عمان ـ إيمان يوسف
أكدت الدكتورة رويدة عقدة ، إخصائية الصحة العامة ، أن العلاج الروحاني يركز على حقيقة مهمة لايستطيع أحد تجاهلها أو إنكارها ، وهي طبيعة تركيب الإنسان الثلاثية "الجسد والعقل والروح".
وأضافت عقدة أن الطب الحقيقي لا يقتصر على فحص المريض وكتابة الدواء له فهو أعمق بكثير ، موضحة أن الطب يعني التعامل مع الإنسان بشكل شمولي ، حيث يوازن بين الجسد والعقل والروح، فإن العلاج الروحاني هو اتجاه طبي شمولي يبحث في أسباب الصحة أكثر من البحث في أسباب المرض.
وأشارت إخصائية الصحة العامة إلى أن أصحاب هذا الاتجاه في العلاج يؤمنون بأن عوامل الصحة كامنة في الإنسان المريض ذاته ، وفِي محيطه البيئي ، كما أن محاربة المرض ماديًا من خلال الأدوية غير كافية للتخلص من المرض والشفاء منه ، كما أن كل إنسان في هذا العالم يولد لديه القدرة على التكيف مع المستجدات التي تطرأ على جسدنا وحياتنا.
وشددت عقدة على أنه مع مرور الزمن يمكن أن نفقد هذه الطاقة
الطاقه العلاجية الذاتية باكتساب عادات خاطئة في الأكل والشرب والفكر والتعرض لمزيد من الضغوط النفسية ، وبتفعيل الذكاء الروحاني نستطيع أن نفعل قدراتنا الداخلية ، وبذلك نستطيع التكيف مع المستجدات كافة والتغلب على الأمراض والظروف الصعبة ، بدون استخدام الأدوية الكيميائية التي تتسبب في العديد من الأثار الجانبية وتضعف المناعة الداخلية.
وبينت عقدة أن الذكاء الروحاني يقوم على التوازن بين العقل والجسد والروح ، حيث يؤدي ذلك التوازن إلى الرضا والسعادة ، وهو أسلوب حياة شمولي يركز على الإيجابية ونظرة التفاؤل للحياة ، كما يساعد علي تفعيل القوى الداخلية من فكر وعقل وشعور ، للتغلب والسيطرة على الأحداث الصعبه في حياة الانسان من مرض أو فقدان عزيز أو عجز.
وتابعت عقدة "الذكاء الروحاني يفتح القلب وينير العقل ويلهم الروح ويجعل الإنسان قادرًا على تفعيل قدراته الداخلية لحل المشكلات التي تواجهه ، ويصبح أكثر إدراكًا للصورة الكاملة لأنفسنا وللكون ولغايتنا وأهدافنا وإلى أن نصل في المحصلة النهائية إلى حالة من السلام الداخلي والطمأنينه والرضا والسعادة والسمو بالذات ، حيث أن الذكاء الروحاني هو أن تكون لديك مجموعة من القيم وتكون حياتك منسجمة وتكرسها لتحقيق هذه القيم ، كما أن الذكاء الروحاني هو التصالح مع الذات والشعور بالامتنان والتسامح لكل الكون بما فيه أخيه الإنسان".
وقالت عقدة "ربما نصادف إنسان ليس لديه أي نوع من مقدرات السعادة المادية ولكنه لديه الرضا ومقدرات السعادة المعنوية ، حيث يوجد عنده انسجام بين ما يفكر به ويقوله ويفعله وهو متصالح مع نفسه ، بينما نصادف شخص لديه مقدرات السعادة المادية من مال وقوة وجاه ومنصب، لكنه غير سعيد في حياته ، لأنه يوجد عنده صراع داخلي وحياته ليست على تناغم ودائمًا عنده شعور بالغضب والذنب وغير راضِ على حياته وغير مسيطر عليها ، كما أن الإنسان الروحاني عنده حالة من السلام الداخلي، ولديه دور ومعنى في هذه الحياة".
وأ دفت عقدة "الإنسان الروحاني لديه هدف كبير ودور مهم في أن يترك بصمة في هذه الحياة ، عنده طاقة عجيبة رائعة وقدرة عن التعبير عن مشاعره وانسجام بين مايفكر به وسلوكه اليومي".