الدكتورة زينب مهدي

كشفت خبيرة التنمية البشرية والمعالجة النفسية الدكتورة زينب مهدي، عن أنَّ الأعياد فرصة لتقوية العلاقات الأسرية وتعزيز الروابط الاجتماعية بين الأقارب والأهل والجيران.

وأوضحت مهدي في مقابلة مع "العرب اليوم"، أنَّ الاستمتاع بالأعياد فرصة لشحن الطاقة الإيجابية وتقوية العلاقات الأسرية، فـ"كثيرًا من الناس يعملون طوال أيام العام دون أخذ يوم واحد إجازة ويعتقدون بأنَّهم يعملون على أكمل وجه ولكن لا يعرفون أبدا أن الإنسان يحتاج لفترة يفرغ فيها الطاقة السلبية ويشحن الطاقة الإيجابية.

وأكدت أنه "إذا استمتع بالإجازة حتى ولو يوم واحد يحدث شيء غريب جدا في جسم الإنسان ألا وهو اكتمال الهالة حول الجسم أو ما يقال عليه بالطاقة الإيجابية، حيث أنه كثيرا ما نشعر بالتعب والملل أثناء ساعات العمل ونشعر بالإجهاد البدني ولكن لم نعرف لماذا نشعر بهذا الشعور على الرغم أنه من الممكن أن يشعر الموظف أو العامل بهذا الشعور مع بداية يومه، وبالطبع فإنَّ هذا المجهود والتعب البدني تراكمي بمعنى أنه حتى النوم لا يفيد بدرجة 100% في هذا الأمر.

وأشارت إلى أنَّ "الكثير من الأشخاص يفكرون أثناء النوم في كيفية قضاء باقي العمل المتبقي وهذا الشيء لا يسمى أخذ فترة راحة بل في هذا الوقت يتحول المجهود من العضلي والبدني في العمل إلى المجهود الذهني، لذلك لابد من التعرف على هذه الفوائد حتى نتمسك بالاستمتاع في وقت الإجازة؛ لأنه وقت راحة للجسم والعقل وليس الجسم فقط.

وأضافت: "من هنا فالاستمتاع بالإجازة يبعد الإنسان عن الإصابة بأي أمراض نفسية ناتجة عن الضغوط، ولابد أن نأخذ أيام الأجازة في الأماكن الطبيعية بمعنى لو قضى العامل الإجازة في المنزل سيشعر بنفس الملل؛ لأن المنزل به شحنات سلبية ولكن عند الخروج إلى الأماكن الطبيعية يجدد من الطاقة الإيجابية، لأن الله خلق لنا الأماكن الخضراء والأماكن الساحلية لاكتساب الشحنات الإيجابية التي تنفع حتى للشفاء من الأمراض.

وتابعت: "لابد من استغلال المناطق الطبيعية وشحن الطاقة منها في أيام الإجازة واللعب أثناء فترة الإجازة ونقصد قيام الراشد باللعب سواء الذهاب إلى الملاهي أو ممارسة ألعاب رياضية مثلما يحب، وفي كلتا الحالتين لو احتاج الفرد إلى اللعب، فإنها إشارة من العقل بأنَّ الجسم بحاجة للتفريغ ونجد أشياء نادرة ألا وهي أن ذلك الشخص لم يلعب في حياته الطبيعية؛ ولكن عندما يأخذ الإجازة يأمر العقل الإنسان بأشياء لم يكن يفعلها في الأيام العادية فلابد من تلبية ما يشعر به الإنسان حتى يقوم بالتفريغ بشكل كبير وكامل.

واستكملت مهدي: "أما بالنسبة إلى ما يخص العلاقات الأسرية والزوجية فكثيرًا ما نجد الزوجين مشغولين طوال العام في العمل حتى لم يجلسا مع بعضهما وقتًا طويلًا أو وقتًا كافيًا لتجديد علاقتهما؛ ولكن الإجازة هي فرصة للم شمل الأسرة مرة أخرى ونجد الزوج يرجع للاهتمام بالزوجة؛ لأنه منفصل طوال أيام الإجازة عن العمل، وكذلك الزوجة مع الأولاد.

واستطردت: "من هنا يتحقق الترابط الأسري مرة أخرى، بين الذين يفتقدونه طوال أيام العام بالكامل؛ لأن كل منهم مشغول بتأدية واجباته ولكن ينغبي تجنب أمرين مهمين، أولهما المكوث في المنزل طيلة أيام الإجازة والتفكير في العمل أثناء فترة الإجازة، فهذين الأمرين يجعلان الشخص مشغولًا ذهنيًا بالعمل وبالتالي لا يستمتع بالإجازة أبدا؛ لأنه لم يأخذها من الأساس؛ حيث أن العقل لم يتوقف عن التفكير، وهذا ما يتعلق بالسلوكيات التي لابد من فعلها في إجازات الأعياد.

واختتمت مهدي حديثها قائلة: "أما في ما يتعلق بالسلوكيات الخاطئة فتتلخص في المكوث في المنزل والنوم طوال اليوم وتناول الطعام بإفراط فكل هذا يؤثر للأسف بالسلب على الصحة النفسية للفرد.