دولة الإمارات العربية المتحدة

تنطلق الاثنين بدولة الإمارات العربية المتحدة فعاليات القمة الحكومية في دورتها الثالثة 2015 تحت شعار (استشراف حكومات المستقبل) وتستمر ثلاثة أيام لمناقشة الجيل الجديد من حكومات المستقبل، برعاية الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي.

وتعد هذه القمة الأكبر عالميا التي يشارك فيها ممثلون لحكومات 87 دولة لبحث حكومات المستقبل وأهم المتغيرات العالمية في مجال التطوير الحكومي ومستقبل الابتكار في الحكومات وخدمات التعليم والصحة والمدن الذكية.

وقال وزير شئون مجلس الوزراء الاماراتي رئيس اللجنة المنظمة للقمة الحكومية محمد عبدالله القرقـاوي "إن القمة الحكومية لعام 2015 ستكون مختلفة ومتجددة وثرية لمتابعة سمو الشيخ محمد بن راشد لكافة تفاصيل وترتيبات القمة بالإضافة إلى أن مشاركة الشيخ محمد بن زايد لأول مرة هذا العام متحدثا ستعطي بعداً وعمقاً لكل ما سيتم طرحه في هذه القمة، لأنهما أصحاب تجربة هي الأكثر نجاحا في العالم من ناحية تطوير المدن وإدارة الحكومات وتحريك المجتمعات وصناعة السياسات".

وأضاف إن "القمة هذا العام تضم تنوعا كبير من ناحية المتحدثين ومن ناحية عناوين الجلسات والفعاليات والمعارض المصاحبة وغيرها، والهدف هو تحقيق رؤية الشيخ محمد بن راشد بأن تكون القمة هي المنصة الأبرز عالميا في التطوير الحكومي وأن تكون دولة الإمارات مرجعا عالميا رئيسيا في هذا المجال، حيث يؤمن بأن أحد أهم مفاتيح تحقيق الاستقرار والخير والرفاهية للشعوب هو في تطوير أداء الحكومات، وأن تغيير السياسات أهم بكثير من تغيير الشخصيات، وأن القطاع الحكومي أولى بالبحث والتطوير وتحسين الممارسات من القطاع الخاص لأن الأمر يتعلق بسعادة الإنسان وتحقيق أحلامه عندما تعمل الحكومات على توفير البيئة المناسبة لذلك".

ويتكون جدول فعاليات القمة الحكومية من 50 جلسة وأكثر من 100 متحدث و3000 مشارك من 87 دولة لمناقشة مستقبل الابتكار في الحكومات وخدمات التعليم والصحة والمدن الذكية، وتقام القمة بالشراكة مع الأمم المتحدة والبنك الدولي والمنتدى الاقتصادي العالمي في دافوس ومنظمة التعاون الاقتصادي والتنمية.

وتضم قائمة المتحدثين من خارج الإمارات أكثر من 100 متحدث على رأسهم الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون ورئيس المنتدى الاقتصادي العالمي (دافوس) كلاوس شواب والملكة رانيا قرينة الملك عبدالله الثاني بن الحسين ملك الأردن بالإضافة لنائب رئيس الوزراء في كوريا الجنوبية والرئيس التنفيذي لشركة سامسونج وستيف ويزنياك الشريك المؤسس لشركة أبل وغيرهم من المتحدثين من الجامعات العالمية والمنظمات الدولية المتخصصة.

كما تضم فعاليات القمة جائزتين عالميتين ومتحفا للجيل القادم من حكومات المستقبل ومنصة هي الأكبر من نوعها للابتكار في القطاع الحكومي وجلسات لمتحدثين في مختلف القطاعات التعليمية والصحية والتكنولوجية والمدن الذكية والخدمات الحكومية والابتكار.

كما تستضيف القمة في إحدى جلساتها (واتسون) وهو الإنسان الآلي الأذكى عالميا والذي طورته شركة IBM، ويتحدى في قدرته أذكى العقول البشرية ويجيب على الأسئلة عبر قراءة 200 مليون صفحة.

وسيستعرض د. برنارد مايرسون، قدرات الحاسوب (واتسون) في معالجة اللغات وقدرته على التعلّم وإجراء التحليلات والمقارنات والإجابة على التساؤلات.

وسيحاول د. برنارد مايرسون الإجابة على السؤال: "هل من الممكن أن يتغلّب (واتسون) على الذكاء البشريّ، وهل يمكن استبدال الكوادر الطبية والتعليمية في الحكومات بأشباه السيد واتسون؟، بالإضافة لاجتماعات الطاولة المستديرة لمسئولي حكومات عربية ومنظمات دولية.

كما تستضيف القمة أكثر من 200 إعلامي لتغطية فعالياتها خلال الــ3 أيام والتي ستكون بمثابة تظاهرة حكومية عالمية تطويرية تستضيفها دولة الإمارات.

وستناقش القمة أيضاً عبر جلستين من جلساتها رحلة الإنسان في البحث عن السعادة .. حيث ستناقش مستشارة السعادة المؤسسيّة جن ليم في الجلسة الأولى كيف يمكن للمؤسسات تحقيق الاستدامة من خلال دمج نظريّة السعادة في نموذج العمل، وكيف يمكن أن تكون الوظيفة عاملا رئيسيا في تحقيق سعادة الفرد، فيما يشرح بروفيسور علم النفس في جامعة هارفرد وخبير في السعادة البروفيسور دانيال جيلبرت، في الجلسة الثانية منظوره العلميّ لمفهوم السعادة وآراءه حول قدرة الإنسان على صنع سعادته بنفسه، بدلاً من البحث الدؤوب عنها.

