القاهرة / شيماء مكاوي
كشف عضو الجمعية المصرية للحساسية والمناعة، واستشاري الأطفال وزميل معهد الطفولة في جامعة عين شمس، الدكتور مجدي بدران، أنّ التمر الغذاء الأمثل للصائمين، مشيرًا إلى أنّ "التمر لم يحظ حتى الآن بالأهمية الغذائية التي يستحقها، والغالبية من الناس لا يعرفون التمر إلا في رمضان ، لكن لو عرفوا فوائد التمر ما خلت مائدة منه طوال العام، والبدء بتناول التمر يفيد الصائم لأن المعدة الصائمة تكون مسترخية طوال فترة الصيام ومن الأفضل الإفطار بمادة غذائية سهلة الهضم سريعة الامتصاص ولا نجد أفضل من التمر لذلك، التمر هو الغذاء المثالي لبدء الإفطار".
وأوضح بدران في مقابلة خاصّة مع "مصر اليوم"، أنّ التمر على 11 معدنًا، وأهمهم الحديد وهو لازم لتكوين الهيموغلوبين اللازم لحمل الأكسجين بواسطة خلايا الدم الحمراء من الرئة إلى الأنسجة ولتكوين العضلات، والحديد يمكّن الصائم من إنتاج 115 مليون خلية من كرات الدم الحمراء في الدقيقة الواحدة، وهو هام لتكوين الهيموغلوبين اللازم لحمل الأوكسيجين بواسطة خلايا الدم الحمراء من الرئة الى الأنسجة، والنحاس الذي يعمل كغراء حيوي يجعل الخلايا تتراص بجوار بعضها البعض وبالتالي يحافظ على تماسك الأنسجة وحيويتها ومسؤول عن لون الشعر والجلد ويدخل في تكوين مضادات الأكسدة والهرمونات وإنتاج الطاقة، والماغنيسيوم، وهو مهدئ و مانع للسرطان، يدخل في تكوين العظام والبروتين الأحماض الدهنية وتصنيع الخلايا الجديدة وتنشيط فيتامين ب مما يساهم في إنتاج الطاقة والقيام بعمليات التمثيل الغذائي ويساهم في ارتخاء العضلات بعد المجهود فيختفي التعب، وكذلك في عمليات تجلط الدم لإيقاف النزيف وإفراز الأنسولين وخفض ضغط الدم المرتفع بل يساهم في تحسين الرؤية في حالات ارتفاع ضغط العين "الغلوكوما" والجديد هو استخدامه في الحد من الحركة الزائدة ونقص التركيز في الأطفال، و المننيز يدخل في تكوين الأنزيمات و مضادات الأكسدة والتمثيل الغذائي وإنتاج الجلوكوز والحفاظ على وظائف الكبد وللحفاظ على صحة العظام والغضاريف وشفاء الجروح وللنمو.
وأضاف بدران أنّ "الصوديوم موجود بنسب ضئيلة 1 مليغرام فى كل 100 جرام لكنها هامة لتنظيم ضغط الدم واتزان سوائل الجسم والأعصاب والعضلات، و البوتاسيوم 650 مليغرام في كل 100 غرام وهو مهدئ وهام للأعصاب ولوظائف العقل والعضلات والقلب وينظم اتزان التفاعلات الحمضية والقلوية داخل الدم واستقرار الماء داخل الدم والأنسجة، ويساعد في بناء البروتينات والنشويات وهام جدا للنمو، و الزنك يؤدي نقص الزنك إلى وفاة 800 ألف سنويًا عالميًا وانخفاض مناعة الأطفال بنسبة كبيرة و حساسية جلدية مميزة حول الفم والشرج ومنطقة الحفاضة وتشقق راحة اليد والتهابات الأظافر وفقدان الشهية نقص وزن الجنين والطفل و قصر القامة، و تفاقم حالات الإسهال و التهابات الجهاز التنفسي و تأخر البلوغ ، والعقم، والسيلينيوم، و نقصه يؤدي إلى التهاب العضلات والمفاصل، ارتفاع ضغط الدم ، المياه البيضاء بالعين ، اضطرابات القلب ، التهابات جلدية ، سقوط الشعر ،الأنيميا ، نقص هرمون الغدة الدرقية ، الشيخوخة المبكرة ،عدم القدرة على التخلص من تسمم المعادن الثقيلة كالرصاص والزئبق ، انخفاض كفاءة الجهاز المناعي ،زيادة شراسة العدوى بالفيروسات ، عيوب فى التجلط ، والإصابة بالربو الشعبي ، وعقم الذكور، والكالسيوم هام لتكوين العظام والأسنان وكفاء الأعصاب والعضلات، وتحتوي التمور على نسبة عالية من الفسفور والذي يعتبر منشطا للقوى الفكرية والجسمية وهو هام لتكوين العظام والأسنان، وتحتوي أيضا على الكبريت وهو مخفف للآلام ويدخل في تكوين بروتين الأنسجة الضامة والكولاجين والانزيمات ويحافظ على نضارة الجلد وتكوين هرمون الأنسولين والهيبارين المانع للتجلط ويساهم في تنفس الخلايا ويساعد في كفاءة وظائف المخ، كما يحتوي التمر أيضاً على فيتامين أ المانع للعمى والذي يرفع مناعة الأغشية المخاطية للجهاز الهضمي والتنفسي، و يعتبر نقص فيتامين أ من المشاكل الصحية العالمية فهو ثالث أمراض التغذية انتشارا بعد مرض نقص البروتين و مرض نقص الحديد ويعتبر أهم أسباب العمى سهلة الوقاية .
