عمان ـ ايمان يوسف
أكّدت خبيرة الاستشارات في ثقافة الإنترنت، المهندسة هناء الرملي، أن استخدام الإنترنت للبحث عن معلومات طبية أصبح من الأمور الشائعة، بسبب توفّر العديد من المواقع الطبية المتخصّصة والموثوق بها والخاضعة إلى الإشراف الطبي، والتي تساهم في زيادة الوعي الطبي والصحي، وفي المقابل هناك مواقع طبية مجهولة تقوم بخداع المرضى بهدف تسويق أدوية غير مرخّصة، غالباً ما تسبّب أضرارًا تتخطى المرض إلى مضاعفات عديدة.
وأوضحت هناء الرملي، في حوار خاص مع "مصر اليوم"، أنه "لا بد من توجيه البحث عن المعلومات الصحيّة نحو الأسلوب الصحيح والآمن، حتى لا يقع من يبحث عن المعلومات في دوامة المعلومات الخاطئة والتي قد تضر بصحته بالدرجة الأولى"، وقدّمت مجموعة من النصائح حول الطرق المجدية للبحث عن المعلومات الصحيّة عبر مواقع الإنترنت منها ضرورة التحقّق من الموقع الذي يعرض المعلومات ومن مصدر المعلومات، ومن درجة مهنية المتخصّصين الذين يقدّمون المعلومات في هذا الموقع، لافتة إلى أنه لا بد من التأكّد من أن الموقع الطبي يتبع إلى جهة متخصّصة مرخصة ومؤهلة.
وأضافت الرملي أنه لابد من التأكد من تحديث المعلومات الواردة في الموقع من تاريخ كتابتها، كون المعلومات الطبية قد تتغيّر بشكل دائم ومقارنة المعلومات بين أكثر من مصدر، في العديد من المواقع، ويفضل البحث باللغة الإنجليزية للتأكد من توفر مصادر أكثر ومعلومات أوفر، مشيرة إلى أنه لا يجوز الاعتماد بالمطلق على المعلومات الطبية المتداولة بكثرة في المنتديات و في مواقع التواصل الاجتماعي، على الأغلب هي معلومات مغلوطة أو غير دقيقة وتبعًا لتجارب شخصية، ولا تخضع إلى رقابة طبية، ومنوّهة إلى أن البحث عن المعلومات الطبية غير كافٍ ولابد من استشارة الطبيب المختص.
وبينت الرملي أن هناك العديد من الطرق للكشف عن المنتجات الطبية ذات النوعية الرديئة أو المزوّرة والمغشوشة خاصّة مع انتشار عمليات تصنيع الأدوية في الخفاء بدون رقابة وبيعها والترويج لها عبر الإنترنت ومع انتشار ثقافة التشخيص الذاتي والوصف الذاتي للأدوية، أدى ذلك إلى ظهور آلاف المواقع عبر الإنترنت التي تتيح، دون رقابة، الحصول على المنتجات الطبية المتدنية النوعية/و المزورة/ المغشوشة، لافتة إلى أن ذلك يحدث في الأغلب في الدول النامية وذات الدخل المتوسط و الواقعة في مناطق تشهد حروب ونزاعات وخلل في أنظمتها الصحية، ومن هذه النصائح ضرورة الكشف عن مواقع الإنترنت التي تعرض الأدوية غير المرخصة أو الأدوية المتدنية النوعية أو المزيفة والتأكّد من توفر العنوان المادي مثل "الدولة، المدينة، الشارع، ورقم الهاتف الأرضي "الثابت"".
وحذّرت الرملي من الرسائل الإلكترونية والإعلانات في المواقع غير الموثوقة التي تروّج إلى الأدوية وضرورة الانتباه إلى الأخطاء الإملائية وضعف استعمال قواعد اللغة على التغليف ولا بد من الحرص من مواقع الإنترنت التي تعرض بيع وصفات الأدوية التي لا تصرف إلا بوصفة طبية إضافة إلى ضرورة الحذر من المنتجات الرخيصة إلى حد يثير الشكوك من مصداقية المنتج، مشدّدة على أنّه في حال التأكد من بيع أدوية مغشوشة لا بد من المساهمة بالحد من مبيعاتها عن طريق الإبلاغ عنها إلى نظام الرصد التابع إلى منظمة الصحة العالمية