خبيرة التنمية البشرية والمعالجة النفسية زينب مهدي

كشفت خبيرة التنمية البشرية والمعالجة النفسية زينب مهدي عن أن الحب والعاطفة الزائدة للأبناء خطر يهدد بناءهم النفسي. 

وأوضحت الخبيرة، في حوار مع "مصر اليوم"، أن كثيرًا من الأمهات والآباء أيضاً، يحبون أبناءهم حبًا زائدًا وبشكل ملحوظ، و يعتقدون أن حبهم لأبنائهم هو شئ محبذ ومرغوب فيه، ولكن الحقيقة هي ليست كذلك. فالحب شئ جميل وخاصة مع أولادنا، ولا بد أن يشعروا بحبنا لهم، ولكن عندما يزيد هذا الحب عن الحد المطلوب، سوف يمثل خطرًا على البناء النفسي لهم، ويعرضهم للعديد من الأخطار النفسية التي لم يتنبه لها الوالدانبأن    الحب الزائد للأولاد في سن صغيرة، يؤدي إلي تنشئة أطفال لديهم العديد من الأزمات، مثل  انعدام الثقة بالنفس لأن الحب الزائد من الأبوين لأولادهم، ينتج عنه الخوف الزائد عليهم، وبالتالي سوف يقومون بحماية أولادهم حماية زائدة وعدم تعريضهم للعالم الخارجي خوفًا عليهم من أي مؤثرات خارجية".

كما أكدت أن: "هذا شئ خطير يهدد البناء النفسي للطفل لأن تلك الحماية الزائدة والخوف الزائد على الاطفال هي أخطر أنواع التنشئة الأسرية الخاطئة والسلبية، التي تُنشيء شبابًا مذبذبًا وغير قادر على تحمل المسؤولية، ويعاني من الاعتمادية بشكل كبير، وعدم القدرة على أخذ قرارات صائبة ومفيدة في المشكلات التي تواجه حياتهم، فلا بد أن  يتمتع الطفل في سن صغيرة بدرجة كبيرة من الاستقلالية والتعرض للعالم الخارجي، حتى يكتسب العديد من مهارات التواصل التي تساعده فيما بعد على بدء حياة نفسية سليمة. ولا بد من النظر إلى البناء النفسي للطفل لأنه يتحكم في تكوين شخصيته. فلو تم تكوين بناء نفسي سليم سوف يكون شخصًا سويًا نفسياً، ولو فشل الوالدين في ذلك، سوف يشكل ذلك خطرًا على البناء النفسي للطفل، وسوف نتنبأ للطفل بحياة اجتماعية ونفسية غير سوية.

وحثت المعالجة النفسية زينب مهدي الأهل على وجوب عدم التفريط في العاطفة تجاه الأبناء، "وأن تكون الوسطية هي عنوان تعاملنا مع الطفل في كل شئ".