رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي

رفع رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي الاربعاء من حدة الازمة السياسية في هذا البلد الذي ينازع في مواجهة مجموعات

متطرفة تسيطر على مساحات واسعة من اراضيه، بعدما اعتبر ان اربيل عاصمة اقليم كردستان العراق اصبحت "مقرا" لتنظيم "

الدولة الاسلامية" والقاعدة وحزب البعث المنحل.
وقال المالكي في خطابه الاسبوعي المسجل الذي بثته قناة "العراقية" الحكومية "كل شيء تحرك على الارض يعود. لا يمكن

السكوت عن اي حركة استغلت الظروف وتمددت، واقول وهم يعرفون كلامي: يعودون من حيث اتوا، يعود السلاح".
واضاف "بصراحة لا يمكن ان نسكت عن هذا، لا يمكن ان نسكت ان تكون اربيل مقرا لعمليات داعش والبعث والقاعدة

والارهابيين. ان ادعو من يتحدثون عن الشراكة ورئاسة الجمهورية والخارجية والشراكة في العمل الوطني: اوقفوا غرف

العمليات هذه".
وتابع المالكي "سيخسرون وسيخسر مضيفهم ايضا لانه لم يقدم نموذجا للشراكة الوطنية".
ويسيطر تنظيم "الدولة الاسلامية" الجهادي المتطرف الى جانب تنظيمات متطرفة اخرى منذ شهر على مناطق واسعة في شمال

وشرق وغرب العراق بينها مدينة الموصل (350 كلم شمال بغداد) ومدينة تكريت (160 كلم شمال بغداد) اثر هجوم كاسح شنته

هذه التنظيمات.
وسيطر الاكراد منذ بداية هذا الهجوم على مناطق متنازع عليها مع بغداد بعد انسحاب القوات العراقية منها، وعلى راسها مدينة

كركوك (240 كلم شمال بغداد) الغنية بالنفط، في خطوة اكد رئيس اقليم كردستان العراق مسعود بارزاني انها نهائية.
ورغم ان بارزاني طلب من البرلمان المحلي الاستعداد لتنظيم استفتاء على الانفصال عن العراق، الا ان الاكراد لا يزالون

يتطلعون الى الحصول على منصب رئاسة الجمهورية في خضم المفاوضات الجارية حاليا للاتفاق على الرئاسات الثلاث، علما ان

الاكراد يتولون وزارة الخارجية ايضا منذ سنوات طويلة.
ويشوب العلاقة بين بغداد والاقليم الكردي الذي يملك قوات عسكرية وتاشيرات وعلم خاص به، توتر يتعلق اساسا بالمناطق

المتنازع عليها وبعائدات النفط وصادراته، حيث تقوم الحكومة المحلية في الاقليم بتوقيع عقود مع شركات اجنبية من دون الرجوع

الى بغداد.
وكان بارزاني احد ابرز الشخصيات التي سعت في السابق الى سحب الثقة من نوري المالكي.
وغالبا ما تستقبل اربيل اجتماعات ومؤتمرات معارضة للحكومة في بغداد، وبين الشخصيات التي تستضيفها حاليا والتي يدلي

بعضها بتصريحات يومية مناهضة للسلطة في بغداد الشيخ علي حاتم سليمان المعارض للمالكي واحد ابرز زعماء العشائر السنية.
وفي خضم الخلافات المتصاعدة بين الاكراد وبغداد، اتصل نائب الرئيس الاميركي جون بايدن بمسعود بارزاني في الاربعاء، واتفقا

على ضرورة "تسريع عملية تشكيل حكومة تتناسب مع جدول الاعمال الذي حدده الدستور العراقي"، وفق بيان للبيت الابيض.
ورفض مكتب بايدن توضيح ما اذا كانت المكالمة اجريت بعد التصريحات التي ادلى بها المالكي.
ويشير هذا الاشتباك بين بغداد والاكراد الى عمق الازمة السياسية التي يعيشها العراق والتي دفعت البرلمان نحو الاخفاق في

اختيار رئيس له في جلسته الاولى بحسب ما ينص الدستور، على ان يجتمع مرة ثانية الاحد.
ويظلل تمسك المالكي برئاسة الحكومة المشهد السياسي بعدما كان فتح ازمة الحكم على مزيد من التعقيدات الاسبوع الماضي حين

اعلن انه لن يتنازل "ابدا" عن ترشحه لولاية ثالثة، على الرغم من الانتقادات الداخلية والخارجية له.
وجاء موقف المالكي هذا رغم دعوة المرجعية الشيعية للاسراع في تشكيل حكومة تحظى بقبول وطني واسع، وهو ما لا يتمتع به

المالكي حاليا.
ويتعرض المالكي (64 عاما) السياسي الشعيي النافذ الى انتقادات داخلية وخارجية خصوصا حيال استراتيجيته الامنية في ظل

التدهور الامني الكبير في البلاد وسيطرة المسلحين المتطرفين على مساحات واسعة من العراق، ويواجه كذلك اتهامات بتهميش

السنة واحتكار الحكم.
ويطالب خصومه السياسيون كتلة "التحالف الوطني" اكبر تحالف للاحزاب الشيعية بترشيح سياسي اخر لرئاسة الوزراء، فيما

يصر هو على احقيته في تشكيل الحكومة مستندا الى فوز لائحته باكبر عدد من مقاعد البرلمان مقارنة بالكتل الاخرى (92 من بين

328).
ميدانيا، وفي الوقت الذي تواجه فيه القوات العراقية صعوبات في استعادة اراضي من تنظيم "الدولة الاسلامية"، قتل تسعة جنود

واصيب 38 جنديا اخر بجروح في اشتباكات مع مسلحين ينتمون الى هذا التنظيم شمال مدينة بعقوبة الواقعة على بعد 60 كلم

شمال شرق بغداد، بحسب مصدر عسكري.
في موازاة ذلك، عثرت الشرطة العراقية على 53 جثة مجهولة الهوية داخل احد البساتين الواقعة جنوب غرب الحلة كبرى مدن

محافظة بابل جنوب بغداد، حسبما افادت مصادر امنية واخرى طبية.
واوضحت المصادر ان "جميع الجثث هي لرجال مجهولي الهوية قضوا بطلقات نارية بالراس والصدر ولا تزال ايديهم مقيدة الى

الخلف".
ولم تعرف اسباب مقتل هؤلاء الرجال، بحسب المصادر لكن المناطق المحيطة بمدينة بابل شهدت هجمات متكررة خلال الهجوم

الذي قاده الجهاديون خلال الشهر الماضي وسيطر على مساحات شاسعة ، شمال وغرب العراق.
أ ف ب