جنود ليبيون في طرابلس

اعلنت ليبيا موعدا لاجراء انتخابات تشريعية بعد شهر في مسعى لاخراج البلاد من الازمة التي تتخبط فيها، لكن اجراء الاقتراع يبدو غير مؤكد امام تصاعد اعمال العنف في بلد غارق اصلا في الفوضى. في موازاة ذلك، لا يزال اللواء المتقاعد خليفة حفتر يلقى الدعم لهجومه الذي شنه كما يقول على "المجموعات الارهابية" في شرق البلاد. لكن الولايات المتحدة اخذت من جهتها مسافة كبيرة حيال هذه العملية التي تعتبرها السلطات الليبية بمثابة انقلاب عسكري. وقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الاميركية جنيفر بساكي "لا نؤيد ولا ندعم التحركات الجارية على الارض". وامام تصاعد اعمال العنف التي تغذيها التوترات السياسية، حددت المفوضية الانتخابية الليبية 25 حزيران/يونيو موعدا لانتخاب برلمان جديد ليحل مكان المؤتمر الوطني العام الذي يعتبره عدد من المراقبين من جذور الازمة الليبية خاصة لانه لم يتمكن من ارساء الامن في بلد غارق في حالة من الفوضى منذ سقوط نظام معمر القذافي. ويشكك بعض المراقبين في قدرة السلطات على تنظيم الاقتراع. لكن دبلوماسيا غربيا قال ان "المفوضية الانتخابية تتمتع بالوسائل اللوجستية والبشرية اللازمة لتنظيم هذه الانتخابات في الموعد المقرر". الا ان الهجوم اليوم الاربعاء على موكب العميد حسن بوشناق في طرابلس وكذلك مقتل مهندس بناء صيني الثلاثاء في بنغازي، يدل على حالة انعدام الامن والفوضى التي تمنع اي انطلاقة اقتصادية او استقرار سياسي في هذا البلد الغني بالنفط. وليل الثلاثاء الاربعاء، اعلن رئيس اركان قوات الدفاع الجوي العميد جمعة العباني على محطة تلفزيون خاصة انضمامه الى عملية "الكرامة" بقيادة حفتر. وقد اعلن عدد من ضباط الجيش انضمامهم الى القوة شبه العسكرية بقيادة حفتر الذي يتوالى التأييد له واخر اعلان انضمام صدر ليل الثلاثاء الاربعاء عن رئيس اركان الدفاع الجوي. لكن من غير المعروف بعد ما تمثله قوته في جيش مهمش في ظل نظام معمر القذافي والذي يلقى صعوبة في بناء قواته منذ ثورة 2011. وجاء الدعم لحفتر ايضا في بيانات القوات الخاصة، وحدة النخبة في الجيش الوطني الليبي، وضباط في سلاح الجو ووحدات من الشرطة والجيش . وبعيد اعلان العميد العباني انضمامه، تعرضت ثكنة للدفاع الجوي في شرق طرابلس لهجوم مجموعة مجهولة مما اسفر عن وقوع اضرار مادية بدون ضحايا، بحسب الوكالة الليبية للانباء. وفي اطار مسلسل العنف، استهدف هجوم اليوم الاربعاء في طرابلس موكب رئيس اركان البحرية الليبية العميد حسن بوشناق الذي اصيب "بجروح طفيفة في الرأس"، كما اصيب سائق وحارسان ايضا على ما اعلن المتحدث باسم البحرية لوكالة فرانس برس. ووقع الهجوم في الضاحية الغربية للعاصمة الليبية فيما كان ابوشناق في طريقه الى عمله كما قال قاسم مؤكدا ان الحراس ردوا على الهجوم وارغموا المهاجمين على الفرار. اضافة الى ذلك، سمع دوي انفجارات في حي صلاح الدين بجنوب العاصمة حيث توجد مواقع عسكرية تحتلها فصائل مسلحة نافذة من الزنتان تعتبر الذراع المسلحة للتيار الليبرالي الذي يطالب بحل المؤتمر الوطني العام، بحسب صحافي من وكالة فرانس برس. وتقول فصائل الزنتان المنتشرة بقوة في العاصمة انها تدعم مبادرة حفتر.  لكن المجموعات المسلحة القوية في مصراتة والتي تناهض مجموعات الزنتان، اعلنت الثلاثاء في بيان انها تقف على مسافة واحدة من اطراف الازمة داعية الى الحوار، مما يخفف المخاوف من اندلاع نزاع مسلح في طرابلس بين هاتين المجموعتين المدججتين بالسلاح على خلفية صراع نفوذ. وتنقسم البلاد بخصوص المجلس الوطني العام بين من يطالب بحله واخرين يدافعون عن شرعيته. كذلك بالنسبة لعملية حفتر التي ينظر اليها بريبة حتى في وسط انصاره المعادين للاسلاميين الذين يخشون دوافعه الحقيقية. وقال فوزي عبد العال السفير ووزير الداخلية السابق "نعم ندعم هذه العملية. لكن على محركيها ان يعطونا هدفا محددا. ان مكافحة الارهاب يجب ان لا تكون وسيلة للتخلص من الخصوم السياسيين". وقد شن اللواء المتقاعد خليفة حفتر الجمعة هجوما على المجموعات المتطرفة  في بنغازي التي يتهمها ب"الارهاب" واوقعت المعارك عشرات القتلى. وعلق الهجوم لافساح المجال امام اعادة تنظيم القوات كما قال مؤكدا انه لا يرغب في الاستيلاء على الحكم. اما المؤتمر الوطني العام الذي يواجه انتقادات لقراره تمديد ولايته التي انتهت في شباط/فبراير الى كانون الاول/ديمسبر 2014، فقد ارجأ الثلاثاء الى الاحد التصويت على الثقة بالحكومة التي قدمها احمد معيتيق المدعوم من الاسلاميين والذي انتخب عقب جلسة تصويت عمتها الفوضى واثارت الجدل مطلع ايار/مايو. أ ف ب