محمد صبحي

فنان استطاع بأعماله أن يؤثر في قلوب جمهوره، عبر شاشة التلفزيون تارة، والسينما تارة أخرى، غير أن المسرح كان له نصيب الأسد من أعماله، إذ نجح في السيطرة على خشبة المسرح بشكل كامل حتى إنه حقق نجاحاً واسعاً تخطى حدود مصر إلى الوطن العربي. ورغم بصمته في العديد من الأعمال إلا أن الجمهور يظل يناديه باللقب الأشهر "بابا ونيس"، إنه الفنان المصري محمد صبحي،، كاشفاً عن رأيه في ما وصلت إليه حال الفن الآن، كما تحدث عن أحدث أعماله، فإلى تفاصيل الحوار:

*ما سبب عدم عرض مسرحيتي "الملك سيام" و"عيلة اتعمل لها بلوك" حتى الآن؟

- مشكلة مسرحية "الملك سيام" كانت في أن الزمن الذي تم تنفيذها فيه ليس زمنها، واكتشفت أنها ليست مناسبة للمشاهد حالياً ولا لطاقم العمل، والحقيقة إن تقديم المسرحية في هذا الوقت صعب للغاية، لأنها ستكون مكلفة جداً، حيث تحتاج لملابس وديكورات كثيرة قد تصل تكلفتها إلى 3 ملايين جنيه، فضلًا عن أن الفشل سيكون حليفها بسبب الثقافة السائدة التي تدعم كل ما هو سطحي. أما بالنسبة لمسرحية "عائلة اتعمل لها بلوك"، فمن المفترض أن عرضها كان محدداً له قبل عرض مسرحية "نجوم الظهر"، لكن ظروف انتشار فيروس كورونا اضطرتنا للتأجيل، كما أنني اكتشفت أيضاً أن هذا الوقت غير مناسب لعرضها، فتم استبدالها بـ"نجوم الظهر"، التي تعرض حالياً.

* لماذا استعنت بالفنانة سميرة عبدالعزيز في هذا العرض؟

- أجاب محمد صبحي، وقد غمرت الدموع عينيه، قائلاً: "أنا صريح لدرجة الوقاحة، و سميرة عبدالعزيز لديها مبدأ رجولي ندر وجوده لدى 99% من الفنانين اليوم، هذه السيدة تحترم كلمتها وعقول زملائها والجمهور، لدرجة أنني لم أخجل من الانحناء لها، ولم أندم على مشاركتها في العمل، على عكس فنانين آخرين جعلوني أندم على عملي في الفن على مدار 50 عاماً ماضية".

* ما سر اختيار "نجوم الظهر" عنواناً للمسرحية؟

- لأنه مرتبط بفكرة العمل التي تناقش معتقد وجود النجوم في "النهار" على عكس المتعارف عليه لدى الناس، لاسيما أن النص يتحدث عن النجوم في جميع مجالات الحياة وليس في الفن فقط، خصوصاً أننا لدينا الكثير من "نجوم الظهر"، التي يحجبها ضوء النهار، لذلك نحن نريد تلميعها وإظهارها للناس.

* لماذا لم تستعن بفنانين معروفين، رغم علمك بأن فرص العمل اليوم قليلة؟

- لديَّ معايير خاصة في اختيار الفنانين، يمكن ألخصها في أنهم لابد أن يكونوا شبه جيل "أبناء ونيس".

* بمناسبة "أبناء ونيس"، ما تعليقك على انتظار الجمهور لأجزاء جديدة من العمل؟

- وقتها كنت أرغب في معالجة قضية أسرية تشغل المجتمع بأكمله، وكنت أنا واحداً منهم لأني واجهت مشاكل في تربية أبنائي، لكن الآن بعد العولمة التي نعيشها أصبح صعباً جداً معالجة المشكلة بمسلسل، لاسيما أن أطفال اليوم لم يعودوا مثل الأمس "دا أنا لما بنزل الشارع، بكون عايز أمسك (شومة)، وأضرب العيال".

