القاهرة ـ فاطمة علي
كشف الفنان السوريّ باسم ياخور، في حوار خاص مع "مصر اليوم"، أنه يستعدّ لتصوير مسلسل جديد بعنوان "المرافعة"، يتناول في أحداثٍ منه قضية مقتل الفنانة اللبنانيّة سوزان تميم، وعلاقتها برجل الأعمال المصريّ وعضو الحزب "الوطنيّ" السابق هشام طلعت مصطفى، فيما أشار إلى أنه يتمنّى العمل مع المخرج المصريّ خالد يوسف، لأنه من المخرجين "المتميّزيّن".
وأكّد باسم، أن "المرافعة"، لا يتناول قضية مقتل المطربة سوزان تميم فقط، وإنما هي جزء من أحداث المسلسل، وأن المسلسل مكتوب بطريقة مشوّقة وفيها حِرَفيّة كبيرة، بعيدًاً عن أسلوب "الكليشيهات" الأبيض والأسود، وشخصيات العمل بها نقاط ضعف وقوة، مضيفًا "أنا لا أقدم شخصية رجل الأعمال طلعت مصطفى أو أي شخصيّة بعينها، ولو تناولنا المسلسل من هذه الزاوية فقط، فأرى أنها زاوية ضيقة ولن تُقدّم دراما، وإنما أقدم شخصية رجل الأعمال العربيّ عمومًا كظاهرة، وأن رأس المال الموجود يعد منظومة كاملة من الفساد، وهي السبب في إفساد الحياة السياسيّة والاقتصاديّة والاجتماعيّة، لأن طبقة رجال الأعمال تعتبر الطبقة الثانية بعد الطبقة الحاكمة، وهي مدعومة منها، وأعتقد أن كثيرًا من الثورات التي حدثت أحد أسبابها هو عدم وجود عدالة اجتماعيّة، وأن المسلسل مكتوب منذ عامين، وعندما عرض المؤلف تامر عبدالمنعم المسلسل عليّ صُدِمت عندما قرأت أولى حلقاته، وسألت تامر (كيف سنقدّم موضوعًا بهذا الشكل، فالمسلسل به جرعة زائدة من الجرأة)، ولا أُخفي أنني أشعر بالخوف من الشخصيّة، لأنها مُركّبة، فهي تعيش حالة ما بين شرخ وواقع وتعيش أمزجة مختلفة، فالثروة والسلطة والمال والنفوذ تُفقد الإنسان الكثير من التوازن، فهو لا يعيش كإنسان طبيعيّ، وإنما يشعر أنه يعيش أكثر من شخصيّة في وقت واحد".
وعن مدى الفرق في طريقة تناول المسلسل في مرحلة "ما بعد الثورة"، قال الفنان السوريّ، "حتمًا هناك اختلاف واضح، والاختلاف ليس في الترميز والحرية فقط، وإن كان وضع الحرية اختلف قبل عامين، واعتقد أن الفترة الحالية خصوصًا بعد الثورات تتيح لأي فنان أن يقدّم عملاً بشكل أكثر حريّة"، معتبرًا أن "الورق هو نقطة الانطلاق، ولابد أن تكون به قضية مهمّة أو موضوع يجعلني أنفعل معه، وطالما أن هناك أساسًا موجودًا أستطيع أن أضيف إلى العمل الكثير، خصوصًا أنني شخص حرامي، بمعنى أنني أتابع الشخصيات التي تقدم عالميًّا، وأحاول أن أقتبس من كل عمل أو فنان أشياء معينة، وهذا لأنني أرى أن العمل الفنيّ الأساس فيه هو الورق، ثم الإخراج ثم التمثيل".
ونفى ياخور، تصريحات نُسبت إليه في الفترة الأخيرة، بأن أفضل أعمال تُقدّم في ظل الثورات العربيّة هي الأعمال الكوميديّة، موضحًا "أنا لم أُصرّح بهذا الكلام، لكني أقول إن الجمهور في انتظار الأعمال الجيّدة، لأنه بعد ثورات (الربيع العربيّ) أثبت الجمهور أنه يستطيع أن يميّز بين العمل الجيّد وغير الجيّد، فيما أشار إلى أنه اعتذر عن المشاركة في مسلسل "الياشمك"، رغم أن فكرته جيّدة ومهمّة.
وردًا على سؤال لـ"العرب اليوم"، بشأن ماهية الشخصية التي يتمنّى أن يُقدّمها على الشاشة، أجاب ياخور، "أدرس تقديم شخصية محمد الفاتح، فمنذ أكثر من ثلاثة أعوام كنت بصدد التحضير لعمل لهذه الشخصية، لكني لم أجد شركة إنتاج لأنه عمل مكلف، فشخصية الفاتح شخصية مؤثرة في تاريخ الدول العربيّة، فهو فاتح القسطنطنيّة وشخص دينيّ قبل أن يكون عسكريًّا"، مشيرًا إلى أنه يتمنّى العمل مع المخرج المصريّ خالد يوسف، لأنه من المخرجين المتميّزين الذين لديهم رؤية فنيّة في مجال الإخراج، مضيفًا "رغم أني درستُ الإخراج إلا أنني لم أجد نفسي إلا في التمثيل".
وعن اعتزامه تقديم شخصية الفنان المصريّ الراحل رشدي أباظة، أكّد الممثل السوريّ، أنه يتمنّى أن يُقدّمها، لكنها لم تُعرض عليه من الأساس، فيما كشف سر ابتعاده عن السينما المصريّة رغم مشاركته في فيلم "خليج نعمة"، قائلاً "أنا في شوق للمشاركة في أي عمل سينمائيّ، فالسينما بالنسبة إلى الفنان تاريخ، لكن للأسف الأفلام التي عُرضت عليّ لم تناسبني ولن تُضيف لي شيئًا، وأنا في انتظار العمل الجيّد"، لافتًا إلى أن السينما السوريّة للأسف مرتبطة بإنتاج الدولة، وعند انتهاء هذا الوضع ستصبح لدينا في سوريّة سينما جيدة، تُقدّم أعمالاً مهمّة، أما الآن فلا نتكلم عنها.
وبشأن ما يجري في وطنه سوريّة، أعرب باسم ياخور، عن أمنيته بأن تتوقف حالة العنف من الأطراف كافة، مشدّدًا على أنه لا يخوض في الشأن السياسيّ حتى لا يُفهم كلامه بشكل خاطئ، لكنه سيتحدث عن الشأن الإنسانيّ، لأن الصورة مؤسفة جدًا، من الانقسام والعنف الموجود من الأطراف كلها، وأن الجميع يعيش حالة مؤلمة نتمنى من الله أن تنتهي سريعًا وألا تسيل دماء أكثر من ذلك، وأنه متفائل ولا تنطلق حالته إلا من التفاؤل، ونتمنى أن تنتهي هذه المحنة ونخرج منها قريبًا على خير.