بيروت ـ غنوة دريان
يعتبر التهاب اللثة من الأمراض الشائعة في عصرنا الجاري ، نظرًا لكثرة المدخنين ، بالإضافة إلى من يعانون من الضغوطات النفسية والعصبية ، وقد اكتشفنا ذلك من خلال لقائنا بالدكتور ربيع أبي عاصي إخصائي تقويم الأسنان وأمراض اللثة في الجامعة اليسوعية في بيروت .
ما هي اعراض التهاب اللثة ؟
نزف اللثة عند فرك الأسنان بالفرشاة ، إحمرار اللثة ، انتفاخها "تورمها" وحساسيتها الزائدة ، انبعاث رائحة كريهة، أو طعم كريه، من الفم بشكل دائم ، تراجع اللثة ، وظهور فجوات وجيوب عميقة بين اللثة "Gingiva" وسطح السن "(Tooth surface" ، فقد الأسنان أو تحركها.
وتغيرات في مواقع الأسنان وفي شكل التقائها والتصاق الواحدة بالأخرى عند إحكام إغلاق الفكّين، أو تغيرات في مكان البدلات السنية "الأسنان الاصطناعية - Dental prosthesis" أو في مكان تيجان الأسنان "Crown Tooth" ، حتى في حال عدم ملاحظة أي من هذه العلامات، من الوارد وجود التهاب في اللثة، بدرجة معينة ، وقد يصيب التهاب اللثة، لدى البعض، جزءً من الأسنان فقط، كأن يصيب الأضراس فقط ، كما أن طبيب الأسنان، أو الطبيب الاختصاصي بأمراض دواعم الأسنان، يستطيع تشخيص وتحديد درجة خطورة التهاب اللثة.
ما هي الاسباب التي تؤدي إلى التهاب اللثة ؟
أسباب التهاب اللثة هو تكوّن طبقة من الجراثيم "لويحات Plaques" ، على سطوح الأسنان ، وإضافة إليها ، ثمة أسباب من الممكن أن تسبب التهاب اللثة، مثل التغيرات الهرمونية التي تحصل أثناء فترة الحمل، في سن البلوغ، في الإياس "سن اليأس" أو خلال الدورة الشهرية ، وهذه التغيرات الهرمونية ترفع من حساسية الأسنان وتزيد من احتمال حدوث التهابات في اللثة.
بالإضافة إلى أمراض أخرى قد تؤثر أمراض أخرى في الجسم على وضع اللثة وسلامتها ، من بين هذه الأمراض مثل مرض السرطان "Cancer" أو مُتَلازِمَةُ العَوَزِ المَناعِيِّ المُكْتَسَب الإيدز AIDS، اللذان يؤثران على الجهاز المناعي "Immune system" في الجسم.
كذلك مرض السكري"Diabetes" الذي يؤثر على قدرة الجسم على امتصاص السكريات الموجودة في الأغذية المختلفة، يجعل المصابين به أكثر عرضة من غيرهم لخطر الإصابة بتلوثات الأسنان، ومن بينها التهاب اللثة.
كما أن تناول بعض الأدوية قد يؤثر على سلامة جوف الفم، نظرًا لأن بعضها يسبب انخفاضًا في إنتاج اللعاب ، الذي له خصائص ومزايا توفر الحماية للثة وللأسنان ، وبعض الأدوية المضادة للاختلاجات "Convulsion" ، مثل ديلانتين " Dilantin" والأدوية لمعالجة التهاب البلعوم، مثل بروكارديا "Procardia" وأدالات "Adalat" من الممكن أن تسبب تكوّن طبقة نسيج زائدة، غير طبيعية، من اللثة ، وعادات سيئة مثل التدخين، قد تسبب أضرارا لقدرة اللثة على التجدد أو التعافي، تلقائيًا ، وعادات النظافة الخاطئة مثل عدم تنظيف الأسنان بواسطة الفرشاة أو عدم استعمال النِصاح السِنّيّ "Dental floss" بشكل يومي ، هذه العادات من شأنها أن تسهل نشوء التهاب في اللثة ، وتاريخ عائلي وجود أمراض التهابات اللثة في العائلة قد يسهم في حدوث التهاب اللثة على أساس وراثي.
