الإعلامي الكوميدي المصري باسم يوسف

كشف الإعلامي الكوميدي المصري باسم يوسف لجمهور "سيدني" الاثنين، أن الشعب المصري انضم إلى ثورات "الربيع العربي" ليس بغرض العدالة والديمقراطية ولكن بغرض الغيرة.

وأضاف يوسف: "نظرنا إلى تونس وقلنا لأنفسنا لن نسمح لهؤلاء أن يستحوذوا علينا، وحينها بدأنا في احتلال جزء كبير من وسائل الإعلام الدولية وأصبحنا ملوك الدراما في السياسة الدولية، ودائمًا كان لدينا شيء ما يحدث، وعائلة كراشديان لا تملك شيئًا من الدراما مقارنة بمصر".

وأعرب يوسف عن ازدرائه لهؤلاء الذين يقولون أن ثورات "الربيع العربي" فشلت، وأن الشرق الأوسط ليس مستعد للديمقراطية، مشيرًا إلى أن النكتة والسخرية سلاح أقوى من السيف.

وأشار إلى أنه ينتمي إلى أسرة مصرية من الطبقة المتوسطة، مضيفًا: "نحن شقيقان أنا أعمل كطبيب وأخي مهندس، وإذا كان لنا شقيقان آخران كان يفترض أن يكونا طبيب أسنان ومحاميًا، وربما تكون هذه العائلة يهودية تقريبًا".

وأفاد: "تنحى مبارك بعد فترة وجيزة في الحكم لمدة 30 عامًا، وهذا هو متوسط العمر المتوقع لحكام الشرق الأوسط ويساوى فترة ولاية 100 رئيس وزراء أسترالي مجتمعين".

وبيّن أن هذا يشير إلى أن الشرق الأوسط يحظى بالدهاء السياسي أكثر من غيره من بقية العالم الديمقراطي، مضيفا: " إذا نظرنا إلى البلاد المتأخرة مثل الولايات المتحدة نجدها تنفق خمسة مليون دولار على حملة الانتخابات الرئاسية فقط للحصول على رئيس لمدة أربعة أيام، أما في بلدي الأمر يحتاج فقط إلى بضعة دبابات وبيان في وسائل الإعلام، وتحصل على رئيس مدى الحياة، وفي الولايات المتحدة بعد إنفاق هذه الأموال الطائلة ربنا يصبح دونالد ترامب رئيسًا للبلاد".

وذاع صيت برنامج باسم يوسف "البرنامج" على غرار برنامج جون ستيوارت "ذا ديلي شو"، وبعد أن جذب البرنامج الملايين من المشجعين عبر الإنترنت تحول إلى برنامج تليفزيوني وزاد فريق عمل البرنامج إلى 50 باحثًا وكاتبًا.

وأوضح يوسف أنه في ظل حالة الاضطراب السياسي في البلاد، أصبح الضحك ترفًا لكنه حاول استعادته مرة أخرى، مضيفًا: "كنا نواجه البلطجية المدفوع لهم لمحاصرة المسرح الخاص بنا أثناء محاولتنا رسم الابتسامة على وجوه الناس، وكان الناس يضحكون بينما السلطة تكرهنا".

وأردف: "لا يهم إذا كان لدينا سلطة دينية أو قومية عسكرية حيث تتقاسم السلطات الدينية والعسكرية شيئًا واحدًا وهو أنه ليس لديهم الحس الفكاهي، ويمارس الطغاة أصحاب السلاح الخوف بما في ذلك بعض القادة السياسيين في الولايات المتحدة و24 من قنوات الكابل، الخوف هو السلاح الفائز الذي يحرك الجماهير".

وقرر يوسف إنهاء برنامجه بعد ثلاثة أعوام من العمل على الهواء في حزيران / يونيو 2014، عندما شعر بأن المناخ السياسي في مصر أصبح لا يمكن الدفاع عنه، وأشار إلى أن المشاهدين ربما يعيدون النظر بشأن ثورات "الربيع العربي" ويصفونها بالفشل بعد أن بدأت تفقد حماسها.

وتابع: "جزء كبير من سكان مصر تحت عمر 40 عامًا، وأصبح هذا الجيل الأصغر أكثر عرضة للتلاعب به من قبل دعاية الدولة، مات حلم الديمقراطية والحرية في ظل التطرف والطغيان ولكن هناك ثورة أخرى تحدث في عقول وقلوب الشباب، ربما يبدو الشباب عاجزًا وغير قادر ولكنه في قرارة نفسه يرفض الوضع الراهن، إنهم يثورون بصمت ضد نفس المحرمات التي اعتبرت غير قابلة للمساس بها، إنهم يسألون في كل شيء ولم يعد هناك شيء مقدس أو خارج الحدود".

وأضاف يوسف: "القدرة على السؤال تعد علامة على النجاح والثورة في الشرق الأوسط غفت قليلًا لكنها لم تمت، وربما لم يعد برنامجي يعرض حاليًا لكنه ألهم الملايين من الشباب في جميع أنحاء الشرق الأوسط لتقديم مساهمتهم الخاصة، وأشاهد الكثير من مقاطع الفيديو على الإنترنت تسخر من الديكتاتورية وتتحدى آلة الدعاية البشعة، وأشعر أن البرنامج ما زال مستمرًا بطرق أخرى وهذا يعطيني الأمل".