القاهرة - شيماء مكاوي
كَشَف استشاريّ العلاقات الأسرية الدكتور مدحت عبد الهادي لـ "مصر اليوم" أنه من الضروري أن يُعبِّر الأب والأم عن حبهما لابنهما بالكلمات أولاً، ثم الأفعال، فالكلمات أهم بكثير من تقديم أي هدية، مشيرًا إلى أن "الكثير من الآباء يهتمون بالملبس والمأكل للطفل، وينسَون تمامًا أن يقولوا له "أنا أحبك"، وفي كثير من الأحيان يُعبِّر الآباء والأمّهات عن الحب بالهدايا، ولكن كل هذه الوسائل ليست كافية لإثبات الحبِّ لأطفالنا، وتكون في بعض الحالات خاطئة مثل الإسراف في الهدايا، وخصوصًا إذا كانت من دون سبب، وكثير من المشاكل السلوكية كفرط الحركة والعنف والعناد في الأطفال يكون من أسبابها الحرمان العاطفيّ وعدم شعور الطفل بحبّ والديه له.
وأوضح الدكتور عبد الهادي "هناك بعض الإرشادات الأساسية كي تعبر عن حبك لأبنائك، لأن إظهار الحب يُعتبر الدعامة الأولية للشخصية المتوازنة، وتحافظ على الصحة النفسية للطفل، وتعالج المشاكل السلوكية، ومن ضمن هذه الإرشادات أن يكون هناك ساعة للحوار مع الطفل، فاحرص على مخاطبة ابنك وأنتما في جلسة معتدلة وفي مستوى واحد، فتصله المعلومة بهدوء ووعي منه، وابتعد عن الجلسة الفوقية التي تكون أنت فيها في مستوى أعلى من ابنك، لأن ذلك يُشعره بالقلق، ولا تجلس جلسة تحتية فيشعر أنه أعلى منك فلا يتجاوب معك".
ولَفَت إلى أنه "يجب أن تكون كلماتك واضحة، ويتخللها كلمات رقيقة "كأنا أحبك" حتى يتقبل ابنك إرشادك، واجعل شعور ابنك بأنه مُحتضَن منك، وقل له: أنا أريد لك الخير كله، فلستُ بعدوِّك، وابتعد عن التلويح باليد بطريقة عشوائية، لأن ذلك يشعره بالخوف منك".
وأشار إلى أن "الله سبحانه وتعالى منحنا أُذنين اثنتين ولسانًا واحدًا، فاستمع لابنك ولما يود قوله لك بمنتهى الاهتمام، فلا تستمع إليه وأنت تقرأ الجريدة أو تنظر الى التليفزيون".
وأعلن "لا بد من إشراك الابن في عملية الاختيار فامنحه هذه الحرية، ولكن يجب أن ترشده إلى الصواب وتراقبه عن بُعد، فالتجربة هي الطريق الصحيح للتعلم، وبناء الثقة في النفس".
وأوضح "يجب أيضًا الاتفاق مع الأبناء على العقوبة وعلى المكافأة لتدريبهم على القدرة على اتخاذ القرار".
واختتم "أخيرًا لا تُحرج طفلك أمام الناس، واتركة يلبس حسب رغبته، ولا تقاطعة وهو يتكلم واتركه بعض الوقت يفكر ولا تقطع حبل أفكاره فسكوت الابن قد يكون سببه محاولته لترتيب أفكاره، أو لارتباكه وخوفه، فالاهتمام بالطفل من مرحلة الطفولة المبكّرة هو المفتاح الأساسيّ للتكوين السليم".