القاهرة - شيماء مكاوي
كشف الدكتور مجدي بدران، عضو الجمعية المصرية للحساسية والمناعة واستشاري الأطفال وزميل كلية الدراسات العليا للطفولة في جامعة عين شمس، أن حساسية الطعام آمنة في متلازمة داون.
وقال مجدي بدران، خلال حوار له مع "العرب اليوم": "خصصت الأمم المتحدة 21 مارس/ آذار من كل عام كيوم عالمي لمتلازمة داون، وتم اعتماد هذا اليوم رسميا من قبل الأمم المتحدة ابتداءً من العام 2012، ليتمّ الاحتفال به سنويا في جميع دول العالم، وسبق أن قرر الرئيس عبدالفتاح السيسي أن يكون العام 2018 "عام الأشخاص ذوي الإعاقة"، وتحتفل مصر باليوم العالمي لمتلازمة داون 21 مارس/ آذار، لتأكيد الاهتمام بهم والسماح لهم بالانخراط في المجتمع والتمتع بحقوقهم خاصة الصحية والتعليمية والرياضية والثقافية".
ومتلازمة داون مِن أكثر الأمراض الوراثية شيوعا وتنتج من وجود كروموزوم زائد في خلايا الجسم وهو الكروموزوم رقم 21، وهو ما يسبب درجات متفاوتة من الإعاقة العقلية ومشاكل جسدية، وتُصيب متلازمة داون واحدا مِن كل 800 طفل، واحتمال إصابة الطفل يزداد مع تقدّم عمر الأم، و1 في 900 للأمهات في عمر 30 عاما، و1 في 350 للأمهات في عمر 35، و1 في 40 للأمهات في عمر الأربعين، و1 في 35 للأمهات في عمر 45، و1 في 10 للأمهات في عمر 49، ويحدث في متلازمة داون تأخّر نموي يشمل المهارات الحركية والمعرفية واللغوية والمهارات الشخصية الاجتماعية.
وأكد الدكتور مجدي بدران، على أنّ أعراض متلازمة داون سببها عدم تنظيم السيطرة على البروتينات في الخلايا، كما تؤثر متلازمة داون أيضا على البروتينات المشفرة بواسطة الجينات الموجودة على الكروموسومات الأخرى وعيوب خلقية في متلازمة داون تتمثل في عيوب القلب وعيوب خلقية في المعدة والأمعاء والكلى وعيوب السمع وعيوب خلقية في العمود الفقري العنقي، ويتصف الأطفال المصابون بمتلازمة داون غالب بـ"البشاشة والوداعة ورقة الإحساس العاطفي".
وأوضح عضو الجمعية المصرية للحساسية أنّ هناك عوامل الخطورة وارتفاع عمر الأم عند الحمل، ووجود طفل سابق بمتلازمة داون، ووجود خط خلايا حاملة لمتلازمة داون في أحد الوالدين، بالرغم من عدم ظهور متلازمة داون فيه، ويفيد الفحص قبل الحمل في معرفة ذلك، ومصابو متلازمة داون نادرا ما ينجبون، وخمسة عشر إلى ثلاثين في المائة من الإناث اللاتي لديهن متلازمة داون لديهن خصوبة، ولديهن نحو 50٪ احتمال إنجاب طفل مصاب بمتلازمة داون، والخصوبة في ذكور متلازمة داون شبه مستحيلة، وأسباب نقص مناعة ذوي متلازمة داون نقص كفاءة الجهاز المناعي، ونقص كفاءة الخلايا المناعيه مما يؤدي إلى سهولة الإصابة بالفيروسات، ونقص كفاءة الأجسام المضاده تؤدي للإصابة بالبكتيريا، ونقص كفاءة الخلايا المخاطية يؤدي إلى تراكم الإفرازات في الجهاز التنفسي، ونقص في الاستجابة المناعية للتطعيمات، ونقص في مضادات الأكسدة، وحساسية القمح 25 ضعفا في مرضى متلازمة داون، وسوء التغذية، وعيوب في التمثيل الغذائي، ونقص الزنك، وصغر قناة الأذن الخارجية، وعيوب في القصبة الهوائية، وحساسية الطعام، وضيق قناة الأذن الخارجية، وهذا يسبب تراكم شمع الأذن مما يعيق التشخيص الصحيح، وتغيرات الوجه تزيد من مشاكل الأذن الوسطى.
وبيّن عضو الجمعية المصرية للحساسية أنّ هناك اضطرابات في النوم في أطفال متلازمة داون، وتحدث اضطرابات النوم في متلازمة داون في نحو 60٪ من الحالات، وتشير نتائج دراسة حديثة نشرت في فبراير/ شباط الجاري إلى أن مشاكل النوم في متلازمة داون تؤثّر على السلوكيات النهارية للأطفال في سن المدرسة، والتوحد أحد أمراض التطور، يؤثّر على قدرة الطفل على الاتصال مع المحيطين به وتطوير علاقات متبادلة معهم، والأطفال مرضى التوحّد يعانون أيضا وبصورة شبه مؤكدة من صعوبات في ثلاثة مجالات تطورية أساسية، هي العلاقات الاجتماعية المتبادلة، واللغة، والسلوك، وحساسية الطعام، وحساسية الطعام تزداد في متلازمة داون، ومتلازمة داون تزيد من فرص حدوث التوحد بـ15%، ومتلازمة داون تزيد من فرص حدوث حساسية اللبن 14%، وحساسية القمح 25 ضعفا، والسمنة ومتلازمة داون ومشكلة السمنة والنوم تؤثر سلبا على أداء المشي للمصابين بمتلازمة داون، وهم يعانون من بطء سرعة المشي، بسبب اختلال التوازن والإجهاد البدني الناتج عن السمنة وتجزئة النوم، وممارسة الرياضة بانتظام تحد من البدانة وتوقف التنفس خلال النوم فيهم، وهناك عدة أنواع من الاضطرابات الحركية في متلازمة داون التي يمكن تصحيحها إذا تم تحديدها مبكرا وتحليلها بشكل صحيح، والأطفال والمراهقون الذين يعانون من متلازمة داون يتعرضون لمجموعة من المشاكل البدنية التي تعوق تنمية المهارات الحركية الأساسية.
وحسب دراسة منشورة في مارس/ آذار، تحسين التدريب على مهارات الحركة الأساسية يفيد في التوازن والمشي بثبات ومنع الإصابات، والمهارة الحركية هي عمل ينطوي على استخدام العضلات، ومتلازمة داون يصاحبها غالبا تأخر في المهارات الحركية الكبرى والمهارات الحركية الدقيقة، والمهارات الحركية الكبرى، وهي القيام بحركات كبيرة مثل باستخدام الذراعين أو الساقين أو القدمين أو كامل الجسم، والزحف والجري والقفز هي مهارات حركية جسيمة، والمهارات الحركية الدقيقة هي حركات أصغر مثل التقاط الأشياء بين إصبعي السبابة والإبهام، وتحريك أصابع القدم، واستخدامات الشفتين واللسان، وتطوير المهارات الحركية في متلازمة داون، ومن الأهمية مساعدة الطفل على الوصول للقدرة على المشي دون مساعدة، مما يعضد بداية المهارات الحركية والمعرفية..