معارضون مسلحون في حلب

تقترب القوات النظامية السورية من فك الحصار عن سجن حلب المركزي الذي يفرضه مقاتلو المعارضة منذ حوالى سنة، بحسب ما ذكر المرصد السوري لحقوق الانسان والاعلام الرسمي السوري الاربعاء. وقال المرصد ان المعارك المتواصلة منذ الامس في محيط السجن ادت الى مقتل 50 مقاتلا معارضا على الاقل، مشيرا الى ان هذا التقدم يتيح للنظام قطع طريق امداد اساسي لمقاتلي المعارضة في شمال شرق حلب، بين الاحياء التي يسيطرون عليها والحدود التركية. وقال المرصد "تدور اشتباكات عنيفة بين قوات النظام مدعمة بقوات الدفاع الوطني ومسلحين من جنسيات عربية ومقاتلي حزب الله اللبناني من جهة ومقاتلي جبهة النصرة وكتائب اسلامية من جهة أخرى في محيط تلة حيلان ومحيط محطة الكهرباء الرئيسية في منطقة الشيخ نجار التي تبعد عن سجن حلب المركزي نحو كيلومتر واحد". وكانت القوات النظامية والمسلحون الموالون لها سيطروا على هذه المناطق ليل امس بعد "عملية التفاف وتمويه"، بحسب مدير المرصد رامي عبد الرحمن. وتمكنوا، بمساندة من قوات حماية السجن، من تضييق رقعة المعارك. وبعد ظهر الاربعاء، قال المرصد ان المعارك في محيط السجن ومنطقتي الشيخ نجار والبريج المجاورتين ادت الى مقتل 50 مقاتلا معارضا على الاقل. وتحدث عن سقوط قتلى في صفوف القوات النظامية والمسلحين الموالين لها، من دون ان يقدم حصيلة لذلك. ونقلت وكالة الانباء الرسمية السورية (سانا) من جهتها عن مصدر عسكري ان "وحدات من الجيش والقوات المسلحة أحكمت سيطرتها على بلدة حيلان المجاورة لسجن حلب المركزي وتتابع تقدمها بنجاح باتجاه المناطق المحيطة بالسجن بعد ان احكمت الطوق عليه". واضافت ان القوات النظامية "كبدت الارهابيين خسائر كبيرة في العديد والعتاد". وتحاصر مجموعات من المعارضة المسلحة بينها جبهة النصرة منذ اكثر من سنة السجن، معلنة انها تريد "تحريره". ويحول الحصار دون دخول مواد غذائية بشكل منتظم، ما تسبب بحالات وفاة عديدة بين السجناء نتيجة النقص في الادوية والمواد الغذائية وادوات النظافة الشخصية. واقتحم المقاتلون اسوار السجن مرارا، الا ان القوات النظامية كانت تستعيد السيطرة في كل مرة. ويقع السجن شمال مدينة حلب التي تتوزع السيطرة بين احيائها بين القوات النظامية والمعارضة المسلحة. وتقع منطقة الشيخ نجار التي تشن القوات النظامية الهجوم انطلاقا منها الى الشمال الشرقي من المدينة، وكانت لفترة في عهدة مقاتلي المعارضة. واعتبر عبد الرحمن ان نجاح النظام في طرد مقاتلي المعارضة من محيط السجن وفك الحصار "سيشكل نصرا استراتيجيا له"، يمكنه من "قطع طريق امداد رئيسية للمقاتلين من شمال شرق حلب حتى الحدود التركية". وقال الناشط محمد وسام لوكالة فرانس برس عبر الانترنت، ان هذه الطريق "هي الوحيدة التي تصل الاحياء المحررة في حلب بالريف الشمالي". واشار الى ان المقاتلين نسفوا مبنى مستشفى الكندي الواقع على تلة في شمال حلب، والذي كانوا سيطروا عليه في كانون الاول/ديسبمر، موضحا ان نسف المبنى المرتفع جاء تحسبا من احتمال سيطرة النظام عليه "ما يتيح له رصد طريق امداد الثوار". في محافظة الحسكة (شمال شرق)، تدور معارك عنيفة منذ الثلاثاء بين قوات الامن الداخلي الكردية (الاسايش) ومقاتلي وحدات حماية الشعب الكردي من جهة، وعناصر الدفاع الوطني ومسلحين من عشائر موالية للنظام في مدينة الحسكة، بحسب المرصد. وادت المعارك الى مقتل اربعة عناصر من المسلحين الاكراد، وثمانية من الدفاع الوطني، واربعة مدنيين، بحسب المرصد. وافاد المرصد بعد ظهر الاربعاء عن تقدم للعناصر الاكراد في المدينة. في محافظة دير الزور (شرق) الحدودية مع العراق، سيطر تنظيم "الدولة الاسلامية في العراق والشام" على منطقة الشولا جنوب مدينة دير الزور، بحسب المرصد. كما قتل خمسة عناصر من "الدولة الاسلامية" في هجوم على حاجز لهم في قرية التوامية في ريف دير الزور الشرقي، بحسب المرصد. ويأتي ذلك في اطار المعارك المتواصلة لاكثر من اسبوعين بين "الدولة الإسلامية" من جهة، وجبهة النصرة وكتائب اسلامية معارضة من جهة اخرى. وافاد ناشطون ومقاتلون والمرصد ان تنظيم "داعش" يحاول توسيع رقعة سيطرته من محافظة الرقة (شمال) في اتجاه الحدود العراقية. وفي جنوب البلاد، تواصل القوات النظامية حملتها العسكرية التي بدأتها الاسبوع الماضي في ريف درعا لاستعادة تلال سيطر عليها المقاتلون. وافاد المرصد عن تعرض مدينة نوى وبلدة طفس لقصف جوي الاربعاء. وافادت سانا ان القوات النظامية "تحرز تقدما مدروسا في مدينة نوى". وفي دمشق، افادت سانا عن جرح تسعة اشخاص في سقوط قذائف هاون على بعض احياء العاصمة، لا سيما حي المزرعة حيث السفارة الروسية. وقالت وكالة "ريا نوفوستي" الروسية ان احدى القذائف سقطت على مقربة من السور الخارجي للسفارة التي لم يصب اي من العاملين فيها بأذى. أ ف ب