الرياض ـ مصر اليوم
أكد الرئيس العام الشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي الشيخ الدكتور عبدالرحمن بن عبدالعزيز السديس أن "الحوار" من الأصل منهجا وشرعا خالصا تدل عليه آيات القرآن الكريم وأحاديث النبي صلى الله عليه وسلم الثابتة الصحيحة , فالدعوة إلى الله تعالى لا تتم إلا بالحوار والجدال بالتي هي أحسن. جاء ذلك خلال فعاليات الملتقى الثالث والعشرين لدعاة أفريقيا بعنوان (الحوار) الذي الذى استضافته الرئاسة العامة وشارك فيه دعاة وعلماء من 42 دولة من قارة أفريقيا لتقديم بحوث علمية للحوار والمشاركة بها في مسابقة الحوار . ونوه السديس بأن الحوار مطلب إنساني لإشباع حاجة الإنسان للاندماج مع غيره فالإنسان بطبعة يميل إلى الاجتماع والتواصل مع غيره , مشددا على الأخذ بأسس الحوار في الشريعة الإسلامية وهي الحكمة , والموعظة الحسنة , والجدال بالحسنى. وأوضح السديس أن آداب الحوار في الإسلام يترتب عليه الإخلاص لله تعالى, والبعد عن التعصب للرأي , وإتباع أسلوب التدرج في الحوار , والرفق ,واللين ,والحزم ,ودفع السيئة بالحسنة ومراعاة حال المخاطب ( المحاور ), وإيضاح السبب ,وحسن الاستماع للطرف الآخر, وقبول النتائج والإذعان للحق. وأكد أن المملكة تسعى دائما إلى إقامة اللقاءات الوطنية للحوار بين أبناء الوطن، كما تحرص على دعم وترسيخ الحوار البناء بين أبناء الشعوب المختلفة، وأضاف أن المملكة لها في هذا المجال أياد بيضاء أشاد بها البعيد قبل القريب، حيث قام الملك فهد بن عبد العزيز بإنشاء مركز الملك عبد العزيز للحوار الوطني، ليكون قناة فاعلة للتعبير المسئول، وصاحب الأثر الفاعل في نشر القيم الإنسانية، من خلال الحوار الوطني والإسهام في صياغة الخطاب الإسلامي الصحيح المبني على الوسطية والاعتدال داخل المملكة وخارجها من خلال الحوار البناء , ومعالجة القضايا الوطنية من اجتماعية وثقافية وسياسية واقتصادية وتربوية وغيرها وطرحها من خلال قنوات الحوار الفكري وآلياته. كما أكد أن المملكة رسخت مفهوم الحوار وسلوكياته في المجتمع ليصبح أسلوبا للحياة ومنهجا للتعامل مع مختلف القضايا ,وتوسيع المشاركة لأفراد المجتمع وفئاته في الحوار الوطني وتعزيز دور مؤسسات المجتمع المدني بما يحقق العدل والمساواة وحرية التعبير في إطار الشريعة الإسلامية .وتفعيل الحوار الوطني بالتنسيق مع المؤسسات ذات العلاقة , إلى جانب تعزيز قنوات الاتصال والحوار الفكري مع المؤسسات والأفراد في الخارج وبلورة رؤى إستراتيجية للحوار الوطني وضمان تفعيل مخرجاته. وأشاد في ختام كلمته بدور خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز بتأسيس مركز عالمي للحوار بين أبناء الثقافات المختلفة في فيينا، والذى يهدف إلى نشر القيم الإنسانية، وتعزيز التسامح والتعايش، والسعي إلى تحقيق الأمن والسلام والاستقرار لكافة شعوب العالم. من جانبه أوضح الأمير الدكتور بندر بن سلمان بن محمد مستشار خادم الحرمين الشريفين رئيس لجنة الدعوة في أفريقيا أن الدعاة والعلماء المشاركين في الملتقى يمثلون أكثر المناطق بأفريقيا ولهم الباع الطويل في الدعوة إلى الله عز وجل في بلدانهم. وأشار إلى انه قد أعد للدعاة لقاءات مع العلماء والمسؤولين والجامعات وزودوا بدورات في الحوار , مؤكدا اهتمام خادم الحرمين الشريفين بالدعوة إلى الله في أقطار الأرض كافة وخصوصا في أفريقيا.