* ما سر اختلاف أشعار وألحان المسرحية عن أي أعمال أخرى قدمتها؟

- السر في الكيمياء بيني وبين عبدالله حسن، لأنه استطاع أن يثبت لي كفاءته خلال تعاوننا على مدار أكثر من عمل، وهو الوحيد الذي استطاع بأشعاره أن يُكمل دراما النص، لأنه لديه مزيج بين السيمفوني والشرقي والأوركسترا.

* هل المسرحية بداية الطريق لتقديم عروض استعراضية مقبلة؟

- ليس توجهاً مُطلقاً، لكن الأمر يعود لفكرة أو موضوع العمل وهو ما يفرض طبيعته.

* هل يمكن أن تستعين بنجوم كبار ليس لديهم فرص للعمل؟

- لا، لأنني أرفض التعامل مع أي فنان لمجرد أنه يريد الظهور فقط، لأنه يعنيني أن الممثل يكون مكافحاً مثلي ولم يستسلم للوضع الراهن، والنجمة الوحيدة التي طلبت التعاون معها هي إلهام شاهين، ولم ترفض.

* ما رأيك في الورش الفنية المُنتشرة الآن؟

- مبدئياً أنا ضد كلمة "ورشة"، فهي ليست مصطلحاً علمياً، والنصوص التي تثمرها الورش الفنية غير مهنية، فالكثير من خريجي الورش يطلب من الكاتب النصوص التي تتماشى معه، والمصيبة الكُبرى أن معظم الأعمال الآن أصبحت تُظهر المرأة في صورة سيئة بين تاجرة ممنوعات أو مُنحلة، وهذا بسبب ظاهرة الورش الفنية، ويجب على الدولة أن تتصدى لها؛ لأنها تسحب ريادة مصر.

* ما تقييمك للأغاني المنتشرة هذه الفترة؟

- مهمتي أن أجد البديل لها، وليس انتقادها بدليل أن هناك الكثير من الأغاني التي تحتوي على ألفاظ خارجة ولم أعلق عليها، فحل المشكلة يكمن في إيجاد البديل، وهناك من يرفض إيجاد بديل.

* ما البديل عن الورش الفنية لأصحاب موهبة التمثيل؟

- المدارس المسرحية هي البديل الأفضل لها، ومهمة إيجاد بديل تقع على عاتق نقابة المهن التمثيلية، وأكاديمية الفنون

* ماذا عن عرض المسرحية في المحافظات؟

- أنا من عُشاق العمل في المحافظات، ولكن هناك مشكلة تواجهنا، تتمثل في صعوبة نقل الديكورات، ولذلك رفضت عرض الكثير من أعمالي في المملكة العربية والإمارات.

* أين أنت من الدراما؟

- من بعد 2011، قدمت الجزء السابع والثامن من "أبناء ونيس"، رغم أنني تعاقدت مع وزير الإعلام أنس الفقي، قبل الثورة على تقديم 4 أجزاء، أي للجزء العاشر، وعموماً أنا لو أجري "10 قروش" ممكن أحصل على ثلث الأجر بشرط أن أعمل ما يمليه عليه عقلي ووجهة نظري، لأني أريد أن تصل أعمالي للجمهور، أما الآن الأزمة باتت أكبر، لذلك أسست مدينة سُنبل لتقديم ما أقتنع به دون التفكير في مكاسب مادية.

* ماذا عن مشروعك مع إلهام شاهين؟

- لا أستطيع الحديث عن العمل الآن، لأننا في مرحلة التحضير، وبمجرد الانتهاء منه سيتم إعلان كافة التفاصيل.

* ما أعمالك الجديدة؟

- لدي 3 مسرحيات، من ضمنها "عندما يحكم الأطفال العالم"، و"عائلة اتعمل لها بلوك".

   قـــد يهمــــــــك أيضــــــاُ :

تكريم محمد صبحي عن مجمل أعماله الفنية في مئوية الأردن

محمد صبحي ضيف شرف معرض الشارقة الدولي للكتاب في دورته الـ40