمال) التي سيطر عليها الاربعاء مسلحون وامهلتهم 48 ساعة لمغادرة المدينة، بحسب ما اكد ضباط كبار لوكالة فرانس برس. وسيطر مسلحون على هذه المدينة الواقعة في محافظة صلاح الدين بعد معارك دامية ضد قوات الامن التي انسحبت منها. وقال ضابط كبير "لقد قمنا بانسحاب تكتيكي بغاية اخلاء المدينة بالكامل بعد ان غادرها سكانها". وقال اللواء علي مجيد مساء اليوم لوكالة فرانس برس انه تم منح مهلة من 48 ساعة للمسلحين لمغادرة المدينة بعدها ستقوم قوات الامن بمهاجمتها. واكد شلال ابو بدن احد المسؤولين الاداريين في المدينة من جانيه ان المدينة لا تزال تحت سيطرة المسلحين وان الجيش ينشر تعزيزات حولها. واوضح اللواء مجيد انه بحسب اجهزة الاستخبارات فان نحو 175 مسلحا موجودون في سليمان بك هم 25 عنصرا مفترضا من القاعدة و150 من "الجيش النقشبندي" وهو مجموعة سنية تضم في صفوفها ضباط سابقين في جيش صدام حسين ترتبط بالمسؤول الثاني في نظام صدام عزت الدوري. واكد الجيش ان تدخله ضد المتظاهرين قرب الحويجة الذي كان وراء موجة العنف هذه، كان يستهدف "الجيش النقشبندي". وقال اثنان من منظمي الاحتجاجات في الحويجة انهم سيشكلون وحدة جديدة من الجيش النقشبندي للانتقام من الهجوم الدامي الثلاثاء. وقال حامد الجبوري المتحدث باسم المحتجين "نحن انتفاضة الشعب الحر بالعراق اعلنا مبايعتنا التامة للجيش النقشبندي لنصبح الجناح العسكري الذي يطهر العراق من المليشيات الصفوية". واضاف "سننتقم لمجزرة الحويجة". واكد عبد الملك الجبوري منظم التحرك "بعد ان احرقوا خيامنا وهاجموا اعتصامنا، قررنا الانضمام للجيش النقشبندي كجناح مسلح". وخلفت اعمال العنف المزيد من الضحايا الخميس. وقتل عنصران مناهضان للقاعدة وشرطيان في هجمات بالفلوجة غرب بغداد اضافة الى جنديين في انفجار قنبلة جنوب العاصمة، بحسب مصادر طبية وامنية. وقتلت قوات الامن اربعة مسلحين في محافظة ديالي وثلاثة في الموصل (شمال) وثلاثة في الحويجة، بحسب اللواء مجيد. وهاجم مسلحون مساء الخميس مواقع للشرطة قرب الفلوجة، بحسب مصدر في الشرطة تعذر عليه تقديم حصيلة. وسمع صحافي يعمل لوكالة فرانس برس اصوات اطلاق رصاص ودوي قذائف هاون رغم حظر التجول المفروض على المدينة.