الألم سببه ازدياد سماكة العصب


أوضح استشاري طب جراحة العظام والمفاصل الدكتور عدنان البرش أن متلازمة النفق الرسغي هي مرض منتشر بشكل كبير في قطاع غزة خاصة بين النساء بشكل أكبر من الرجال، مبيّنًا أنه عبارة عن ضغط  على العصب المتوسط الذي يمر في النفق الموجود بالرسغ .

ولفت الدكتور البرش، في حديثه مع "فلسطين اليوم"،إلى أن سبب تسميته بمتلازمة النفق الرسغي، هو أن تجويف الرسغ يشبه النفق بشكل كبير، إذ أن أرضيته تتكون من عظام الرسغ، أما سقفه فيتكون من نسيج يربط العظام بالغضاريف، والعصب المتوسط الذي يمر بهذا النفق يغذي الإبهام والسبابة والإصبع الوسطى، كما يغذي إصبع الخنصر تغذية حسية.

وأضاف أن العصب الموجود في نفق الرسغ يزداد سماكة، ما يؤدي إلى زيادة الضغط عليه داخل نفق الرسغ، فيؤدي إلى شعور الإنسان بألم في أصابعه الأربعة، وألم في راحة اليد.

وأشار الدكتور البرش إلى أن الأعراض تبدأ في الرسغ، ثم تمتد لليد، فيبدأ المصاب بالعشور بألم وخذلان في يده فضلًا عن التنميل، منوهًا إلى أن الألم الذي تسببه متلازمة النفق الرسغي لا تتجاوز الساعد، موضحًا أن الألم يزداد في ساعات الليل أكثر من النهار.

وتابع استشاري طب جراحة العظام والمفاصل: "بعض الحالات التي تصاب بهذا المرض تصبح غير قادرة على التقاط الأشياء باليد، كما أن اليد تصبح غير قادرة على مسك الأشياء، وبالتالي تسبب سقوطها، وأحيانًا لا يستطيع المصاب بمتلازمة الرسغ النفقي إقفال أزرار قميصه من شدة الألم".

ثم أردف البرش متحدثًا عن أسباب هذا المرض، مشيرًا إلى أن "السبب الرئيس هو ازدياد سماكة العصب داخل النفق الرسغي، وتورم الأنسجة والعظام المحيطة بالنفق، وكذلك الخلل في وظائف الغدد الصماء كخمول الغدة الدرقية ، والضربات المتكررة للرسغ، والحركة غير الصحيحة له التي ينتج عنها إجهاد له، كما الزيادة المفرطة في الوزن، وكلها تعتبر أسبابًا تؤدي للإصابة بمرض متلازمة النفق الرسغي".

ونوه البرش لوجود أمراض لها أعراض مشابهة لأعراض متلازمة النفق الرسغي مثل أمراض السكري.

ولفت إلى أن علاج متلازمة النفق الرسغي يأخذ فترة طويلة ومنها استخدام ضاغط حول الرسغ للتقليل من حركته، أو من خلال علاج العصب بالموجات الصوتية، والعلاج الطبيعي واستخدام بعض الأدوية مثل الكورتيزون كحقنة موضعية من وقت لأخر.

وأضاف: "كذلك يمكن استخدام بعض الأدوية المضادة للالتهاب، أما التدخل الجراحي فيعتبر الحل النهائي ويعطي أحسن النتائج، إذ أن التدخل الجراحي يعمل على علاج الوتر المسبب للتضييق، فيتم قص جزء منه لتوسيع النفق ورفع سبب التضييق المسبب لألم الرسغ".

أما عن طرق الوقاية، فأكد على أن المحافظة على الحركة الصحيحة للرسغ هي أهم سبل الوقاية للذين تعتمد أعمالهم على حركة الرسغ مثل الطباعة والخياطة والحياكة، والنساء أيضًا عند قيامهم بأعمالهن المنزلية، ناصحًا بضرورة راحة الرسغ والعمل على عدم تعرضه للإجهاد حتى لا يضغط على العصب الرسغي.