أيضا تضم القمة الحكومية جلسة حول كيف يمكن أن ترتقي الدول إلى مصاف الدول العظمى ، حيث يتحدث المتخصص في السياسات السيّد سايمن آنهولت عن نظريّته الخاصّة بالدول المتوسطة وكيفيّة تحوّل هذه الدول إلى بلدان عظمى عبر تعزيز قدرتها التنافسيّة وتوسيع نطاق انتشارها العالميّ.

كما تضم منصة الابتكار التي تأتي كفعالية رئيسية على هامش القمة عرض لأنواع الابتكار في الحكومات وكيفية النظر بطريقة مختلفة وموسعة لمفهوم الابتكار في الحكومات.

وتستضيف القمة أيضا طالب ثانوية عامة في إحدى الجلسات وهو أحد أهم أصحاب الاختراعات العلمية وهو في سن ال14 حيث اخترع جهازا لتحويل ثاني أكسيد الكربون لأكسجين ليتحدث عن أهم محفزات الابتكار في التعليم وتجربته الخاصة حول ذلك.

كما تحوي القمة أيضا جلسة حول كيفية الاستفادة من البيانات الضخمة التي توفرها شبكة الانترنت في استنتاج الرؤى المستقبليّة التي تغيّر نظرتنا إلى العالم من حولنا وتمكّن حكومات الدول من وضع السياسات المرتكزة على البيانات.

وستناقش القمة في إحدى جلساتها كيف يمكن للمدن المستقبليّة أن تستشعر كل ما يدور فيها؟ حيث سيتم طرح مفهوم المُدُن القائمة على أجهزة الاستشعار والأجهزة الإلكترونيّة والتي توفّر لسكّانها تجربة تفاعليّة ذكيّة وفوريّة يمكنها أن تغيّر أسلوب عيشهم ونظرتهم إلى البيئة التي يعيشون فيها.

كما ضمت على هامش القمة وفي اليوم الذي يسبق انطلاقة فعاليات يومها الأول جلسة طاولة مستديرة لمنظمة التعاون الاقتصادي والتنمية لمناقشة أهم المتغيرات المؤثرة على الجيل الجديد من الحكومات، بالإضافة إلى ذلك تنظم كلية محمد بن راشد للإدارة الحكومية بالتعاون مع كلية لي كوان يو للسياسات العامة جلسة نقاشية حول صياغة ما يسمى "بالسياسات الذكية" لخلق قطاع حكومي مبتكر.

وتتطرق الجلسة إلى دور المؤسسات الأكاديمية وكليات الإدارة الحكومية في دعم عملية اتخاذ القرار وترويج ثقافة الابتكار ضمن منظومة العمل الحكومي، ويشارك في هذه الجلسة ممثلين من 9 جامعات ومؤسسات أكاديمية عالمية مرموقة من سنغافورة ، ألمانيا ، الولايات المتحدة الأمريكية ، الصين ، استراليا ، المملكة المتحدة ودولة الإمارات العربية المتحدة.

كما تعقد على هامش القمة في يومها الأول جلسة لوزراء الخدمة المدنية بمشاركة إقليمية واسعة تضم فضلا عن البحرين عدة دول أخري مثل السعودية ومصر وقطر وعمان والأردن وماليزيا لمناقشة تطوير الموارد وزيادة كفاءة العمل الحكومي وتطوير مهارات وقدرات الكوادر الحكومية.

وتنظم جامعة الإمارات على هامش فعاليات اليوم الثالث للقمة ملتقى لرؤساء الجامعات الخليجية والعربية يتم فيه مناقشة الابتكار في التعليم العالي، والتطرق إلى أهم الممارسات العالمية في هذا المجال، بالإضافة إلى مواضيع تخص السياسات البحثية والاتجاهات الحديثة في مجال براءات الاختراع وآليات تحفيز الابتكار ضمن طلبة الجامعات والكليات، حيث تشارك في هذه الجلسة جامعات من مختلف دول الخليج إضافة إلى مصر والسودان والمملكة المغربية وجمهورية العراق.

وتمثل هذه القمة في دورتها الحالية الأكبر من نوعها في العالم والتي تجسد رؤى الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة لمستقبل الخدمات الحكومية التي ترتبط بشكل رئيسي باحتياجات المتعاملين الحالية والمستقبلية وسبل الاستفادة من التكنولوجيا والخدمات الذكية وتعزيز الشراكة بين الحكومة والقطاع الخاص لتحقيق الريادة في تقديم الخدمات الحكومية والوصول من خلالها إلى إسعاد المواطنين وتلبية احتياجاتهم وصولا إلى تحقيق (رؤية الإمارات 2021).

وتهدف القمة الحكومية إلى تحقيق السعادة لمجتمع الإمارات من خلال العمل على تطوير التعليم وتحقيق العدالة للجميع وخلق الوظائف للشباب بالإضافة إلى تطوير البنية التحتية الشاملة.

نقلا عن "سبأ"