قتل 17 عراقيا في هجمات متفرقة بينها هجومان انتحاريان باحزمة ناسفة، الثلاثاء في موجة عنف جديدة تهدد باندلاع صراع طائفي في البلاد. ففي قضاء طوزخورماتو (175 كلم شمال بغداد) قتل 11 شخصا على الاقل واصيب 55 اخرون بجروح في هجوم انتحاري مزدوج باحزمة ناسفة استهدف اعتصاما لمتظاهرين تركمان شيعة. وقال طالب محمد البياتي، قائمقام قضاء طوزخورماتو بالوكالة، لفرانس برس ان "11 شخصا قتلوا واصيب 55 اخرون بجروح جراء هجوم انتحاري مزدوج باحزمة ناسفة استهدف خيمة لمتظاهرين تركمان على الطريق الرئيس في طوزخورماتو (175 كلم شمال بغداد)". واضاف ان "الانتحاريين فجرا نفسيهما منتصف النهار داخل خيمة للمتظاهرين على الطريق الرئيسي في القضاء". واشار الى ان بين القتلى المعاون السابق لمحافظ صلاح الدين، احمد عبد الواحد كوجا واثنان من ابنائه. كما قتل في الهجوم علي هاشم اغلو معاون رئيس الجبهة التركمانية والعضو السابق في مجلس محافظة صلاح الدين، حيث تقع طوزخرماتو، وفقا لمصدر طبي. واكد الطبيب حسن البياتي في مستشفى طوزخرماتو حصيلة الضحايا. ويقوم حشد كبير من اهالي قضاء طوزخورماتو حيث يسكن غالبية من التركمان الشيعة، لليوم الثالث على التوالي باعتصام وقطع الطريق الرئيسي بين كركوك (شمال) وبغداد، احتجاجا على تدهور الاوضاع الامنية في مناطقهم. وعبر اهالي القضاء وبينهم الجرحى عن غضبهم لفشل قوات الامن بتأمين الحماية لهم. وقال مؤيد اكبر عباس وهو تركماني في نهاية الخمسينات، من سريره في مستشفى كركوك العام "كنا متجمعين داخل الخيمة عندما وقع انفجار واستهدف قوات الشرطة المسؤولة عن التفتيش". واضاف "بعدها وقع انفجار اخر داخل الخيمة واصبت في مناطق متفرقة من الجسم، وشاهدت الكثير من اقربائي واصدقائي على الارض بين قتيل وجريح ملطخين بالدماء". من جهته، قال حسن تيمور البياتي احد عناصر الشرطة اصيب بساقه وذراعه، من سريره "لا ندري من الذي يستهدفنا. قدمنا مئات القتلى والجرحى". واضاف انه "اسوأ يوم في حياتنا ولم يبق لنا من اقاربنا ولا اصدقائنا احد". وتابع بعصبية "اسأل القادة السياسيين ما قيمة الاف من عناصر الامن وهم لا يستطيعون حماية القضاء (الطوز) رغم انتشارها من كل الجهات؟". ويشهد الطوز هجمات متكررة، وقع اخرها الاحد الماضي في انفجار سيارتين مفخختين وسط القضاء وادى الى مقتل شخص واصابة 27 اخرين بجروح، وادى لوقوع اضرار مادية جسيمة. ويعد قضاء الطوز، واحدا من مناطق متنازع عليها تمتد من الحدود الشرقية مع ايران الى الحدود مع سوريا غربا، بين الحكومة المركزية واقليم كردستان. ويرى محللون ان هذا الخلاف يهدد بتصاعد التوتر وتحوله الى صراع بين بغداد و اربيل. وفي هجوم آخر وقع فجر الثلاثاء، قتل ثلاثة اشخاص واصيب 15 اخرون بجروح في انفجار عبوة لاصقة جنوب بغداد استهدف زوارا يستقلون حافلة مدنية، كما قال ضابط برتبة نقيب في الشرطة. واضاف ان "الانفجار وقع بعد منتصف ليلة امس (الاثنين) لدى مرور الحافلة في منطقة الاسكندرية (50 كلم جنوب بغداد)". واكد مصدر طبي في مستشفى الاسكندرية حصيلة الضحايا. وفي هجوم ثالث، اسفر انفجار قنبلة لاصقة وضعت على حافلة صغيرة في بغداد عن ثلاثة قتلى فيما اصيب حارسان باطلاق نار من مسلحين امام كنيسة سريانية في حادث منفصل. وتاتي الهجمات بعد يوم من سلسلة اعتداءات دموية وقع اغلبها في بغداد وخلفت ما لا يقل عن 35 قتيلا واكثر من 140 جريحا، وفقا لمصادر امنية وطبية. وشهد العراق زيادة واضحة في اعمال العنف منذ بداية العام الحالي، بالتزامن مع احتجاجات في المحافظات السنية التي تتهم حكومة رئيس الوزراء نوري المالكي ب"تهميش" السنة. واظهرت ارقام بعثة الامم المتحدة التي نشرت السبت ان 1045 عراقيا قتلوا في اعمال عنف متفرقة في البلاد خلال شهر ايار/مايو الماضي. ويؤكد خبراء ان اتهام السنة في العراق للسلطات باعتماد اسلوب التهميش تجاههم، وخصوصا لرئيس الوزراء الشيعي نوري المالكي الذي يحكم البلاد منذ 2006، هو المحرك الاساسي للتصاعد الاخير في اعمال العنف.