الدكتورة شريفة أبوالفتوح

ربطت استشاري التغذية الشاملة، الدكتورة شريفة أبوالفتوح بين الغذاء السليم للطفل وبين تذكره الجيد لدروسه أثناء فترة الاختبار.

وأكدت أبوالفتوح، في حوار مع "مصر اليوم"، وجود شكاوى مستمرة من الفقدان الجزئي للذاكرة لاسيما في هذا الوقت من العام، والذي يعتبر من أهم الفترات في حياة الطلبة والآباء أيضًا، إذ أن الأبناء يحتاجون ذاكرتهم وانتباههم لاجتياز فترة الاختبارات بسلام وكذلك الآباء يحتاجون الطاقة والذاكرة لمعاونة أبنائهم.

وأوضحت أن العامل الغذائي قد يكون له دور كبير في هذا الموضوع، إذ أن من أسباب اضطرابات الذاكرة نقص المواد الغذائية اللازمة للمخ والدم، فهو مصدر الحياة للجسم كما أنه يغذي كل خلية في أجسامنا وهنا يجب فهم بعض المعلومات المتعلقة بالغذاء في جسم الإنسان، ويحاط المخ بغشاءٍ واقٍ يسمى الحاجز ما بين الدم والمخ، هذا الغشاء يسمح فقط لمواد معينة بالمرور من الدم داخل المخ، لذلك إذا كان الدم ممتلئًا بالدهون سواءً كوليسترول أو دهون ثلاثية فإن كمية الدم الغني بالغذاء يقل مرورها عبر هذا الحاجز ومع مرور الوقت يصاب المخ بسوء التغذية.

وأشارت أبوالفتوح إلى أن عمل المخ يعتمد على بعض المواد الكيميائية التي تسمى "الناقلات العصبية"، التي تعمل على المفاتيح الكهربائية في المخ فإذا انخفضت في المخ أو انخفضت المواد الغذائية التي تكونها، يبدأ المخ في فقد القدرة على استدعاء المعلومة، وقد يمثل نقص فيتامين "باء" المركب والأحماض الأمينية سببًا لنقص الذاكرة لدى بعض الأشخاص، كما أن انخفاض سكر الدم أيضًا له دور مهم في فقد الذاكرة؛ لأن المخ يعمل بكفاءة حال ثبات نسبة الجلوكوز في الدم.

وأبرزت وجود بعض الأعشاب التي تستخدم بأمان وتفيد الذاكرة ومتوافرة في المحال التجارية مثل الجنكة، وهي متاحة على هيئة كبسولات أو نقاط توضع تحت اللسان، والينسون والجنسنغ وإكليل الجبل أو "الروزماري"، وأيضًا هناك بعض الأغذية المناسبة للذاكرة مثل الخميرة البيرة، والبيض، والسمك، والمكسرات، والبقول، والحبوب، مع تجنب السكريات المكررة فهي تعطل المخ، ويجب أيضًا ممارسة هذا التمرين وهو وقف النفس لمدة 30 ثانية كل ساعة لمدة شهر فهذا من شأنه أن يزيد اليقظة.

ونصحت أبوالفتوح وضع نظام صحي للمراهقين خلال أيام الدراسة، إذ أنهم يحتاجون كميات إضافية من الأطعمة، لاسيما وأن ظروفهم والتزاماتهم المدرسية قد تجبرهم على تناول الكثير من الوجبات خارج المنزل، لذلك فإنه إلى جانب تعليمهم اختيار الأطعمة الصحية من المتاجر يجب توفير الغذاء الصحي المفيد لهم خلال وجودهم في المنزل، وتوفير مجموعة متنوعة من الوجبات الخفيفة والصحية، وبداية الأشخاص أو الأبناء الذين لا يتناولون وجبة الإفطار يبدأون يومهم بإحساس بالكسل والخمول، فيجب أن يكون الإفطار متوازنًا أي يحتوي العناصرالغذائية المتنوعة.

وأعطت استشاري التغذية الشاملة مثالًا على ذلك بوجبة بليلة أو كورن فليكس يضاف إليه بعض الفواكه والمكسرات، وبعد ذلك يجب تناول وجبة خفيفة بعد ساعة، يفضل أن تكون كوبًا من الزبادي مع العسل، وبعد ساعتين تناول بعض الفاكهة السهلة، ثم يأتي وقت الغداء والذي لابد أن يكون مكونًا من العناصر المهمة مثل قطعة بروتين صغيرة أو كوب من العدس أو الحمص أو البطاطس وسلطة خضراء، ويصاحب هذه الوجبة كوبًا من عصير البرتقال.

وأضافت: تأتي فترة بعد الظهر "وقت المذاكرة" وهي الأهم في اليوم، والسناك الأول من بعد الوجبة الرئيسية بـ3 ساعات على الأقل يمكن أن يشتمل على وجبة زبادي بالردة أو قطعة حلوى صغيرة وأكثر المواد لازمة في هذا الوقت من العام هو البروتين والفاكهة ولاسيما البلح والتمر، ومن الممكن تناوله حال الجوع، كذلك المكسرات مثل السوداني والزبيب والفشار والجيلي والزبادي.

واختتمت أبوالفتوح بوجبة العشاء والتي قد تكون عبارة عن قطعة بروتين خفيفة مثل التونة أو البيض مع السلاطة والزبادي و4/1 رغيف فهذا من شأنه أن يجعل الطالب يكمل مذاكرته بتركيز أعلى، والنصيحة الأبرز للأمهات هي الحرص على تناول الأسماك من 3 إلى 4 مرات أسبوعيًّا وذلك لما تتمتع به من فيتامينات ومعادن كثيرة تساعد على التركيز والتذكُّر.