اللواء الركن محمد ناصر احمد

نجا وزير الدفاع اليمني اللواء الركن محمد ناصر احمد مع مسؤولين عسكريين وامنيين آخرين الجمعة من كمين نصبه مقاتلو القاعدة في جنوب البلاد حيث يتابع الجيش حملته الواسعة ضد التنظيم المتطرف. وفي صنعاء، اصيب 11 شرطيا من قوة خاصة بحماية المنشآت وكبار الشخصيات في انفجار عبوة استهدف حافلة كانت تقلهم، فيما قتلت قوات الامن شخصا قالت انه قيادي "خطير" في القاعدة، بحسب مصادر امنية ورسمية. وذكر المصدر العسكري لوكالة فرانس برس ان مسلحين من القاعدة هاجموا موكب الوزير اليمني الذي كان يضم ايضا رئيس المخابرات اللواء علي حسن الاحمدي ورئيس الشرطة العسكرية اللواء عوض مجور العولقي، بينما كان عائدا من محافظة ابين الى محافظة شبوة بدون ان يسفر ذلك عن ضحايا في صفوف من كانوا في الموكب. وقال المصدر ان مسلحي القاعدة فتحوا النار على الموكب بينما كان عائدا من منطقة المحفد في محافظة ابين الجنوبية "حيث تفقد المسؤولون العمليات التي تسير بنجاح هناك"، الى محافظة شبوة المجاورة التي احكم الجيش السيطرة على معظم معاقل القاعدة فيها. وذكر المسؤول العسكري ان اشتباكات اندلعت في مكان الكمين واستمرت 15 دقيقة دون ان يسفر ذلك عن سقوط ضحايا في صفوف اعضاء الموكب العسكري، فيما قتل ثلاثة من المهاجمين. وفي صنعاء، صرح مصدر امني مسؤول لوكالة فرانس برس ان احد عشر شرطيا من قوة حماية المنشآت وكبار الشخصيات اصيبوا الجمعة في انفجار حافلة كانت تقلهم في حي يضم السفارتين البريطانية والقطرية في شرق العاصمة اليمنية. وذكر المصدر ان الانفجار الذي يتزامن مع استمرار الحملة العسكرية ضد القاعدة اسفر عن اصابة 11 عنصرا بجروح بينهم ستة اصابتهم خطيرة. وقال المصدر ان الانفجار الذي تبين ان مصدره عبوة مزروعة في الطريق، وقع عند مرور الحافلة في حي نقم في شرق صنعاء قادمة من فندق موفنبيك الذي يحتضن عموما اجتماعات لكبار الشخصيات. وكانت السلطات اليمنية شددت التدابير الامنية في صنعاء تخوفا من حصول هجمات تشنها القاعدة انتقاما للحملة التي يتابعها الجيش ضدها في الجنوب،. واعلنت السفارة الاميركية اغلاق ابوابها فجر الخميس حتى اشعار آحر. واطلق الجيش في 29 نيسان/ابريل حملة عسكرية برية ضد القاعدة في محافظتي شبوة وابين بهدف طرد المقاتلين من معاقلهم. وتوسعت العمليات لتشمل محافظة البيضاء ايضا جنوب صنعاء. واكدت مصادر محلية في البيضاء ان ستة عناصر من القاعدة قتلوا الجمعة في اشتباكات مع الجيش في منطقة حيكل في البيضاء. وتمكن الجيش الخميس من السيطرة على مدينة عزان التي كانت تعد معقل القاعدة في شبوة، وذلك دون مقاومة من مقاتلي التنظيم. وذكرت مصادر محلية ان مقاتلي القاعدة فروا الى جبال الكور الواقعة بين ابين وشبوة، فيما افادت مصادر محلية اخرى الى تسلل مقاتلي القاعدة من شبوة شمالا الى مأرب في وسط البلاد، ومن ابين الى البيضاء شمالا ايضا. وفي