كيف يتم تشخيص التهاب اللثة ؟
اكتشاف أعراض التهاب اللثة خلال زيارة عادية، روتينية، لدى طبيب الأسنان، يقوم الطبيب بفحص الأمور التالية:
نزف في اللثة، وجود انتفاخات، وجود جيوب في الفراغات الموجودة بين اللثة والأسنان ، كلما كانت الجيوب أكبر حجما وأكثر عمقًا ، كان التهاب اللثة أكثر حدة وخطورة ، كما تحرك الأسنان، حساسية الأسنان والبنية السليمة العامة للأسنان ، وفحص عظام الفكّين للكشف عن ضمور أو هشاشة "ضعف" في العظام التي تحيط بالأسنان وتدعمها.
كيف يتم علاج التهاب اللثة ؟
علاج اللثة المضاد لالتهاب اللثة يهدف إلى تحفيز وتسهيل إعادة التصاق "الالتصاق من جديد" نسيج اللثة المعافى على سطوح الأسنان بطريقه صحية، تخفيف الانتفاخات وتقليص عمق الجيوب، وبالتالي علاج اللثة وتقليص خطر حدوث التهاب في اللثة، أو كبح ووقف تفاقم التهاب اللثة القائم.
وتختلف بدائل علاج اللثة باختلاف المرحلة التي وصل إليها المرض، كما تتعلق بكيفية استجابة جسم المريض لعلاجات سابقة لالتهاب اللثة، إضافة إلى الحالة الصحية العامة للمريض ، وتتراوح امكانيات علاج اللثة بين العلاجات التي لا تتطلب إجراءات جراحية تهدف إلى السيطرة على كمية الجراثيم والحد منها، وبين علاجات تتطلب إجراءات جراحية تهدف إلى استعادة الطبقة الداعمة للسن.
من الممكن علاج اللثة التام من الالتهابات، في الحالات كافة تقريبًا ، بواسطة مراقبة ومعالجة طبقة الجراثيم التي تتراكم على الأسنان ، والعلاج السليم لطبقة الجراثيم يشمل التنظيف المهني لدى اختصاصي ، مرتين كل عام ، إضافة إلى استعمال النصاح السنّي والحرص على تنظيف الأسنان بواسطة الفرشاة بشكل يومي.
كيف يمكننا الوقاية من هذا الالتهاب ؟
تنظيف الأسنان بواسطة الفرشاة يمنع تراكم طبقة الجراثيم على سطح الأسنان، بينما يساعد استعمال النصاح السني في التخلص من بقايا الطعام ومن الجرايثم وإزالتها من الفراغات التي بين الأسنان ومن تحت خط اللثة. وطبقا لتوجيهات منظمة أطباء الأسنان الأميركية ، يمكن لمنتجات غسول الفم المضادة للبكتيريا أن تساعد على التقليل من كمية الجراثيم في الفم، والتي تؤدي بدورها إلى نشوء طبقة الجراثيم وحدوث التهابات اللثة.
إضافة إلى ذلك، قد يكون تغيير العادات اليومية والصحية مفيدا في التقليل من خطر الإصابة بالتهاب اللثة ، أو من درجة حدته وخطورته ، من بين هذه العادات ، التوقف عن التدخين ، عدم التعرض إلى ضغوطات نفسية ، المحافظة على نظام غذائي متوازن ، الامتناع عن الشد على الاسنان بقوة.
كما أن الأشخاص المعرضون للإصابة بمرض التهاب اللثة لأسباب وراثية هم أكثر عرضة من سواهم، بستة أضعاف، للإصابة بالتهاب اللثة ، فإذا كان أحد أفراد العائلة قد عانى، أو يعاني، من أمراض اللثة، فمن المرجح أن يصاب أخرون من أفراد العائلة بها.
وإذا كانت لدى شخص ما قابلية طبيعية للإصابة بمرض من أمراض اللثة، فمن المرجح أن ينصحه الطبيب المعالج بإجراء فحوصات الأسنان بوتيرة أعلى من العادية، في فترات متقاربة، وبإجراء تنظيف مهني للأسنان عند المختص في فترات متقاربة والخضوع للعلاجات اللازمة لإبقاء المرض تحت المتابعة والمراقبة الدائمتين