لقي 12 شخص مصرعهم بينهم 8 من أسرة واحدة جراء الأمطار والسيول التي اجتاحت العاصمة السودانية الخرطوم ليل الجمعة لترتفع بذلك حصيلة القتلى إلى أكثر من 50 شخصا، علاوة على انهيار نحو 12 ألف مسكن بحسب إحصاءات رسمية. وشهدت غالبية ولايات السودان ليل الجمعة أمطار غزيرة استمرت حتى فجر  السبت فاقمت من تدهور الوضع بسبب معدل الأمطار القياسية التي ضربت البلاد منذ أكثر من أسبوع. وفي تصريح صحافي السبت، قال أحمد عثمان المدير التنفيذي لبلدية أمبدة التابعة لولاية الخرطوم، إن المنطقة "تأثرت بسيول جارفة قادمة من سهول ولاية شمال كردفان بالإضافة إلى الأمطار التي إستمرت لساعات ما ترتب عليه انهيار 428 منزلا كليا وانهيار جزئي لـ 2400 منزل بالإضافة إلى مقتل 12 مدنيا". ونبه إلى تشكيل غرفة عمليات لمتابعة الأوضاع وإغاثة المتضررين. من جهة ثانية قال مدير الدفاع المدني اللواء هاشم عبدالمجيد أن الأمطار والسيول التي شهدتها بلدية شرق النيل (شرق الخرطوم) خلال الأيام الماضية بجانب أمطار الجمعة أدت إلى إنهيار 9 آلاف منزل. وأشار إلى أنه لم ترد أي بلاغات عن ضحايا في البلدية. وأوضح أن الأمطار هطلت بمختلف الولايات بدرجات متفاوتة عدا ولايات دارفور والولاية الشمالية وأن أكثر المناطق تأثرا بأمطار الجمعة ولايات الخرطوم والجزيرة والنيل الأبيض (وسط). وفي ولاية الجزيرة (وسط السودان) تسببت الأمطار والسيول في انهيار 1300 منزل 600 منها إنهارت كليا فيما تتعرَّض 700 للسقوط في أي لحظة بجانب تأثيرها على الطريق البري الرابط بين الولاية والعاصمة الخرطوم حسب ما أعلنه والي الولاية الزبير طه. ونقلت فضائية الشروق شبه الحكومة عن طه قوله أنه تم توزيع كافة معدات الإيواء للمتأثرين في بعض المناطق وأن كل الآليات تعمل الآن في بلديات الولاية المختلفة لشق قنوات تصريف المياه . من جهتها، قالت وزارة الداخلية السودانية في بيان أنها مستعدة لكل الآثار المترتبة على الأمطار والسيول خصوصا مع توقع هئية الإرصاد الجوي هطول المزيد من الأمطار في كل ولايات السودان. وأضافت أن غرف الطوارئ بقيادة ولاة الولايات في حالة مستمرة من الاستنفار وتقديم المساعدة للأسر المتضررة وأنه في حالة اتصال دائم مع الولايات لوضع الترتيبات اللازمة لمعالجة أي وضع. من جانبه، وصف حزب المؤتمر الشعبي المعارض الوضع بأنه "كارثة فشلت الحكومة في التصدي لها" حسب ما قاله مسؤول الحزب بولاية الخرطوم آدم حمدون في تصريحات صحفية. ودعا حمدون الحكومة إلى إعلان حالة الطوارئ لتدارك الوضع . وأعلن عن تشكيل فرق من أعضاء حزبه بكافة البلديات لتلقي الدعم العيني والمالي من أعضاء الحزب وتوزيعها على المتضررين. ولم ترد حتى الآن إحصائيات من بقية الولايات. وكان 38 شخصا لقوا مصرعهم الأسبوع الماضي جراء فيضانات في أنحاء متفرقة من السودان، وأصيب العشرات بسبب تلك الفيضانات.