سياق متصل، اعلنت السلطات الجمعة مقتل سعودي وخبير متفجرات داغستاني (روسي) من تنظيم القاعدة كما اكدت القبض على عنصرين فرنسيين من اصل تونسي  ينتميان الى خلية للتنظيم في حضرموت (جنوب شرق) وكانا يحاولان الفرار من خلال احد المطارات. وقالت وكالة الانباء الرسمية ان الفرنسيين هما مراد عبدالله عباد وطه العيساوي، وكلاهما من مواليد 1982. وتوعد وزير الدفاع اليمني المتواجد منذ ايام في الجنوب للاشراف على الحملة، في تصريحات نشرت الجمعة في صحيفة عكاظ السعودية بمتابعة الحملة وب"كسر شوكة" مقاتلي القاعدة التي قال ان نهايتها "محتمة". وذكر الوزير ان "الوحدات العسكرية والأمنية ورجال اللجان الشعبية (الذين يقاتلون الى جانب القوات الحكومية) في شبوة وأبين والبيضاء يواصلون اجتثاث العناصر المتهاوية لتنظيم القاعدة بعد أن كانت قد تسللت إلى مناطق مختلفة من تلك المحافظات في فترة سابقة". واكد الوزير "سيطرة الجيش والأمن على غالبية مناطق المحافظات الثلاث التي كانت تتواجد فيها القاعدة". وشدد الوزير على "استمرار الضربات المكثفة ضد القاعدة" منوها الى "ضرورة مواجهة العناصر التي امتهنت الموت والخراب بالصرامة والشدة" اذ ان "الشعب اليمني يرفض مثل هذه الثقافة المدمرة للمجتمعات" على حد قوله. وخلص الى القول ان "اليمن وقيادته السياسية والعسكرية مستوعبة تماما حجم ومخاطر الإرهاب القاعدي، ومستوعبة أن سياسات المواجهة معه ومع وسائله وذرائعه الإجرامية تحتاج إلى نفس طويل وحشد قدرات وموارد وإمكانات كل فئات المجتمع". وليل الخميس الجمعة، اعلنت اللجنة الامنية العليا مقتل شايف محمد سعيد الشبواني، وهو احد قادة تنظيم القاعدة في اليمن ويشتبه بتورطه في اعتداءات وخطف اجانب، وذلك في تبادل لاطلاق النار مع قوات الامن في صنعاء ليل الخميس الجمعة. واوضح متحدث باسم اللجنة الامنية العليا في بيان نشرته وكالة الانباء اليمنية ان الشبواني هو "احد اخطر عناصر تنظيم القاعدة الارهابي وهو مطلوب امنيا واحد العناصر القيادية التي تقوم بالتخطيط والمشاركة في عمليات خطف واغتيالات في العاصمة طالت رجال امن وعدد من الرعايا الاجانب". واضاف المتحدث ان قوات الامن تعقبت الشبواني مساء الخميس وحاولت توقيفه في الشارع 45 بالقرب من دار الرئاسة بجنوب صنعاء الا انه فتح النار على الشرطة التي ردت عليه و"نتج عن ذلك مصرعه ومصرع شخص آخر كان برفقته". وقال مصدر في الشرطة لوكالة فرانس برس ان قوات الامن اوقفت ثلاثة اشخاص اخرين كانوا على متن السيارة مع الشبواني، موضحا ان اثنين منهم اصيبا بجروح خلال عملية المطاردة. من جهة اخرى، افاد مصدر امني ان سفارة السعودية في صنعاء تعرضت مساء الخميس لاطلاق نار. وقال المصدر لوكالة فرانس برس رافضا الكشف عن هويته "اطلق مسلحون على متن سيارة النار باتجاه حراس السفارة السعودية قبل ان يلوذوا بالفرار". واضاف ان الهجوم لم يؤد الى ضحايا. "أ.ف.ب"