القاهرة ـ شيماء مكاوي
كشفت استشاري التغذية الشاملة الدكتورة شريفة أبو الفتوح لـ "مصر اليوم" عن أضرار المنشطات الرِّياضيَّة، التي يقبل عليها بعض الرياضيين ورواد النوادي الرِّياضيَّة بهدف زيادة قدرتهم على التحمل أو بناء كتلتهم العضلية بسرعة أكبر، معرضين أنفسهم بذلك لمخاطر وأعراض هذه العقاقير أو المنشطات الجانبية من جهة، وللمساءلة القانونية في حال كانوا يحترفون رياضة من جهة أخرى.
وأكّدت الدكتورة شريفة أن الكثير ممَّن يتعاطون المنشطات قد لا يعلمون ما هي هذه الموادّ وما هو ضررها ويعتمدون بذلك على رأي أو نصيحة من أشخاص آخرين.
وبيّنت أن من أشهر المنشطات "الستيرويدات"، ومنها الستيرويدات البنائية والتي سميت بذلك لأنها تشجع العضلات على النمو، والستيرويدات الأندروجينية وهي المسؤولة عن إكساب الذكور الصفات الذكورية المختلفة مثل خشونة الصوت وشعر الوجه، مشيرة إلى أن من الأمثلة المشهورة عنها: التيستوستيرن، ميثل تيستوستيرون، أوكسيميثولون، أوكسيدرولون، والناندرولون والمعروف باسم الديكا أيضًا، وأن من أضرارها: بروز الصدر أو الثدي عند الرجل، تساقط الشعر، ضمور الخصيتين، وذكرت أنها قد تسبب العقم، وظهور حب الشباب، وارتفاع مستوى الكوليسترول في الدم، وارتفاع ضغط الدم ، وانفعالات أو تصرفات عنيفة، كما قد تسبب تثبيطًا لعملية النمو فيما لو تم استخدامها في سن المراهقة.
وأشارت إلى أن من المنشطات أيضًا هرمون النمو والمعروف باسم "غوانادوتروبين"، وهو هرمون يفرزه الجسم بشكل طبيعي ليحفز العضلات والجسم بشكل عامّ على النمو أثناء فترة الطفولة حتى البلوغ، ويقوم بعض الرياضيين (بشكل غير قانوني) بأخذه لتحسين كتلتهم العضلية وتقويتها على الرغم من أن نتائجه غير مثبتة.
وأضافت الدكتورة شريفة أنّ من أضراره آلام المفاصل وهن وضعف في العضلات، اختلال في تنظيم مستوى الغلوكوز (السكر) في الدم، اعتلالات في عضلة القلب ، وارتفاع مستوى الكوليسترول في الدم.
وذكرت أن هناك الـ"إيرثروبويتين" وهو علاج هرموني يستخدم في علاج حالات الأنيميا التي تصيب مرضى الفشل الكلوي، حيث يحفز إنتاج خلايا الدم الحمراء، الأمر الذي يزيد من كمية الأكسجين التي تصل إلى العضلات، لذا يستخدم كمنشط لزيادة القدرة على التحمل.
وأكدت أن من أضراره أنه يزيد العلاج من خطر الإصابة بالتجلطات (الجلطات القلبية، السكتات الدماغية والجلطات الرئوية).
وأردفت أن هناك أيضًا الكرياتين وهو مكمل غذائي يمكن شراؤه من الصيدليات بدون الحاجة إلى وصفة طبية، وهو أحد أشهر المكملات التي يقبل الرياضيون أو من يمارسون رياضة بناء العضلات على أخذه، وأنه مادة طبيعية يفرزها الجسم تعمل على مساعدة العضلات على إطلاق أو تحرير الطاقة، حيث يحفز العضلة على إنتاج المزيد من جزيئات الطاقة (ATP) لذا يستخدمه العديد ممَّن يمارسون رياضة حمل الأثقال لتعطيهم دفعة سريعة من الطاقة.
وذكرت أنه على الرغم من أن الكرياتين مكمل غذائي، إلا أن الإفراط في تناوله قد يسبب أعراضًا سلبية؛ ففي حال تناول جرعات زائدة قد يتسبب في تلف أو ضرر في الكلى أو/و الكلى، كما قد يتسبب في احتباس السوائل في الجسم.
وأشارت إلى أن الكثيرين يعتبرون رياضة بناء العضلات رياضة كمالية لا تعطي الجسم أي ميزة تتعدى الشكل الخارجي، إلا أنه وحسب الدراسات يساعد ذلك في تخفيف الوزن، زيادة قوة العضلات وقدرة الجسم على التحمل، وتقلل من خطر الإصابة بالرضوض والكسور.
وتؤكّد الدكتورة شريفة أبو الفتوح أنّ أحدًا لا يستطيع الإنكار أن المنشطات قد تسبب تحسنًا في الأداء والذي قد يكون سريعًا في كثير من الأحيان، ولكن مقارنة المنفعة الناتجة (قصيرة الأمد) مع الأعراض الجانبية والمخاطر التي يعرض الشخص جسمه لها فإن المنفعة الناتجة لا تستحق ذلك.