رام الله - مصر اليوم
سلم رئيس الوزراء الفلسطيني رامي الحمد الله جائزة ياسر عرفات للإنجاز لعام 2014، لمجمع الشفاء الطبي في مدينة غزة، في أمسية نظمتها مؤسسة ياسر عرفات مساء اليوم الاثنين في قصر "رام الله" الثقافي ضمن فعاليات إحياء الذكرى العاشرة لاستشهاد الرئيس الراحل ياسر عرفات. وأكد الحمد الله - خلال الأمسية التي حضرها عدد من أعضاء اللجنتين التنفيذية لمنظمة التحرير والمركزية لحركة فتح وعدد من الشخصيات الاعتبارية والمسؤولين - استمرار القيادة والحكومة في تكريس الهوية الوطنية التي بناها وجسدها الرئيس الشهيد ياسر عرفات وأبقاها واحدة موحدة في كل خطوة من مسيرته الكفاحية والمضي في المقاومة الشعبية السلمية، وحشد الرأي العام العالمي المناصر لقضية فلسطين العادلة وحقوق الشعب المشروعة التي كسبها الزعيم الراحل بنضاله وحكمته وغضن الزيتون الذي حمله. وعبر رئيس الوزراء عن عظيم اعتزازه لتواجده بين هذا الحشد الذي يجتمع، كما في كل عام لإحياء الذكرى السنوية لاستشهاد القائد المؤسس والرمز ياسر عرفات.. ناقلا تأكيد الرئيس محمود عباس (أبو مازن) مواصلة البناء والإنجاز والمراكمة على خطى كفاح ونضال الزعيم الخالد ياسر عرفات والوفاء لإرثه التاريخي الغني. وطالب "الحمد الله" المجتمع الدولي ترجمة مواقفه المعلنة إلى خطوات فاعلة وجدية قادرة على إلزام إسرائيل بوقف انتهاكاتها ضد القدس وأهلها ومقدساتِها وحماية المدينة من التهويد والاستيطان والمصادرة فالقدس خط أحمر ولن نسمح بالمساس بمكانتها وحضارتها ولن نخضع لمحاولات مصادرة عروبتها وتاريخها. ودعا إلى أوسع التفاف شعبي وجماهيري حول الوفاق الوطني وإرث الزعيم الخالد أبو عمار الذي سيبقى دائما البوصلة الوطنية ونهجا لا يحاد عنه ومحركا ومحفزا لحماية العمل الوطني التحرري نحو إقامة الدولة المستقلة كاملة السيادة على حدود عام 1967 والقدس عاصمتها الأبدية. وثمن رئيس الوزراء الجهد الحقيقي والكبير الذي تبذله مؤسسة "ياسر عرفات" برئيس مجلس إدارتها "ناصر القدوة" وكل الوطنيين الأوفياء الذين يعملون فيها للحفاظ على الإرث الكبير والتراث العظيم الذي جسده أبو عمار فهذه المؤسسة الرائدة هي بيت لذاكرته وعطائه وتجسد باهتمامها بدعم التميز والإبداع والعطاء جزءا هاما من تاريخ وشخصية وعطاء القائد الكبير. وجدد "الحمد الله" تأكيده لدعم الحكومة المطلق لعمل مؤسسة ياسر عرفات الوطني ورفدها وفق الإمكانيات المتاحة بكل ما يلزم لضمان استمرارية وديمومة وعطاء هذه المؤسسة.. معربا عن شكره لتخصيص يوم سنوي للإنجاز يحتفل فيه بإنجازات وعطاء وإبداع الشخصيات والمؤسسات الوطنية التي تساهم في خدمة الوطن والمواطن وتعزيز صمود شعبنا وترسيخ أسس دولة فلسطين.. مهنئا المؤسسات والشخصيات التي حصدت جائزة ياسر عرفات للإنجاز هذا العام. وبدوره، قال رئيس مجلس إدارة مؤسسة "ياسر عرفات" ناصر القدوة إن "عشر سنوات كاملة مضت على استشهاد القائد المؤسس أبو عمار ولم نصل بعد إلى فلسطين المستقلة وزادت التحديات والعقبات في الطريق". وأضاف أن "اليوم نحتاج إلى استلهام إرث عرفات أمام السياسات الإسرائيلية التعسفية في القدس بشكل خاص وفلسطين كاملة إسرائيل اغتالت عرفات بمادة البولونيوم وما زالت تعمل كما كانت على تشويه صورته أمام العالم". وأشار إلى أن اغتيال إسرائيل للرئيس عرفات ليس للتخلص من رئيس منتخب لشعبنا فحسب بل لضرب المشروع الفلسطيني وضرب الهوية الموحدة وتقسيم الوطن جغرافيا. وقال القدوة" إن استلهام التجربة وتتبع سمتاها هو الاستمرار قدما نحو الإنجاز ومجابهة الاستعمار الاستيطاني والتمسك الوطني بالقدس والدفاع عن وحدة الأرض والشعب وهذا ما تسعى القيادة برئاسة محمود عباس لتطبيقه. وأضاف أنه من المفترض أن تكون إحياء الذكرى العاشرة لاستشهاد أبو عمار في غزة بمهرجان مركزي في أرض الكتيبة تأكيدا على وحدة الأرض والقضية وحب عرفات لغزة لكن الصدفة كانت بإلغاء المهرجان بالمتفجرات أولا ثم تهديد حماس". ودعا "حماس" إلى القيام بكل ما يجب لإنهاء هذا الوضع و"نحن مصرون على إعادة إعمار غزة وإنجاح عمل حكومة الوفاق الوطني". وكان رئيس الوزراء وأمين عام الرئاسة الفلسطيني "الطيب عبد الرحيم" و"القدوة" ورئيس لجنة الجائزة "علي مهنا" سلموا جائزة "ياسر عرفات" للعام 2014 لوزير الصحة جواد عواد نيابة عن مجمع الشفاء الطبي من قطاع غزة. وتخلل الحفل في نهايته، عرضا فنيا ل "الثلاثي جبران" بعنوان "الحصار" يعرض لأول مرة أمام الجمهور من إنتاج مؤسسة ياسر عرفات يحاكي الحصار الإسرائيلي الذي تعرض له الرئيس الراحل ياسر عرفات إبان اجتياح مدينة رام الله ومحاصرتها.