وبيّن بدران أنّ "هناك 3 ملايين طفل في العالم فاقدين للبصر و قصار القامة بسبب نقص فيتامين أ وأن نصف مليون يصابون بجفاف القرنية الناشئ من نقص فيتامين أ سنويا نصفهم يفقد البصر في غضون سنة واحدة، ولفيتامين أ دور هام في مناعة الإنسان والحيوان ونقص فيتامين أ لا يحدث بمفردة بل ضمن حالات سوء التغذية خاصة في الأطفال، و تبين حديثا ان هناك علاقة طردية بين العدوى و نقص فيتامين أ فالعدوى تسرّع ظهور أعراض نقص فيتامين أ حتى في الحالات التي تعاني من بداية النقص و نقص فيتامين أ يقلل المناعة وبالتالي يساعد الميكروبات لأحداث العدوى، و لوحظ أيضا أن عند وضع فئران التجارب ذي أعراض نقص فيتامين أ في بيئة خالية من الميكروبات تعيش لفترة أطول من مثيلاتها اللاتي توضع في بيئة تسمح بالعدوى، وفيتامين أ هام للرؤية ونمو العظام والأسنان وتكوين الهرمونات وتنسيق عملها والتكاثر وانقسام الخلايا و تطورها وهو المسؤول عن المحافظة على سلامة وحيوية الأسطح سواء الجلد أو الأسطح الداخلية للجسم مثل العين والقناة الهضمية والجهاز التنفسي والجهاز البولي ، اذا نقص هذا الفيتامين في جسم الإنسان تشققت هذه الأسطح وانتشرت بها الثقوب التي تسمح للميكروبات بالدخول للجسم وبداية العدوى .علاوة على جفاف القرنية وتدميره مع الشبكية لو لم يتم التشخيص والعلاج بسرعة، و البيتا كاروتين و تبين حديثا أنها المصدر النباتي لفيتامين أ قدرة على مكافحة السرطانات مثل سرطان عنق الرحم ، سرطان المريء ، سرطان المعدة، سرطان الأمعاء ، سرطان الرئة ، سرطان الحلق ، سرطان الرقبة ، سرطان الفم .
