احتج أكثر من 200 شخص من ضحايا المنازل الآيلة للسقوط في المدينة القديمة في مدينة فاس، العاصمة العلمية، التي تبعد عن مدينة الرباط قرابة 200 كم، الاثنين الماضي، في منطقة سيدي بوجيدة، وذلك بعد سقوط عمارة سكنية أخيراً تضم ست عائلات.    وندد المحتجون خلال الوقفة باستمرار انهيار المنازل في المدينة القديمة، والذي بلغ عدده ستة انهيارات متوالية في أقل من شهر واحد، وتسبب الحادث الأخير في وفاة امرأة بعد قضائها أكثر من 15 ساعةً تحت الأنقاض، إضافة إلى إصابة آخرين بجروح وُصِفت بالخطيرة، نُقِلُوا على إثرها إلى المستشفى لتلقي العلاجات الضرورية.    وحمل المحتجون أيضاً شعارات تستنكر تجاهل الجهات المعنية لملفهم المطلبي القاضي بتوفير سكن لائق، وحمايتهم من موت محقق بسبب توالي مسلسل انهيار المنازل الآيلة للسقوط منذ مطلع العام الجاري.    وقرر المحتجون، حسب مصادر "مصر اليوم" تنظيم مسيرة إلى مقر محافظة فاس، لكن تدخل السلطات حال من دون إتمام المسيرة بسبب تزامن احتجاجهم مع زيارة الملك محمد السادس إلى مدينة فاس لإعطاء أمر انطلاق لمجموعة من الأوناش الكبرى.    وبحسب المصادر، فإن ممثلي المحتجين، طالبوا سلطات المدينة بحل ملفهم المطلبي بشكل فوري، وهددوا في الوقت نفسه بالتصعيد في حال مماطلة السلطات، متهمين والي الجهة بإغلاق باب الحوار في وجههم.    وأوفدت وزارة الداخلية إلى المدينة وضواحيها أخيراً، لجاناً عدة للتفتيش لإعداد تقارير بشأن ملف البناء العشوائي، إلا أن المصادر قالت إن مضامين هذه التقارير مجهولة حتى الآن، ولم يكشف بعد عن التحقيقات التي أعدتها عن الانهيارات السابقة، كما لم يتم تقديم  المسؤولين المتورطين في الملف إلى العدالة.     وحسب متخصصين في مجال التعمير في فاس فإنه لِتَفَادِي الخَطَر الذي يُهَدِّد المباني الآيلة للسقوط، تم اعتماد موازنة جديدة تقوم على إعادة إسكان الأسر القاطنة في هذه المباني وهدم المباني التي تم إخلاؤها، بحيث استفادت حتى الآن 862 أسرة من عمليات إعادة الإسكان الاجتماعي، 385 منها تنتمي إلى الأحياء الهامشية، وأشار المتخصص نفسه إلى أنه تم ترميم 100 بناية، وإخلاء 13 منزلاً أيلاً للسقوط، فضلاً عن إعادة تأهيل 137 بناية من بين 4 آلاف بناية قديمة موجودة في مدينة فاس، إذ شملت الأعمال ترميم وإعادة تأهيل 212 بناية لصالح 9 آلاف أسرة، في منطقة توجد بها أزيد من 5 آلاف بناية.     أما تقرير اللجنة التفقدية للإسكان والتعمير والتنمية المجالية في مدينة فاس، فأفاد بأنه تم حتى نهاية عام 2011 ترميم حوالي 1316 بناية قديمة في المدينة.   يذكر أن البنايات الآيلة للانهيار في مدينة فاس العتيقة توجد في وضعية خطيرة، بسبب عوامل متشابكة لها علاقة بالوضعية العمرانية للمدينة العتيقة، حيث أن جزءاً مُهمِّا من بين 4 آلاف بناية، يعتبر من البنايات التي تحتاج إلى الصيانة، وأن عدداً كبيراً من الدور المُهدّمة، هو في الأصل دور انهارت منذ فترة طويلة، كجزء من نسيج عمراني تاريخي ظل موجوداً منذ عشرات الأعوام.