بغداد - نجلاء الطائي
ما أن يهلَّ شهر رمضان المبارك إلا ويحدث تغيير كبير ومفاجئ في مواعيد الوجبات وطرق تناولها، عدا عن تنوع الإطباق وكثرة المأكولات على مائدة الإفطار. وعادة ما يكون النشاط الجسدي للصائم في هذا الشهر في أعلى درجات الخمول، وغالبا ما يغفل الصائمون عن الأسباب الكثيرة التي تعرض الصائم إلى اضطرابات في الهضم الناتجة عن سوء التغذية.
ولتسليط الضوء على هذا الموضوع التقينا بالدكتور وليد علي العاني أخصائي تغذية الذي حدثنا عن جوانب رمضان الصحية والرياضية، فقال لـ"مصر اليوم": الصوم معناه اللغوي هو الإمساك عن الأكل والشرب، والصوم هو أشبه ما يكون بالاستراحة الجسمية والنفسية للبدن ولأعضاء الجسم كافه.
وأضاف: بما أن الجسم طيلة أيام ألسنه يتفاعل مع الطعام والشراب والجهد، فالصوم يمثل استراحة أشبه ما تكون باستراحة المحارب، وبعد الصوم يعيد نشاطه من جديد. ونقول أيضا إن مخازن الجسم تمتلئ في أيام ألسنه بالشحوم والمواد الضارة والتي تسمى "بالشوارد" ففي شهر رمضان يتخلص الجسم منها بطريقة أو بأخرى ويعود الجسم نشيطا معافى، وهذا قول سيدنا محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم؛ “صوموا تصحوا”.
وحول اعتقاد البعض باستغلال رمضان لإنقاص الوزن ، قال الدكتور العاني: إن "أهم أساس لإنقاص الوزن هو تقليل الطعام والعمل على استهلاك المخزون ألشحمي المتراكم في الجسم. فإذا استطاع الشخص إن ينظم وجبات الطعام لغرض إنقاص وزنه فأنه سينجح في ذلك أن شاء الله"، مشيرا الى أن "فترة الصوم طويلة نسبيا وان الجسم يحتاج إلى طاقة لنشاطه اليومي فإذا أنقص الشخص من طعامه وشرابه ستكون فرصة جيدة لإنقاص وزنه والتخلص من الشحوم الضارة في الجسم".
وعن فائدة الرياضة في رمضان قال العاني: إن "أفضل وقت لممارسة الرياضة دون الاحساس بالإرهاق أو التعب خاصةً هو في أوائل أيام الصيام قبل تناول الإفطار بـ 30 دقيقة".
وأضاف: "كما يمكن ممارسة تمارين الضغط بعد صلاة الفجر مع المشي والجرى بشكل بسيط، لأن الجو في هذا الوقت يكون رطباً ولا يسبب العطش والإرهاق بل يمنح الجسم الاحساس بالنشاط والحيوية ويمده بالطاقة."
وأكد أن "ممارسة الرياضة في شهر رمضان لها العديد من الفوائد على الصحة، حيث تنشط الدورة الدموية وتساعد على حرق الدهون الزائدة عن حاجة الجسم، وبالتالي إنقاص الوزن في حالة اتباع نظام غذائي صحي قليل الدهون".
واعتبر العاني أن ممارسة النشاط البدني في رمضان تمد الجسم بالنشاط والحيوية، بالإضافة إلى خفض نسبة الكوليسترول الضار وزيادة نسبة الكوليسترول النافع، وبالتالي خفض الإصابة بأمراض القلب والسكر.
ونصح بممارسة التمرينات الرياضية الخفيفة مثل المشي أو الجري البطيء في الصباح أو تمارين "الثبات" و"شفط البطن" والتي يمكن أن يمارسها الشخص وهو جالس في أي وقت ومكان لتقوية عضلات البطن.
ونصح العاني بممارسة التمارين الرياضية في أول أسبوع من الصيام بكثافة أقل، نظراً لعدم استعداد الجسم للحرمان من الطعام الغني بالسكريات والمياه، مما قد يسبب الشعور بالإرهاق والعطش الشديد.
وعن سبب شعور بعض الصائمين بالخمول بعد الافطار؟ أجاب العاني: "عند الإفطار تستنفر طاقة الجسم، الكبد، والكلى، والقلب، و الأوعية الدموية، والجهاز الهضمي، وتكون نسبة الدم في هذه الأجهزة أعلى من المعتاد، لذلك يشعر الإنسان بالخمول والتعب". وأشار الى أن الحل لذلك هو عدم الأكل والشرب دفعة واحدة وبكثرة، وإنما بالتدريج، فالإفطار أولا على، تمرات، أو شراب، أو ماء، و إن الجسم بعد ساعات الصوم ويحتاج إلى السكون ليعيد نشاطه بسرعة، ويحقق ذلك بقليل من المأكولات الحلوة. وبعدها يمكن للصائم أن يأكل الطعام بشكل تدريجي وان يترك نسبة من معدته للماء أو السوائل. واكرر إن الأكل التدريجي يجعل الإنسان أكثر شعورا بالراحة والنشاط".
وأعلن أن "الصوم في شهر رمضان يحقق هدف راحة البدن وأجهزة الجسم من العناء طيلة أيام ألسنة، لذلك إذا أكثر الشخص وخاصة المرضى المصابين بالإمراض المزمنة، السكري، وارتفاع ضغط الدم، والجلطات القلبية… الخ، إذا أكثر من الطعام والشراب لا يحقق هذا الغرض، وإنما يرهق أجهزة الجسم بمزيد من الطعام والشراب، وأود إن أقول إن الإكثار من اللحوم والدجاج في شهر الصوم يلحق الأذى بالإنسان فإن هذا الإكثار من البروتينات مع قلة السوائل يرهق عمل الكلى ويسبب ارتفاع الأملاح في الدم والتي تترسب عادة في الكلى أو في المفاصل، والإكثار من الطعام يزيد من نسبة السكر في الدم ويرهق عمل القلب، ولذلك يشعر المصاب بالصداع، والإرهاق ووجع في الصدر ووجع في المفاصل.