و نقص فيتامين أ يؤدي إلى الإسهالات والالتهابات الرئوية والشعبية المتكررة وجفاف وتليف الجلد و جفاف القرنية والأنيميا مع إنتاج خلايا الدم الحمراء صغيرة الحجم وآلام بالمفاصل وتوقف نمو العظام وتسوس الأسنان و الاكتئاب والعمى الليلي خاصة في الحوامل بدءا: من الشهر السابع من الحمل ويسبب وفاة 600 ألف سيدة خلال الحمل أو الولادة، و فيتامين ب 1 المانع للبري بري ونقص فيتامين ب1 يسبب البري بري الذي يتميز ببطء النمو و زيادة ضربات القلب والاستسقاء و بفقدان الوزن وضمور العضلات و الأعصاب، وفيتامين ب2 هو الهام للجلد والنمو والجهاز الهضمي هام للنمو والبصر ونقصه يؤدي إلى تقرح زوايا الفم والتهابات العين و اللسان والجلد و سقوط الشعر والتأخر النمو الجسمي والعقلي وقلة النوم وألام بالقدمين، و فيتامين ب6 المقوي للأعصاب والأوعية الدموية والمانع للقيء، و فيتامين د الهام للعظام والأسنان والاستفادة من الكالسيوم والفوسفور، و فيتامين ه مضاد الأكسدة يحمي أغشية الخلايا من التدمير بفعل المواد الملوثة للبيئة والمواد المؤكسدة، ويساعد في إنتاج كرات الدم الحمراء، و حمض الفوليك ، و نقص هذا الفيتامين خلال الحمل يؤدي إلى عيوب خلقية في عظام الرأس والعمود الفقري، و يفيد مرضى الربو والحساسية، و يساعد حمض الفوليك الجسم على إنتاج الموصلات العصبية خاصة السيروتونين ويمنع القيء . ينظم السيروتونين عمليات النوم والمزاج و الشهية و القبول الجنسي، و يعاني مرضى الاكتئاب من انخفاض السيروتونين، و الأحماض الأمينية في التمر 18حمض أميني هامة لبناء لتكوين خمسين ألف نوع من البروتينات اللازمة لحياة صحية مثالية ولكفاءة الجهاز المناعي والتكاثر، و التريبتوفان من الأحماض الأمينية الهامة في التمر وله دور كبير في تنظيم عملية النوم والمزاج والشهية . يعتبر التريبتوفان مضاد لحدوث مرض الانفصام الذي يصيب 1% من البشر، وتبيّن حديثًا أن مرضى الانفصام يعانون من الانخفاض الشديد للتريبتوفان . يستفيد الصائم بالتربتوفان في إنتاج الموصل العصبي السيروتونين و هرمون الميلاتونين والنياسين، و الميلاتونين له دور أساسي في الساعة البيولوجية في الإنسان، و هو مضاد للأكسدة ويمنع السرطانات ومنشط قوي للجهاز المناعي ويحد من أمراض المناعة الذاتية وله دور في الإعمار تأخير الشيخوخة، و النياسين هو فيتامين ب3 وهو هام للاستفادة المثلى بالبروتينات ونضارة الجلد وإصلاح أعطاب الدي أن إيه الذي يختزن الشفرات الوراثية للإنسان".
وأفاد بدران بأنّ "نقص النياسين يسبب ثلاثي البللاجرا الشهير الذي يؤدي إلى التهابات وحساسية جلدية وزيادة سمك الجلد وإسهال مزمن و القلق و العصبية الزائدة، والتمر غني الجلوكوز وهو سكر العنب و الفركتوز وهو سكر الفاكهة و هي السكريات السهلة البسيطة في تركيبها و هي افضل من سكر القصب أو البنجر وهي سريعة المفعول وتعالج الصداع وتهدئ الصائم وتوفر طاقة فورية في أقل من 20 دقيقة حيث أنها سريعة الامتصاص تذهب مباشرة إلى الدم بعد الامتصاص ، ولا يحتاج امتصاصها إلى عمليات هضم معقدة كما في المواد النشويات، و الصائم يعتريه نقص بعض أنواع السكريات والتي تمده الطاقة، و التمر مهم جدا للأطفال حيث يعتبر بديلا للحلويات الصناعية التي تضر بالأسنان، حيث يساعدهم على تقوية وتحسين حالتهم الصحية، و يعتبر التمر الغذاء المفضل في الصحراء لإمكانية حفظة جيدا وتخزينها وقتا طويلا بدون التعرض للفساد ومن المعروف أن سكان الواحات لا ينتشر بينهم مرض السرطان لأنهم يعتمدون على التمر كغذاء رئيسي، و الأملاح القلوية الموجودة في التمر تعمل على تصحيح حموضة الدم الناتجة من تناول اللحوم والتي تسبب في الإصابة بالنقرس".
وعن أسباب الإفطار على التمر، أوضح بدران أنّه "في آخر ساعات الصيام يحدث انخفاض لمستوى السكر في الدم مما يؤثر على المخ مسببًا الخمول الذهني وعدم القدرة على التركيز مع الخمول الحركي وقلة النشاط العضلي والحركة و المعدة تكون في حالة سكون، والتمر مع الماء أو اللبن يرفع مستوى السكر في الدم خلال 20 دقيقة من تناوله، والتمر منجم من العناصر المعدنية والفيتامينات، وهو الغذاء المثالي لبدء الإفطار ، و هو غني بمواد الفيتو الكيميائية الطبيعية المانعة للسرطانات، وغني بالألياف المنشطة للمناعة والمانعة للامساك وسرطانات الأمعاء والمخفضة للدهون والكولسترول الضار وتمنع ارتفاعها بعد الأكل وتحارب الحساسية ، و ينشط الفكر ويعالج الخمول وعلاج الأنيميا".