بيروت : غنوة دريان
أكد رئيس الجمعية اللبنانية لمكافحة سرطان الثدي، الدكتور ناجي الصغير، أنه في حال إصابتكِ بسرطان الثدي لا تفزعي، فهناك احتمال أن تكوني مصابة بالنوع الحميد منه، قائلًا "ربما تكوني قد لاحظتِ أثناء إجراء الفحص المنزلي الذاتي للثدي أن هناك كتلة صلبة داخل ثديكِ، على الرغم من أن مثل هذا الاكتشاف قد يكون مفزعًا بالنسبة لكِ سيدتي، إلا أن الأطباء والمختصين يؤكدون أنه ليس كل أورام الثدي خبيثة، ومع ذلك يتوجب عليكِ التوجه فورًا للطبيب في حالة اكتشافكِ وجود كتلة من هذا النوع داخل الثدي، إذ أنه من الصعب عليكِ أن تفرقي بين أنواعه دون تدخل طبي وإجراء الإشاعات والفحوصات اللازمة، والتي من ضمنها استخراج جزء من نسيج الورم وفحصها ميكروسكوبيًا للتأكد من هويتها".
وكشف الدكتور الصغير، في حديث خاص لـ"مصر اليوم"، أن على المرأة ألا تجعل الخوف والقلق يمنعها من اتخاذ القرارات السليمة، حيث إن كل أورام الثدي يمكن علاجها، ولا سيما في المراحل المبكرة من اكتشاف المرض، موضحًا أن حويصلة الثدي عبارة عن كيس ممتلئ بالسوائل، وتعد أحد أكثر المشاكل شيوعًا لدى السيدات فوق سن الأربعين بعد انقطاع الدورة الشهرية، وعادة ما تكون حميدة وغير مؤذية، وفي حالات نادرة للغاية تكون مرتبطة بنمو سرطاني في نسيج الثدي، الجدير بالتذكير أنها يمكن أيضًا أن تحدث للنساء في أي عمر دون شرط تجاوزهن سن الأربعين.
وبيَّن الصغير، أنه يمكن التعرف على حويصلة الثدي بالضغط عليها، حيث تعطي إحساس البالون الممتلئ بالسائل، يمكنها أيضًا الانتقال داخل الثدي ويتغير حجمها بحسب مواعيد الدورة الشهرية، محذرًا من أنها تسبب الألم في حالة كانت كبيرة الحجم، حيث تضغط على الأنسجة المحيطة بها، وغالبًا ما يكون ذلك قبيل بدء العادة الشهرية، ويتم تشخيصها عبر إجراء أشعة بالموجات فوق الصوتية، وفي بعض الأحيان يطلب الطبيب فحص عينة من السائل داخل الحويصلة.
أما بالنسبة للورم الليفي، فأشار الصغير إلى أنه نوع من الأورام الحميدة التي تصيب النساء في العشرينيات والثلاثينيات في الغالب، لكنه قد يصيب النساء في أي فئة عمرية، وعلى الرغم من كون الأورام الليفية من الأورام الحميدة، إلا أنها ترفع من مخاطر الإصابة بالأورام السرطانية على المدى الطويل، ويمكن التعرف عليها بالإحساس بها ككتلة أثناء فحص الثدي المنزلي، حيث تتحرك من مكانها بالضغط عليها.
وأبرز الصغير، أن اللأورام الليفية، تتواجد غالبًا في المنطقة القريبة من سطح الجلد، ويمكن الإحساس بها بسهولة إلا في حالة صغر حجمها، ويمكن تشخيصها عبر الأشعة الخاصة بفحص الثدي الميموغرام، ويتم تأكيد التشخيص عبر إجراء خزعة من الورم الليفي وفحصها، ويقوم الطبيب بعمل جراحة لإزالة الورم للتأكد من عدم وجود أورم سرطانية معه، في حالة وجودها يتم علاجها في بدايتها.
وفيما يتعلق بأورام الثدي السرطانية، لفت الصغير إلى أنه يمكن التعرف عليها بشكلها غير المنتظم بعكس الأورام الحميدة التي تكون عادة كروية منتظمة، كما تكون صلبة للغاية كقطعة من الجزر النيء وهي غالبًا لا تتحرك من موقعها بالضغط عليها، ويصعب التأكد من ثباتها بالفحص المنزلي بسبب تحرك الأنسجة المحيطة بها، مضيفًا أن أغلب أنواع أورام الثدي السرطانية تكون غير مؤلمة، حيث يتواجد الورم بالقرب من الجلد أو بأعماق الثدي على مقربة من منطقة الصدر وأحيانًا يكون جهة الذراع.
وبشأن تشخيص وعلاج سرطان الثدي، أظهر الصغير، أنه يتم إجراء فحص الميموغرام للثدي كما يتم فحص الورم بشكل يدوي من قبل الطبيب، وفي بعض الأحيان يتم فحص الورم بالموجات فوق الصوتية وكذلك بأشعة الرنين المغناطيسي، ويعد فحص الخزعة من أهم الفحوصات التي تؤكد أن الورم هو من النوع السرطاني.
ونوه الصغير، أن علاج أورام الثدي السرطانية يعتمد على المرحلة التي تم اكتشافها فيها، ويتضمن العلاج، العلاج الكيماوي أو الإشعاعي أو الهرموني والعلاجات الموجهة، أحيانًا يكون استئصال الثدي هو الحل الوحيد، والأمر الذي يجب إدراكه هو أن فحص الخزعة معمليًا يعد الكلمة الفصل فيما إذا كان ورم الثدي من النوع الخبيث أو الحميد، غير أن بعض الأورام الحميدة تكون دليلًا على أن السيدة معرضة بشكل كبير للإصابة بأورام الثدي الخبيثة مستقبلًا، وهنا تأتي أهمية الكشف المبكر لسرطان الثدي .