رئيس الوزراء ديفيد كاميرون

أثارت قضية تجديد الغواصات التي تحمل صواريخ "ترايدنت" ‏النووية جدلا انتخابيا في بريطانيا اليوم الخميس، بعد اتهام حزب المحافظين لحزب العمال ‏بأنهم يخاطرون بأمن المملكة المتحدة للوصول الى رئاسة الوزراء من خلال التحالف مع ‏الحزب القومي الاسكتلندي المطالب بإلغاء البرنامج.‏

وطالما كان تجديد أسطول الغواصات النووية "ترايدنت" قضية خلافية في المملكة المتحدة، ‏حيث أعلن حزب العمال التزامه بالعمل على استبدال أسطول البلاد من غواصات فانجارد ‏التي تحمل صواريخ ترايدنت النووية، ولكن سوف ينظر في خفض العدد إلى ثلاثة إذا كان ‏من الممكن الحفاظ على قوة الردع بهذا العدد.‏

وكتب وزير الدفاع مايكل فالون في صحيفة "التايمز" "برنامج المحافظين سيضمن أن نبني ‏أسطولا جديدا من أربع غواصات مزودة بصواريخ باليستية." وأضاف "سنحتفظ بالرادع ‏النووي ترايدنت لتوفير أقصى ضمان لسلامتنا."‏

وقال فيرنون كوكر المتحدث باسم حزب العمال للشؤون الدفاعية "حزب العمال ملتزم ‏بالاحتفاظ بالحد الأدنى من رادع نووي مستقل يمكن الاعتماد عليه. هذا أمر غير قابل ‏للتفاوض مع أي حزب."‏

من جانبه أعلن حزب المحافظين على لسان وزير الدفاع، مايكل فالون، تعهده بتجديد جميع ‏الغواصات الأربعة النووية إذا فازوا بالانتخابات العامة المقررة في السابع من مايو من خلال ‏استبدال غواصات فانجارد القديمة بغواصات مزودة صواريخ باليستية.‏

ويتوقع أن يتكلف استبدال الغواصات الأربع من طراز فانجارد وتحمل صواريخ ترايدنت 20 ‏مليار جنيه إسترليني، بينما من المقرر اتخاذ قرار نهائي بشأن تجديدها في عام 2016.‏

ويؤكد حزب المحافظين أن اد مليباند يبقى "أسيرا" لدى الحزب القومي الاسكتلندي فيما يتعلق ‏بقضية تجديد البرنامج النووي.‏

وقال زعيم المحافظين ورئيس الوزراء، ديفيد كاميرون، اليوم "إن حزب العمال يعيش في ‏حالة من الفوضى بشأن موقفه من الرادع النووي ترايدنت".‏

وأضاف "يقولون في وقت انهم يرغبون في الحصول على ثلاث غواصات، وفي اليوم التالي ‏يقولون أربعة، في حين لا يستبعد اد مليباند محاولة الوصول الى رئاسة الوزراء على أكتاف ‏الحزب القومي الاسكتلندي، الذين يقولون ان عدم تجديد ترايدنت خط أحمر بالنسبة لهم".‏

وبالنسبة لحزب الديموقراطيين الأحرار فإنهم أعلنوا أنهم سيحتفظون بالبرنامج. وقال ‏المتحدث باسم الحزب السير نيك هارفي ان وجود غواصتين يمثل "ردعا مناسبا"، بينما ثلاث ‏غواصات "ستوفر للمملكة المتحدة ردعا كاملا ومستمرا في البحر"، بينما أعرب حزب ‏الاستقلال عن التزامه الكامل بتجديد الغواصات النووية.‏

ويبقى حزبا القومي الاسكتلندي وحزب الخضر المعارضان الوحيدان لتجديد الغواصات ‏النووية.‏

وتقول الوزيرة الأولى في اسكتلندا وزعيمة الحزب القومي الاسكتلندي، نيكولا ستورجيون، ‏إن عدم تجديد "ترايدنت" يمثل أساس أي تحالف مزمع مع حزب العمال.‏

ويقول معارضون إن استبدال الصواريخ سيتكلف 100 مليار جنيه استرليني وإن على ‏بريطانيا دراسة بدائل أقل تكلفة.‏

أ.ش.أ